شبكة قدس الإخبارية

قبور وهمية لليهود بالقدس ومقابر الفلسطينيين مكتظة

هيئة التحرير

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: زراعة القبور الوهمية أحد الأساليب التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلية للسيطرة على الأراضي الوقفية، بالإضافة لأراضي الفلسطينيين الخاصة بمدينة القدس المحتلة.

وتُكثّف سلطتا حماية الطبيعة والآثار الإسرائيليتان نشاطهما في زراعة قبور وهمية شرقي القدس تارة، ويخفت نشاطهما تارة أخرى، لكن قلق المقدسيين الذين يسكنون بمحاذاة هذه القبور يتنامى في ظل خشيتهم من ترحيلهم بعد هدم منازلهم بحجة إنشائها على مقابر يهودية قديمة.

ونال حي وادي الربابة ببلدة سلوان (جنوب المسجد الأقصى) حصة كبيرة من زرع القبور الوهمية على امتداد المنحدر الذي تبلغ مساحته أربعين دونما، وزُرع حتى الآن 935 قبرا وهميا هناك.

زراعة وتزوير ووفق شهادة المحاضر في جامعة القدس سمير شقير - وهو أحد سكان حي وادي الربابة - فإن سلطات الاحتلال استهدفت تلك المنطقة بالقبور الوهمية قبل سبعة أعوام، إذ باشرت بزراعتها بوتيرة معتدلة في البداية، ثم كثفت عملها عام 2014 لتتراجع حدة هذه الظاهرة لاحقا.

وأضاف شقير أن كافة الأراضي التي زُرعت بها القبور وقفية وتم الاستيلاء عليها تمهيدا للسيطرة على الحي بأكمله، ويرى أن الخطورة تكمن باعتبار سلطات الاحتلال حي وادي الربابة امتدادا للحدائق التوراتية المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.

وتابع "هناك فرصة لامتداد البؤر الاستيطانية القريبة من المكان، فالكثير من العقارات استولى عليها المستوطنون، ونشعر بأننا مراقبون على مدار الساعة؛ فقوات الاحتلال تأتي بشكل دوري وتطلق منطاد المراقبة أعلى الحي".

وأظهرت خارطة لبلدية الاحتلال اطّلع عليها السكان مدى التزييف الذي تنتهجه، إذ تعتبر الخارطة أن نصف سكان حي وادي الربابة يعيشون على أنقاض مقبرة يهودية، ويؤكد شقير أن السكان الذين يبلغ عددهم نحو سبعمئة نسمة يعيشون في هذه المنطقة قبل مجيء الاحتلال، متحديا وجود رفات لأي يهودي في الحي.

وقال المقدسي عبد الكريم أبو سنينة - الذي سكن أجداده بوادي الربابة منذ عقود طويلة - إن الأرض التي زُرعت بالقبور الوهمية كانت مقبرة إسلامية قديما، لكن هاجمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وشهد جميع السكان على نقل الأحجار والإسمنت والحديد لزرع هذه القبور.

وتابع أن محاولات السيطرة على الحي بأكمله مستمرة، وقد هدمت جرافات الاحتلال عدة منازل خلال السنوات الماضية، متخوفا من إقدامها على هدم المزيد بحجة إقامتها على أنقاض المقبرة اليهودية المزعومة.

وفي تعليقه على ظاهرة زراعة القبور الوهمية بالقدس المحتلة، قال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس مصطفى أبو زهرة إن الاعتداء على أراضي الوقف الإسلامية مسلسل مستمر منذ احتلال القدس، ويهدف لطمس الهوية العربية الإسلامية للمدينة.

وأردف أبو زهرة "إسرائيل بدأت بالاستيلاء على الأراضي المحاذية للمسجد الأقصى بالإضافة لمنطقة رأس العامود، وبدؤوا بدفن موتاهم هناك لتمتد المقبرة لاحقا للشياح وجبل الطور وتبلغ مساحتها حاليا مئة دونم".

وتتعمد سلطات الاحتلال نقش نجمة داود على حجر يُثّبت في مدخل كل مقبرة وإن كانت وهمية، على الرغم من وجود وثائق بدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تدلل على وقفية هذه الأراضي.

ويتم زرع القبور من خلال إحداث حفرة بعمق 35 سم وقطرها 40 سم يثبت بها قضبان حديدية، ثم يُصب الإسمنت ويوضع حجر فوقه، ويُرش حول القبر تراب قديم لتظهر وكأنها قبور منذ مئات السنين.

مقابر مكتظة وتطرق أبو زهرة لاكتظاظ المقابر الإسلامية الثلاث التي يُدفن بها المقدسيون حاليا وهي باب الرحمة واليوسفية في باب الأسباط ومقبرة المجاهدين في شارع صلاح الدين الأيوبي، وتبلغ مساحتها مجتمعة سبعمئة دونم تخدم نحو 370 ألف مقدسي، وبالمقابل تبلغ مساحة مقبرة يهودية واحدة ثلاثة أضعاف المقبرة الإسلامية.

وتعاني عشرات العائلات المقدسية من عدم وجود مدافن خاصة بها في المقابر الثلاث، وفي حالات الطوارئ يتم دفن الموتى في قبور عشوائية داخلها، وتعمدت سلطات الاحتلال قبل نحو عام تدمير نحو أربعين قبرا بمقبرة اليوسفية ومنعت دفن المسلمين بها بحجة أنها أقيمت على أرض تصنف كحديقة وطنية إسرائيلية.

وفي أكثر من مناسبة، تعرضت قبور في مقبرة الرحمة وشواهد قبور للتحطيم من قبل مستوطنين وسلطة الآثار الإسرائيلية، كما منع مقدسيون من دفن موتاهم فيها.

المصدر | الجزيرة نت