شبكة قدس الإخبارية

فلسطين أبو حبسة تدفع حياتها ثمنا للأخطاء الطبية

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: لا تزال عائلة المتوفاة فلسطين أبو حبسة تبحث عن إجابات لما حدث معها بعد تردي وضعها الصحي عقب دخولها لمستشفى رام الله الحكومي حيث كانت تعاني من آلام في معدتها والتي أوصلتها لوضع صحي حرج تسبب في وفاتها.

واتهمت العائلة عقب إعلان وفاة فلسطين المستشفى بالتسبب بوفاة نتيجة للإهمال وعدم تقديم العلاج لها من قبل الأطباء المشرفين على حالتها والذين كانلوا يتهمونها بـ"الدلع" وأنها لا تعاني من أي مرض سوى الوسواس ويكتفون بتقديم المسكنات لها.

جل ما تطالب به العائلة كشف ملابسات الأسباب التي أدت لوفاتها، ومحاسبة من تسبب بها.

وفي تفاصيل القضية قال سعيد أبو حبسة إنه قام بنقل زوجته فلسطين فيصل أبو حبسة (34 عاما) من سكان مخيم قلنديا بتاريخ 28/7/2016، إلى مستشفى الهلال الأحمر في مدينة البيرة، حيث كانت تعاني من آلام في معدتها، حيث أخضعت لفحوصات سريعة في طوارئ المستشفى وتقرر إدخالها للمستشفى للمراقبة، وخلال فترة وجودها بالمستشفى شخصها الطبيب الباطني أنها تعاني فقط من "الوسواس والدلع".

أضاف أبو حبسة في حديث لـ"قدس الإخبارية": "وصف لها الطبيب الباطني مسكنات، لكن لم تقدم تلك المسكنات أية نتيجة مرجوة منها، حيث كان الوجع يزاد ووضعها الصحي يزداد سوءا".

وتابع، "بعد عدة ساعات لاحظت تغييرات على وجه زوجتي فلسطين حيث أصبح وجهها يميل للازرقاق فاستدعيت الطبيب المناوب، وطلب الطبيب تدفئتها".

وبين أنه "بعد لحاحي الطويل قال لي الطبيب متعصبا، "ادفع 400 شيقل واعمل صورة طبقية لرأس زوجتك، فرددت عليه، الوجع في بطنها فما علاقة رأسها؟!، وبالفعل أجريت صورة طبقية لدماغ فلسطين، ليتبين بأنه دماغها سليم ولا يوجد فيه أية مشاكل".

وأوضح أن الطبيب الذي كان يشرف على حالتها أخبرنا بأن لديها التصاقات في الأمعاء نتيجة إجرائها عملية "الزائدة" قبل عامين في ذات المستشفى، ما تسبب بتجمع كميات من السوائل في أمعائها، حيث قرر إجراء عملية سحب للسوائل، وجرى سحب حوالي 5 لترات من تلك السوائل في جسدها، ما تسبب بجفاف جميع أعضائها وانخفاض ضغط دمها، الأمر الذي تسبب بفقدانها للوعي، ومن ثم نقلت إلى مستشفى رام الله وتم التأكيد حينها بحدوث خطأ طبي ناجم عن طبيب باطني في مستشفى الهلال".

وتابع، "فلسطين خرجت من مستشفى الهلال، ولديها فشل كامل في معظم أعضاء جسمها الداخلية، وقد جرى إرسال ملفها لمستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، والذي وصف حالتها بأنها أصعب الحالات".

وأوضح أبو حبسة، "على الفور أجريت لفلسطين عملية عاجلة لقص الأمعاء، وبعد نجاح العملية، مكثت فلسطين مدة أسبوع في مستشفى رام الله، وكانت أعضاء جسدها لا تعمل بشكل طبيعي، وبعد محاولات عدة  للحصول على تحويلة طبية لمعالجتها داخل مستشفى "هداسا" في مدينة القدس المحتلة وصلت التحويلة، وأدخلت إلى مستشفى هداسا ومكثت هناك 45 يوماً تحت الأجهزة، حتى تمكن الأطباء من إنعاش قلبها وكبدها وتوقفت عن غسيل الكلى، ولكن الرئتين ما زالت تعاني من الالتهابات، غير أنه تم فتح منطقة بجانب البطن لديها كمخرج للفضلات".

وأشار أبو حبسة إلى أنه وبعد تلك الفترة قررت وزارة الصحة نقل فلسطين إلى مستشفى رام الله ثانية حتى لا تتحمل تكاليف علاجها، وقال: "كانت من المقرر أن تجري فلسطين عملية لإغلاق الفتحة التي فتحها الأطباء لتتمكن فلسطين من إخراج الفضلات، غير أن مستشفى رام الله أكد قدرته على إجراء تلك العملية، وبالفعل أجريت العملية وبدأت صحتها تتحسن، ولكن بعدة عدة أيام ساءت حالتها الصحية من جديد".

وتابع: "جرى إعادة فلسطين لمستشفى رام الله، وعند سؤالنا عن ملفها الطبي بالمستشفى كان رد المشفى بأنه ضائع، وبعد عدة أيام من مكوثها في المشفى، توفيت فلسطين نتيجة الإهمال والأخطاء الطبية"، واصفا ما حدث بجريمة قتل.

وحمل أبو حبسة كلا من الدكتور زياد أبو عاصي، طبيب الباطني في مستشفى الهلال برام الله والدكتورة أميرة الهندي مديرة التحويلات والعلاج في الخارج بوزارة الصحة، والدكتور أحمد بيتاوي مدير مجمع فلسطين الطبي في رام الله المسؤولية عن وفاة زوجته فلسطين، مشيرا إلى أنه لم يوفر جهدا من أجل محاسبة المسؤولين "وأخذ حق زوجته منهم".

وحاولت "قدس الإخبارية" الوصول لجميع أطراف القضية إلا أنها لم تتمكن، نتيجة عدم رد بعضهم على هواتفهم، وتهرب البعض الآخر من الإجابة على أسئلتنا من خلال تحويلنا إلى جهات أخرى أو التذرع باحترام مجريات التحقيق الذي تجريه وزارة الصحة.