غزة - قدس الإخبارية: يجتمع نخبة من الشباب المبدعين في إحدى القاعات الكبيرة في غزة لتطوير تطبيقات للحواسيب والهواتف الذكية ضمن مشروع يعرف باسم "غزة سكاي جيكس"، ورغم ظروف الحصار الإسرائيلي الصعبة فإن هناك أمثلة كثيرة على فرص النجاح والإبداع لهذا المشروع.
تأسس هذا المشروع سنة 2011 وهو يوفر مساحة عمل مشتركة حيوية ويعمل على تغذية الابتكار وروح المبادرة في قطاع غزة، وقد طورته منظمة الإغاثة الأميركية "ميرسي كوربس" التي تقدم فرص عمل لمصممين ومبدعين ورجال أعمال، كما تتيح إمكانية التواصل وإقامة ورشات عمل، ويحظى المشروع بتشجيع فاعلين آخرين مثل غوغل وغيرها من الشركات.
ويجتمع المبدعون على شكل فرق يشكل كل واحد منها نواة لشركة ناشئة وتطبيقات ناجحة، فعلى سبيل المثال هناك فريق "مامي هلبر" (مساعد الأم) وهو تطبيق طورته امرأة الأعمال الشابة نور الخداري ويستهدف أمهات شابات بحاجة إلى المشورة والمساعدة، وهناك فريق "بسكليت" (دراجة هوائية) لمحمد المدهون وفريقه المتخصص بتطوير ألعاب الهواتف الذكية.
وفي كل سنة يتم تنظيم حلقات دراسية يجتاز عبرها رجال الأعمال الشباب بفكرتهم ونموذجهم التجاري اللائق العقبة المتمثلة في تطوير الأفكار والالتقاء مع المستثمرين.
كما تمنح المبادرة الفرصة للشباب الصغار أيضا الذين يوجدون في بداية مشوارهم، مثل محمد حليمي البالغ من العمر 13 عاما والذي يسعى إلى تطوير تطبيق يسمح بتواصل أفضل بين المصورين وزبائنهم.
ويقول محمد إنه يأتي كل يوم بعد المدرسة إلى هنا ليعكف على تطبيق أفكاره، وقدوته الكبيرة "ستيف جوبز الذي غير العالم".
تحديات وصعاب
ويواجه المشروع تحديات كبيرة، أبرزها "العزلة"، "فالحدود حقا مغلقة منذ أكثر من عشر سنوات" كما يقول مدير برامج "سكاي جيكس" ريان شتورجيل.
وتبقى الأسفار وإمكانية الحصول على التجربة بالنسبة إلى أغلبية الشباب في غزة حلما قلما يتحقق، وحتى رجال الأعمال الشباب من مبادرة "سكاي جيكس" نادرا ما يحصلون على تراخيص السفر من السلطات الإسرائيلية، لذا يتم إحضار الخبراء إلى غزة كمرشدين في إطار البرنامج.
كما تتسبب انقطاعات الكهرباء التي تصل إلى عشر ساعات في مشاكل واضحة في الحياة اليومية للمواطنين وللذين يودون إقامة مشروع تجاري.
وللبطالة دورها أيضا، ففي كل سنة ينهي نحو ألفي خبير في مجال الاتصالات الجامعات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة دون توقع إمكانية الحصول على عمل في السوق المحلية. وحسب تقديرات البنك العالمي، فإن شخصا من بين كل شخصين في القطاع يعاني من البطالة.
لكن رغم كل ذلك فإن عزيمة هؤلاء الشباب لا تكل، حيث يقولون إن ما يميزهم هو تطوير تطبيقات عربية وليس ترجمة التطبيقات الأجنبية، ورغم الصعوبات المحيطة بهم فإن هناك طلبا في السوق العربية على تطبيقاتهم.
المصدر: دويتشه فيلله