طولكرم – خاص قدس الإخبارية: أكدت عائلة الصحفي سامي الساعي على أن تراجع نجلها عن البوح عما يتعرض له في سجن أريحا من تعذيب، جاء نتيجة لما يمارس بحقه من ضغوطات وتهديدات.
أماني زوجة الساعي قالت لـ "قدس الإخبارية"، إن إنكار سامي لما يتعرض له من تعذيب، خلال زيارته من قبل وفد من نقابة الصحفيين، لقد جاء تحت التهديد، "زوجي يتعرض للتعذيب وهو الآن يموت(..) لا أحمّل أحد مسؤولية تبرأت زوجي أو اتهامه، ما يهمنا هو تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء سبيله".
وأضافت، "زوجي حدّث والدته عما تعرض له من تعذيب، وقال لها لترتدي زوجتي الأسود وتستعد لفتح عزاء لي"، مؤكدة على أن تراجعه عما قاله يثبت أنه يتعرض للضغط والتعذيب وتوجه له تهديدات عدة.
وعن زيارة نقابة الصحفيين، علقت أماني، "نشكر نقابة الصحفيين على زيارة سامي، إلا أنه يتعذب وصحته في تراجع وحياته بخطر وما نطلبه هو تطبيق قرار المحكمة"، لافتة إلى أن ما تقوم به النقابة هو لإخلاء مسؤوليتها مما يتعرض له سامي.
وكانت نقابة الصحفيين أصدرت بيانا عقب زيارة الساعي، نفت خلاله اعتقال الساعي على خلفية إعلامية كما نفت ما صرحت به عائلته قبل أيام حول تعرض نجلها للتعذيب والشبح عاريا.
ولفتت أماني إلى أن قرار اعتقال سامي من قبل جهاز المخابرات يكشف على أن الأجهزة الأمنية أصبحت أعلى من السلطة القضائية وأعلى من قرارات المحكمة والنيابة، "حتى الآن لم نستطيع معرفة على ماذا يحقق مع سامي، فما يعرض علينا يختلف تماما عما يجري في التحقيق".
وقالت، "إذا كان يوجد تهم معينة بحق سامي، فلتظهر للملأ وسأبقى افتخر بزوجي وأرفض أن يموت داخل السجن هو ما ترفضه كل المواثيق الدولية والمؤسسات الحقوقية"، مؤكدة على أن نفي المؤسسات الحقوقية ما يدور مع سامي بالسجن لا يعني أنه بخير.
وأكدت على أن منع زوجها من الزيارة دليل أنه يتعرض لاضطهاد، فيما زارته والدته بعد جهود مضنية بذلتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، "إذا كان زوجي بخير، فلماذا يتم منعي من زيارته أو محادثته تلفونيا منذ اعتقاله قبل ٢١ يوم؟"
وأشارت إلى أن لها أربعة أطفال، أكبرهم إبراهيم يعاني من قصور كلوي وهو يتلقى العلاج في مشفى النجاح، فيما نجلها عبد المجيد يعاني من "طيف التوحد"، "المسؤليات زادت على عاتقي في ظل غياب زوجي، الذي لا يهمنا الآن سوى أن يعود لنا سالما وينال حريته".
من جانبه، قال خليل براهمة محامي الساعي لـ "قدس الإخبارية"، أنه تم توجيه له تهمة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية في محكمة طولكرم، وقررت المحكمة إخلاء سبيله بالكفالة حيث لم تجد ما يستدعي بقائه موقوف.
وأضاف أنه بعد قرار المحكمة وبدل الإفراج عن سامي تم تحويله إلى سجن أريحا وتوجيه له تهمة جديدة لا أساس لها من الصحة، وتم توقفيه عليها من تاريخ التاسع من شباط، " قمنا بمجموعة من الإجراءات القانونية لنخلي سبيله لحيث بدأ إجراءات محاكمته بالتهمة الموجه له، إلا أن الرفض من النيابة العامة كان بشكل قاطع، بذريعة أن التحقيق ما زال مستمرا، وبادعاء أن التهمة تشكل تهديد على النظام العام".
وتفاجأ المحامي براهمة فور توجه إلى سجن أريحا اليوم الاثنين لزيارة سامي، أن إدارة السجن أصدرت قرارا بمنع زيارته وذلك للحد مما يدور من تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، "سأتوجه للنيابة العامة، وخاصة أن القانون يسمح للمحامي بزيارة موكله والحديث معه بما يوجهه من تهم".
في ذات السياق، نفى عمار دويك، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، تعرض سامي لأي نوع من التعذيب، وقال لـ "قدس الإخبارية"، "نحن نتابع قضية الساعي منذ اعتقاله، ولقد زرنا سامي ثلاث مرات، ونؤكد على أن ظروف احتجازه جيدة حتى تاريخ زيارته الأخيرة في ١٩شباط".