غزة - قدس الإخبارية: أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، اليوم الأربعاء، على أن ما جاء في فحوى تقرير مراقب دولة الاحتلال أمس الثلاثاء من انتقادات للمستويين السياسي والعسكري الإسرائيليين حول إخفاقاتهما في الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة عام 2014 إنما هي اعتراف صريح من قبل الاحتلال الإسرائيلي بانتصار المقاومة في غزة وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي.
فمن جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها: "إن التقرير إقرار ضمني بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية، ودليل على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها".
وأضافت الحركة أن "قادة الاحتلال يعيشون حالة من الإرباك، ومن حق المقاومة استخدام سلاح الأنفاق وتطويره للدفاع عن شعبنا الفلسطيني".
في حين أكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها على أن "تقرير المراقب إقرار بفشل العدوان والحرب على غزة عام 2014".
وحذرت من "توظيف تداعيات تقرير المراقب والصراع بين الأحزاب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني"، مجددة تأكيدها على أن "المقاومة تتأهب وتستعد لمواجهة أي عدوان".
وكان مراقب دولة الاحتلال قد كشف يوم أمس عن بعض أجزاء تقريره حول الحرب على قطاع غزة عام 2014، وكشف فيه عن العديد من الإخفاقات التي مني بها جيش الاحتلال عشية وخلال وبعد انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام 2014 والتي أطلقها كل من رئيس حكومة الاحتلتل “بنيامين نتنياهو” ووزير جيش الاحتلال “موشيه يعلون”، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال “بني غانتس”، في زعم منهم أنها الوسيلة الوحدية لمواجهة أنفاق حماس التي باتت تخترق الحدود وتهدد وجود جيش الاحتلال في المناطق الحدودية برمتها.
وركز التقرير على المهمة الرئيسية التي كان من المفترض أن الحرب انطلقت على غزة لتحقيقها، غير أن الوقائع أثبتت بأن جيش الاحتلال لم يحقق حتى نصف المطلوب منه في المهمة التي أوكلت إليه، بحسب التقرير.
واعترف التقرير بأن ما كان يدور من حديث بعد انتهاء الحرب على غزة بأن المهمة استطاعت تدمير معظم أنفاق المقاومة، وهي في الواقع لم تتمكن من تدمير حتى نصفها، فقد بقي عدد من الأنفاق المخترقة للحدود دون أن تمس.
وأكد التقرير بأن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أرسلت الجيش لحرب غزة دون تدريب على الأنفاق ولم يكن الجيش يمتلك أية معدات أو تجهيزات مناسبة لمواجهة الأنفاق.
وأوضح التقرير بأن رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” كان يعلم عن حجم الأنفاق في قطاع غزة منذ العام 2013 ولكنه أخفى ذلك عن المجلس الوزاري المصغر، بحجة أن تدمير الأنفاق ليس من ضمن “الأولويات القومية” للجيش والدولة.
وبين التقرير بأن الجيش ذهب إلى غزة دون تدريب على مواجهة خطر الأنفاق، كما أنه كان يفتقر للمعلومات حول ماهية تلك الأنفاق وخطورتها، وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى ذلك فإن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية غامرت بإرسال الجيش إلى غزة دون تحديد أي أهداف استراتيجية للحرب.
وأشار التقرير إلى أن تهديد الأنفاق تم وضعه على رأس سلم أولويات الجيش لكن بعد انتهاء الحرب، كما أن نتنياهو والقيادة السياسية والعسكرية لم يوفروا بديلا لمنع وقوع الحرب.