طولكرم – خاص قدس الإخبارية: تعرض الصحفي سامي الساعي (٣٦ عاما) من مدينة طولكرم لتعذيب قاس وشبح متواصل منذ اعتقاله في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الثامن من كانون ثاني.
وأفرج عن سامي وهو أب لأربعة أطفال، اليوم الأربعاء، بعد أن أدانته محكمة طولكرم بتهمة "إثارة النعرات الطائفية والمذهبية"، وأصدرت بحقه حكما بالسجن ثلاثة شهور، قبل أن يتم تغريمه بمبلغ مادي مقابل الإفراج عنه.
وبين الساعي لـ قدس الإخبارية، أنه تعرض لتعذيب وضرب طيلة فترة اعتقاله في مركز التحقيق المركزي للمخابرات في أريحا، مشيرا إلى أنه تعرض للشبح لساعات طويلة، وتقييد بشكل متواصل، ضرب على الوجه وعلى باطن القدم، إضافة لاحتجازه بزنزانة باردة لا يوجد فيها أغطية.
وأوضح أنه كان يتم ربط يديه إلى الخلف ورفعه بحبل طويل وتعليقه بسقف الغرفة، "كانوا يقيدوني ويجروني ويقولون أمشي مثل الكلب"، مشيرا إلى أنه كان يوجه له الشتائم والألفاظ البذيئة طوال الوقت.
وأضاف أنه تم مساومته بالعمل مع الأجهزة الأمنية مقابل تسهيل عمله في الإعلام وتقديم المال له، فيما تم تهديده بإلفاق تهم جديدة له إذا رفض العرض، "فور رفضي لصفقتهم، بدأوا بضربي وتعذبي من جديد".
وأوضح الساعي أنه يعاني من تعب وارهاق عام نتيجة ما تعرض له في الأيام الماضية، حيث يعاني من أوجاع في أطرافه اليسرى، إضافة لأوجاع في باطن قدميه وظهره ورقبته.
وكانت نقابة الصحفيين أصدرت بيانا قبل أيام نفت فيه تعرض الساعي للتعذيب والضرب، مؤكدة والهئية المستقلة لحقوق الإنسان على أن الساعي محتجز في ظروف جيدة.
فيما حذرت عائلة الساعي في تصريحات صحفية عديدة لها قبل الإفراج عنه من تعرض نجلها للوفاة نتيجة ما يتعرض له من تعذيب شديد من قبل الأجهزة الأمنية بزنازين السجن.
ولفت الساعي أنه نفى تعرضه للتعذيب أمام المؤسسات الحقوقية نتيجة لما تعرض له من تهديدات من قبل عناصر المخابرات في سجن أريحا، والتي تضمنت تصعيد بتعذيبه وضربه إذا صدر عنه أي تصريح.
وأكد الساعي والذي اعتقل ثلاث مرات سابقة في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومرة في سجون الاحتلال، على أنه سيتوجه للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ويوثق ما جرى معه بالكامل من تعذيب.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا حملت رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج المسؤولية الكاملة عن سلامة الصحفي سامي الساعي، وأكدت على أنه يتعرض للتعذيب الشديد على يد عناصر الجهاز في زنازين السجن.
ودعت المنظمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى ضرورة “لجم ممارسات الاعتقال التعسفي والتعذيب، التي يقوم بها جهاز المخابرات، والعمل على الإفراج عن كافة معتقلي الرأي ومنهم الصحفي الساعي”.
ووثقت المنظمة أكثر من 15 حالة تعذيب منذ مطلع العام الحالي معظمها تمت في سجن أريحا على يد جهاز المخابرات حيث استخدمت أساليب وحشية خلال التعذيب منها الشبح من اليدين في الباب أو السقف.