حزما- قُدس الإخبارية: تستمر سلطات الاحتلال في استهداف بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، ومواصلة التضييق على أهلها بالاغلاق والمداهمات والهدم، مما يهدد بخطر حقيقي على حياة السكان والتساؤل الحقيقي حول أهداف الاحتلال فيها.
وأفادت مصادر محليّة، أنه منذ أكثر من شهرين تستمر سلطات الاحتلال باغلاق المدخل الرئيس للبلدة بالمكعبات الاسمنتية، وتنفّذ حملات دهم مختلفة لعشرات المنازل خاصة تلك القريبة من الشارع الرئيسي، إضافة إلى هدم بعض المنازل والمنشآت وتوزيع إخطارات لعدد آخر، ومحاولات تغيير جغرافيا البلدة عبر الاستيلاء على الأراضي.
وأضافت المصادر، أن ما يحصل حاليًا هو امتداد لمضايقات تستهدف أهالي البلدة منذ خمسين سنة، بدعوى البحث عن أمن للمستوطنين دون مراعاة ظروف وحياة الأهالي الفلسطينيين بالمنطقة.
وأوضح الأهالي أن للبلدة بوابتين، على المدخل الرئيسي وأخرى كمدخل فرعي للبلدة، مشيرين إلى أن الشارع الأمامي الرابط بين المدخلين يصارع الموت وحركته قد خفت، ولكن أي بوابة بحاجة لمكان مغلق وحزما منطقة مفتوحة من جميع الاتجاهات.
ويتخوّف السكان من محاولة الحتلال استكمال بناء جدار اسمنتي حول البلدة، قد يكون أحد خطوات التضييق على سكان حزما وهو أشد خطوات الحصار، لأن البلدة ستصبح سجن بمساحة ٢ كم، ولكن هذا الخيار سيشكل بالمقابل، مخاطرة أمنية واقتصادية وديموغرافية كبيرة وقد يكون دون جدوى على المدى البعيد، بحسب مطّلعون.
كما يعتبر ضم حزما لبلدية القدس، من أكثر الخطوات صعوبة، خاصة إذا ما قرر الاحتلال الاستفادة من مساحة حزما الكبيرة نسبيًا وقلة عدد سكانها مقارنة بمناطق أخرى، حيث تصل مساحة أراضيها إلى عشرات الكيلومترات، يحاول الاحتلال سرقة ومصادرة أراضيها للتوسع الاستيطاني، واستخدامها كورقة ضغط سياسية على طاولة المفاوضات مستقبلًا.
من جانب آخر، فان بقاء الوضع كما هو عليه الآن يعتبر خيارًا احتلاليًا واقعيًا، تستمر فيه عمليات التضييق والمصادرة والدهم والهدم، حيث يبقى خيارًا قائمًا لكن على المدى البعيد، ليشكل موقع حزما نقطة ارتكاز لجميع الأطراف.
ويسكن في حزما نحو 8 آلاف فلسطيني، لا يسمح لهم بالبناء، سوى على مخطط مساحته لا تتجاوز ألف دونم مربع، حيث كانت تتبع مدينة القدس، قبل الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1967، وفصلَها الجدار الإسرائيلي عن المدينة عام 2004، وهي تتبع الآن من ناحية إدارية، للسلطة الفلسطينية، وهي جزء من محافظة “ضواحي القدس”.