مصر – قدس الإخبارية:رجح محللون أن تكون "اسرائيل" قد سحبت سفيرها ديفيد جوفرين من العاصمة المصرية، وذلك لأسباب أمنية ودواع حساسة حسبما أشارت مخابرات الاحتلال، فيما استبعد آخرون ذلك.
مخابرات الاحتلال أكدت اليوم الثلاثاء على أنه تم سحب السفير الإسرائيلي في القاهرة وطاقم السفارة كاملا لاعتبارات أمنية، فيما قالت مصادر مصرية أن جوفرين غادر الأراضي المصرية منذ كانون أول 2016.
صحيفة تلغراف البريطانية بينت أنه لم تتضح بعد ماهية تلك المخاوف الأمنية في ظل تكتم الخارجية الإسرائيلية ورفضها التعليق على الموضوع، مشيرة إلى أن السفراء الأجانب يتحركون بسهولة نسبية في القاهرة، إلا أن السفير الإسرائيلي يكون مصحوبا بحراسة أمنية مشددة لدى أي تحرك.
ويسلط سحب السفير الإسرائيلي من مصر، على الصعوبات التي تواجهها البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر والأردن البلدين اللذين لهما علاقات دبلوماسية مع الاحتلال، وفقا لتلغراف.
وكان المحلل السياسي المصري أمين المهدي الذي يتمتع باتصالات وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين، أول أورد سحب إسرائيل سفيرها في القاهرة.
وكتب المهدي على صفحته في "فيسبوك" أنه لا يعتقد أن سحب السفير جاء لدواع أمنية، مضيفا أنه يعتقد أن الخطوة جاءت بسبب توترات سياسية مكتومة بين مصر وإسرائيل.
وأوضح أنه يعتقد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلاف بسبب قطاع غزة والحدود مع مصر، وأن ذلك الخلاف هو الذي أدى إلى سحب السفير.
خلاف للمهدي، قال الكاتب الصحفي المصري، أحمد حسين الشرقاوي، خلال تصريح لـ عربي 21، إن توقيت نشر خبر سحب السفير الإسرائيلي، يثير التساؤل كون لا أحد يعرف ما حدث على وجه الدقة واليقين.
وأشار إلى أن تأكيد خبر سحب السفير يتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي سيتناول عرض رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بإقامة دولة فلسطينية على أراضي غزة و160 كيلومترا مربعا من سيناء.
وفسر الشرقاوي وقت نشر الخبر وتسويقه بأنه ضمن خطة استخباراتيه تسوق أخبارا معينة للفت الانتباه عن أحدث أخرى، وعلق، "النظام المصري ينام في فراش إسرائيل والتنسيق بينهما حميمي جدا".
فيما نفت خارجية مصر وجود أي معلومات لديها حول سحب إسرائيل سفيرها من القاهرة، وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن الوزارة ليس لديها أي معلومات أو تفاصيل حول السفير الإسرائيلي وهل سيعود للقاهرة أم لا.
وأضافت أبو زيد في تصريح صحفي أن السفير الإسرائيلي يعمل حالياً من القدس، وأن السلطات الإسرائيلية تأمل في أن يكون قادراً على العودة إلى منصبه قريبا من القاهرة.
المحلل السياسي خبير الشئون الإسرائيلية منصور عبد الوهاب، استبعد سحب إسرائيل سفيرها من مصر، مؤكدا على أن تل أبيب تحرص على إقامة علاقات طيبة مع مصر أيا كان من يجلس على كرسي الحكم، خاصة بعد ثورة 30 يونيو.
وبين عبد الوهاب أن وجود سفير اسرائيل في بلاده منذ عدة أسابيع قد يرجع إلى عدم وجود مقر للسفارة بالقاهرة، وأن لا ضرورة لوجود السفير حيث لا تستخرج تأشيرات للسياحة أو علاقات تجاريه تربط القاهرة بتل أبيب.
وأضاف، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تعتبر علاقات عسكرية أمنية فقط بخصوص الأوضاع في سيناء وقطاع غزة وخلافه، ولا وجود لعلاقات دبلوماسية أو تجارية مثل الدول الأخرى.
المصدر: وكالات