النقب المحتل - خاص قدس الإخبارية: بجانب قبر نجله الشهيد يعقوب، وري موسى حسين أبو القيعان الثرى اليوم الخميس، في قرية أم الحيران في النقب المحتل.
فأقل من شهر مضى على استشهاد يعقوب أبو القيعان (٤٧ عاما) الذي ارتقى خلال تصديه لاقتحام قوات الاحتلال قرية أم الحيران في ١٨ كانون ثاني، تمهيدا لهدم منازل القرية بهدف إقامة مستوطنة "حيرون" مكانه.
"ظل ينادي يعقوب يعقوب طيلة الوقت، حتى كان ينام وهو يردد اسمه" تقول نسرين ابنة الشهيد يعقوب عن جدها الذي توفى بعد إصابته بانتكاسة صحية بعد استشهاد والدها.
موسى (٩٨ عاما) جلس يبكي ويصرخ ينادي ابنه عسى أو يلبي ندائه، بعد أن نقل له خبر استشهاده، فهو لم يتوقع أن يفقد ابنه الثالث وهو ما زال على قيد الحياة.
تبين نسرين لـ
قدس الإخبارية أن جدها هو والد ثمانية أبناء توفى اثنين منهم قبل أعوام عديدة، فيما ارتقى والدها شهيدا ليكون الابن الثالث الذي يفقده حسن.
"كان جدي يعتمد على والدي كثيرا وبكل شيء، لم يكن أبي يفارقه أبدا وكان بجانبه طيلة الوقت" تقول نسرين، مبينة أن جدها كان بصحة جيدة طيلة الفترة الماضية إلا أنه وبعد استشهاد والدها يعقوب تدهورت حالته الصحية فيما تراجعت بشكل كبير قبل أسبوع.
موسى كان يجمع أبنائه وأحفاده ويروي لهم كيف هجر عام ١٩٤٨ من قرية بيت جبرين قرب مدينة القدس، ويذكرهم مرارا وتكرارا بتاريخهم وأصولهم، وواجبهم المتمثل بالصمود.
أما عن حال أم الحيران، فتروي نسرين أن الوضع يتدهور من سيء إلى أسوأ، فبعدما فقدت العائلات منازلها، ها هي تعيش الآن في العراء، فهم ممنوعين من البناء مجددا.
وتضيف، "وضعنا كرفانات بقدموا وصادروها، كذلك الخيم، الآن نعيش بالعراء ولا يوجد سقف نعيش تحته سوى السماء"، وتشير نسرين إلى أن شرطة الاحتلال ومخابرتها تقتحم أم الحيران يوميا وتتواجد بها طيلة الوقت، فيما تحلق طائرة الزنانة تراقب أهالي القرية طيلة الوقت، "الآن لن ينقذنا من هذا الحال إلا رحمة ربنا".