طولكرم – خاص قدس الإخبارية: قبل أيام قليلة، اطمئن قلب والدة الأسير محمد الجلاد، فها محمد يستعيد عافيته وتستقر حالته الصحية، إلا أن العائلة صدمت اليوم الجمعة، بخبر استشهاد نجلها.
عامر الجلاد والد الشهيد محمد أوضح لـ قدس الإخبارية، أن قبل أيام قليلة تمكنت والدة محمد من زيارته في مشفى بلنسون الإسرائيلي حيث طمأنها الأطباء عن حالته الصحية، فيما تم نقله من قسم العناية المكثفة في المشفى إلى قسم الأمراض الباطنية.
محمد الجلاد (٢٤عاما) من مدينة طولكرم أصيب برصاصة في صدره أطلقها عليه أحد جنود الاحتلال قرب حاجز بيتا بادعاء محاولته تنفذ عملية طعن في التاسع من تشرين ثاني الماضي.
فيما يوضح والده نقلا عن شهود عيان أن محمد كان يقطع الشارع تزامنا مع وقوف مركبة عسكرية لجيش الاحتلال، سرعان ما ترجل منها أحد الجنود وأطلق النار عليه.
بعد ساعات طويلة علمت العائلة بإصابة نجلها الذي نقل بالإسعاف الإسرائيلي إلى إحدى المشافي الإسرائيلية، ليعلم عامر مع جهود مضنية أن نجله يعاني من إصابة خطيرة وهو يتلقى العلاج في مشفى بلنسون، فيما استقرت حالته الصحية مؤخرا.
"كان بحالة مستقرة ووصفت بالجيدة، لا نعلم ماذا طرأ عليه حتى استشهد بشكل مفاجئ، إلا أن المؤشرات الأولية تبين أنه جسده أصابه تسمم".
وأضاف والد الشهيد، "أنا منعت من زيارته بحجة المنع الأمني، إلا أن والدته زارته ثلاث مرات وكانت يسمحوا له برؤيته دقيقتين فقط".
ويبين عامر أن نجله كان يتوجه إلى نابلس لتلقي العلاج، حيث عانى من ظهور كتل دهنية ظهرت في جسده، وكان هناك تخوفات من الأطباء أن تكون ورما سرطانيا.
إلا أنه وبعد عدة فحوصات تبين أن ما يعاني من محمد هو مجرد تكتلات دهنية، ليبدأ بالعلاج في مشفى جامعة النجاح في مدينة نابلس، يعلق والده، "اتجه إلى جلسة العلاج الأخير بعدما أوصلته إلى موقف المركبات العامة".
محمد آخر العنقود كما يصفه والده، يحمل الجنسية الأمريكية درس المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة، قبل أن يقرر الانتقال إلى الكلية العصرية والتخصص في قسم المساحة.
"محمد كان معروف لمحيطه في مدينة طولكرم وجامعته، الكل كان يحبه ويحترمه.. لا يأذي أحد ولا يفتعل المشاكل، صاحب أخلاق عالية وهادئ جدا"، يعلق عامر.
وبين عامر أنه لن يسكت وعائلته وسيطالبون بفتح ملف تحقيق باستشهاد نجله محمد بشكل مفاجئ رغم أن وضعه الصحي كان مستقر.
طارق برغوث محامي الشهيد محمد، بين أنه وأثناء مرافعته الأخيرة عن محمد قبل عدة أيام كان من الواضح أن الوضع الصحي للاسير في منتهى الخطورة.
وبين أن المدعي العام الإسرائيلي ادعى أنه من الممكن أن تتحسن صحته وهذا الشيء قد يهدد أمن "اسرائيل"، رافضا الإفراج عنه. وعلق برغوث، "المسكوت عنه في هذا الادعاء هو الرغبة بتصفية الأسير والتأكد أنه سيتم الاجهاز عليه، فلم ينجح بإعدام الشاب ميدانيا كما العادة، فقام بإعدامه ببطئ".
فيما حملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاده وطالبا بضرورة التحقيق في ظروف استشهاده، واعتبرا أن الصمت على ما يجري بحق الأسرى في سجون الاحتلال ومنهم الجرحى هو جريمة أخرى، تُضاف إلى سلسلة جرائم يُنفذها الاحتلال وأجهزته، دون أي اعتبار للأعراف والقوانين الدولية، وما نصت عليه من حماية لحقوق الإنسان.