شبكة قدس الإخبارية

عملية "إيتمار".. القرار والتنفيذ برواية المنفذين

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كان يومًا قد شهد جرائم كثيرة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عندما قرر الشابان حكيم عواد وأمجد عواد تنفيذ عمليتهما البطولية التي استهدفت منزلا للمستوطنين داخل مستوطنة "إيتمار" قرب مدينة نابلس شمال الضفة، حيث اقتحما المنزل وقاما بطعن من كان بداخله وقتلوا منهم 4 مستوطنين وبعدها فتحا النار على إحدى المستوطنات وأردوها قتيلة وأصابوا عددًا آخر بجروح مختلفة.

وفي التفاصيل، في تمام الساعة التاسعة خرج أمجد وحكيم عواد من قرية عورتا الواقعة في محافظة نابلس إلى مستوطنة "إيتمار" المجاورة، واخترقوا الجدار الشائك للمستوطنة ودخلوا إلى بيتين فارغين من ساكنيها، وقاما بخطف سلاح من نوع "إم 16" من داخل أحد المنزلين، ومن ثم انتقلا للبيت المجاور.

عند دخولهما البيت قاما بقتل بقتل جميع من كان بداخله، ومن ثم عادوا إلى قريتهم عورتا.

وبحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فقد تمكن الشابان من مغادرة المستوطنة قرابة الساعة الحادية عشرة ليلًا، ولم يتم الكشف عن العملية إلا بعد ساعة ونصف مع عودة إحدى بنات العائلة إلى المنزل، وعندها تم استدعاء قوات الأمن الإسرائيلية.

وبينت الصحيفة أن الشابين توجّها على الفور لمنزل صلاح عواد، وهو عم حكيم أحد المنفذين، وهو ناشط في الجبهة الشعبية وأسير محرر، وقدم لهم المساعدة في إخفاء السكاكين والسلاح، وحرق الثياب التي كانوا يرتدونها خلال تنفيذ العملية، ولم تتمكن قوات الاحتلال من اعتقالهما سوى بعد عدة أسابيع من تنفيذ العملية.

كان عمر حكيم حينها (17 عامًا) وكان طالبا في الثانوية العامة، في حين كان عمر أمجد (19 عاما) وكان طالبا في جامعة القدس المفتوحة بمدينة نابلس.

وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد تحدثت عن أن العملية جاءت من بنات أفكار منفذيها بشكل شخصي وهما ينتميان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حينها.

وفي العاشر من نيسان، تم بدء التحقيق معهم في قيادة شرطة الاحتلال، وأخذوا لتمثيل العملية في ساعات الليل، وتم تزويدهم بسكينين من الكرتون، وبدمى تمثل من قاموا يقتلهم، وعند قراءة ملف التحقيق هناك فارق كبير في نجاحهم في تنفيذ العملية (تجاوز الجدار، قتل خمسة أشخاص، خطف بندقيتين، والعودة للقرية) وبين عشوائية عملية التنفيذ.

وينقل عن أمجد قوله في محضر التحقيق "قبل أسبوعين من العملية حلمت بأنني ارتدي لباسا أبيضًا، ومن حولي كل شي أخضر، وعليه أدركت أنني سأموت شهيد، حدثت والدتي بذلك فقالت الله يستر، قلت لنفسي عليّ عمل شي يرضى الله ويجعل الله يقبلني، ولهذا فكرت بتنفيذ عملية في المستوطنة، كونها أقرب مكان علينا”.

وعن كيفية إقناع حكيم بالعملية قال، "في البداية رفض حكيم المشاركة في العملية، وحاول في مرات عدة إقناعي بالعدول عن الفكرة، نهاية الأمر قلت له معك أو بدونك سأنفذ العملية، حينها اقتنع وقرر المشاركة".

وبحسب محاضر التحقيق، فقد تجهز الشابان للعملية وتزودا بأغطية وبمقص لقص الجدار وبسكاكين أحضرهما حكيم، سكين أشتروه من نابلس، وآخر اشتروه من القرية، ودفعا (50) شيقلًا ثمنًا لكل سكين.

أمجد يقول إنه في ليلية العملية شاهد الوحي بالقول ”في الليل صلينا وعانق كل منا الآخر، حينها شاهدنا ضوءًا أبيضا، وبدأنا نقرأ آيات من القران، وندعوا الله أن يكون معنا، وأن يعطينا الله جنودا".

ويتابعان "عند وصولنا للجدار المحيط بالمستوطنة قمنا بإلقاء سكين عليه لفحصه إن كان مكهربًا أم لا، فقال أمجد مكهرب أو غير مكهرب لا يهمني الموت، وقمنا بإمساك الجدار بأيدينا، وتأكدنا بأنه غير مكهرب وحاولنا قصه بالمقص الذي كان بحوزتنا فلم ننجح، حينها قمنا بإحضار جذع من شجرة زيتون وبواسطته تجاوزنا الجدار".

ويضيفان، "دخلنا للبيت الأول وجدناه فارغًا، والبيت الثاني كذلك الأمر، فوجدنا فيه بندقية M16 وسترة ومخزن رصاص، في البيت الثالث شاهدنا عائلة فوجل وحينها باشرنا بالعملية وقد استمرت العملية حوالي نصف ساعة حيث تمكنا من الإجهاز على جميع أفراد العائلة وانسحبنا بسلام".

وعن طريق عودتهم قال حكيم، "وقفنا خارج البيت، حينها شاهدت جيبا عسكريا اعتقدت أنه جاء بعد أن سمع صوت إطلاق النار، جهزت نفسي للاشتباك معهم، وطلبت من أمجد أن يدخل للبيت ويبحث عن قطعة سلاح أخرى، بعد خمس دقائق خرج من الشباك وبيده بندقية M16 طويلة، غير أن الدورية مرت من جانب المنزل دون اكتراث".

ويشيران إلى أنهما بعد عودتهما إلى قريتهما عورتا أبلغا أحد أقاربهما بما حصل، والذي قدم لهما المساعدة في إخفاء قطع السلاح التي كانت بحوزتهم، وحرق ملابسهم المضرجة بالدماء.

خلال محاكمة أمجد طلب منه القاضي إعلان ندمه إلا أن أمجد رفض وقال: "الرجل لا يندم على فعل فعله، وأنتم تقتلون مليون ولا تندمون".

وحكمت محكمة الاحتلال على حكيم بالسجن خمسة مؤبدات إضافة إلى خمس سنوات، كما حكمت محكمة أخرى على الشاب أمجد عواد بالسجن لنفس الفترة.