شبكة قدس الإخبارية

تقرير مراقب الاحتلال.. بماذا تفوقت المقاومة؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: لم يستثنِ تقرير مراقب دولة الاحتلال عن إخفاقات الحرب على غزة عام 2014 الذي صدر أمس الثلاثاء أية شخصية سياسية ولا عسكرية إسرائيلية إلا وحملها جزء من المسؤولية عما دار عشية تلك الحرب وحتى خلالها وفي نهايتها، بدء من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو وحتى قادة ألوية جيش الاحتلال.

التقرير الذي ركز في مجمله على افتقاد "إسرائيل" لأية استراتيجية جاهزة ومتكاملة لمواجهة سلاح المقاومة الفلسطينية الاستراتيجي "سلاح الأنفاق"، والذي اعتبره التقرير التهديد الأكبر لإسرائيل من جهة غزة، كونه عنصر الربط لجميع أسلحة المقاومة الموجهة نحو مستوطنات الاحتلال والمدن الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948.

وكشف التقرير عن أن ساسة الاحتلال وعساكره قرروا الذهاب للحرب إلى غزة دون أن يمتلكوا أدنى فكرة عن تلك الانفاق وماهيتها وطبيعتها، كما اتهم التقرير نتنياهو وجوقته في المجلس الوزاري المصغر بإخفاء معلومات استخبارية عن مدى خطورة تلك الأنفاق، والذين قرروا الذهاب إلى غزة ولم يضعوا في أهدافهم تدمير تلك الأنفاق.

التقرير جعل نتنياهو رئيس الجوقة يستميت في البحث عن انتصار مزعوم على غزة، ليتوصل إلى أن الحرب التي استمرت حوالي الشهرين تمكنت في نهاية المطاف من فرض حالة من الهدوء في المنطقة الحدودية مع غزة منذ أكثر من عامين، مستغفلا أن هذا الانتصار الذي يزعمه لم يستطع حتى اليوم من نزع الخوف المتجدد كل يوم لدى سكان تلك المناطق من المستوطنين الذين يتهمون حكومة نتنياهو بتركهم لقمة سائغة لعناصر المقاومة الذي يحفرون الأرض تحت أقدامهم.

عناصر تفوق المقاومة

في المقابل، يستنتج مما ورد في التقرير أن المقاومة الفلسطينية كانت مستعدة منذ أشهر لمثل هذه المواجهة، والدليل أنها استقبلت الحرب دون أن تتفاجأ بل وواجهتها بكل صرامة وتخطيط وانسجام، بحسب ما أورده المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "أليكس فيشمان".

وأوضح فيشمان بأن المقاومة الفلسطينية لم تستعرض كامل قوتها أمام قوة الضرابات التي كانت تتلقاها طوال الأيام الأولى للحرب، وهذا بحد ذاته يعكس درجة التخطيط الاستراتيجي الذي كانت تتمتع به خلافا لما يحدث على الجانب الآخر.

وقال فيشمان: "صحيح أن حماس لم يكن لديها أهداف بعيدة المدى كاحتلال إحدى مدن الجنوب أو السيطرة على إحدى المعسكرات، لكنها وضعت لنفسها هدفا واحدا لتركز عليه في كل مرحلة من مراحل الحرب، ولم تشتت قيادتها العسكرية اهتمام عناصرها، حيث أن ذلك قادها لتسجيل انتصارات عديدة في كل معارك الحرب خاصة البرية منها، وهو ما كان يفتقده الجيش الإسرائيلي.

فقدان الثقة

وأضاف فيشمان، "نتائج التقرير أفقدت الإسرائيليين ثقتهم بقيادتهم السياسية والعسكرية، فهم يدركون بأنها كانت تكذب عليهم طوال تلك السنين".

وتابع: "قضية الأنفاق هي أكبر مثال على الإخفاق الإسرائيلي في غزة، وقد اختار المراقب أن يركز عليها ليكتشف ثقبا أسودا، وغير أنها حتى لو سلط الضوء على تهديد استراتيجي آخر فسوف يجد هناك الإخفاق نفسه، فلماذا سيكون اهتمام المستويين السياسي والعسكري بتهديدات أخرى أكبر، إذا كانت هذه هي درجة اهتمامهم بالأنفاق التهديد الأكبر لإسرائيل".

وأكد المعلق العسكري على أن المراقب لم يوفق في تخصيص كل هذه المساحة للحديث عن "الكابينيت"، فهو كان يهدر وقته في الحديث عن هيئة مؤلفة من وزراء يعانون من مرض الأنا، والمصلحة العامة تهمهم مثلما تهمهم قشرة بصلة".

الإخفاق نفسه سيتكرر

من جهته قال الخبير العسكري "رون بن يشاي": "إن الدرس الأهم المستفاد من هذا التقرير هو إدراكنا بأنه حتى لو دخلنا في مواجهة عسكرية جديدة مع غزة قريبا فإن هذه المواجهة ستدار كما الحرب السابقة".

وأضاف أن "عدم إنزال عقوبات على المسؤولين عن الفشل في حرب عام 2014 على غزة، يعني أن نفس الأخطاء سوف تتكرر في الحروب المقبلة، مما يتطلب الإسراع في إصلاح أوجه الإخفاق".

وتابع "بن يشاي": "علينا تغيير قيادتنا السياسية والعسكرية الحالية، فهي تفتقر للمسؤولية تجاه الظروف الكبرى، ولا يمتلكون الحنكة في إدارة أية معركة قادمة".

وأضاف أن "حماس وجناحها العسكري تمكنوا من حرمان عسكر "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية من أدنى معلومة عن سلاحها الاستراتيجي "الأنفاق"، مما جعل المجلس الوزاري المصغر يكتفي حينها بتبادل الآراء فقط حول خطط مواجهة تلك الانفاق واتخاذ قرار بالدخول في معركة عسكرية مع غزة بحثا عن الهدوء الذي من المتوقع أن يستمر لفترة من الزمن".