القدس المحتلة - قدس الإخبارية: اهتم العديد من الكتاب الإسرائيليين والأجانب بما يدور الحديث عنه في الأوانة الأخيرة منذ تولي الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" مهام منصبه في البيت الأبيض هو حقيقة نوايا ترامب في نقل سفارة بلادة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهل الوعود التي قطعها ترامب على نفسه إبان حملته الانتخابية سترى النور حقا.
كما اهتم الكتاب الإسرائيليون والغربيون بطبيعة ردة الفعل العربية المتوقعة حيال هذا القرار، وحجم تأثير هذا الرد على صناع القرار الأمريكيين.
ردة الفعل العربية
فمن جهتها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في مقالة للمحل السياسي سمدار بيري: "إن أفضل وصفة يمكن أن يقدمها مستشار الشؤون الاستراتيجية لدى واحد من الـ 22 حاكم في العالم العربي، هي أن "اخرج عن طورك كي ترحب بترامب بالكلام الأكثر كياسة وأبلغه القول "إننا نتوقع توثيق التعاون بيننا"، وهو ما يفعله الآن عبد الفتاح السيسي، ومحمود عباس أبو مازن، والملك سلمان ملك السعودية وحكام إمارات الخليج.
وأضاف بيري، "حتى اليوم، في جملة المقالات لوسائل الإعلام وكذا في خطاب التنصيب الضحل، لم يجتهد ترامب في أن يثبت بان لديه رؤيا، فهو رجل أعمال ينطلق لبيع شعار "أمريكا في المكان الأول"، ومن يريد أن يتقدم باقتراحات في مواضيع لا ترتبط بالشؤون الداخلية، فليأخذ رقما، ويقف في الطابور ويكون مستعدا لأن يسحب المحفظة".
وتابع: "في سوريا مثلا، لا يهم ترامب إذا كان رحل الأسد أم بقي، وهو يقترح إقامة مناطق فاصلة بين النظام الحاكم ومعارضيه، وإحاطتها بأسيجة أمنية، مثلما اقترح عمل سياج مماثل على طول الحدود مع المكسيك، والسعوديون وإمارات النفط في الخليج سيكونون مسؤولين عن التمويل، هكذا يعملون في عالم الأعمال التجارية، خذ – أعطِ – إدفع، كما أنه لن يسمح للاجئين من سوريا بالدخول الى أمريكا".
وتساءل الكاتب "كيف سيفسر المستشار للشؤون الاستراتيجية لدى أي حاكم عربي إعلان نوايا ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس؟ لقد سبق أن بعثوا بالمبعوثين، نقلوا الرسائل إلى إدارة ترامب، حذروا من الانفجار، وكما يبدو الأمر حاليا، توجد نية، ولا يوجد موعد محدد، إذا حصل هذا حقا، فالميادين في أرجاء العالم العربي ستمتلىء، وستكون هذه هي اللحظة لاشتعال الشوارع وتنفيس الإحباطات، ميدان التحرير سيغرق بالمتظاهرين، الفلسطينيون سيثورون، وفي الأردن لن تنجح الأجهزة الأمنية في وقف الجموع الغاضبة".
وأكد الكاتب على أن الرئيس الأمريكي ترامب يستخف بالجميع ولا يحصي أحدا، وقال موجها كلامه لحكام العرب: "انتبهوا، أيها الملوك والرؤساء من العالم العربي، هو يفعل هذا بالترتيب المعاكس – الأعمال والملايين، وفقط بعد ذلك الحكم، وهو يعرف منذ الآن بأن عندكم تجري الأمور من الاتجاه المعاكس، فقط بعد الدخول إلى القصر يتعلمون كيف يجرفون المال".
حدوث ما تكرهه أمريكا
كما ترى صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن خطوة الرئيس الأميركي "دونالد ترمب" نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة من شأنه تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في مقالة لنائب مدير تحريرها "ويل غور": "إن فتح سفارة أجنبية في القدس قد لا يعتبر في حد ذاته إعلانا صريحا ضد حل الدولتين، لكن خطوة من هذا القبيل قد يُنظر إليها أنها تدعم الموقف المتشدد لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم أن اقتراح نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد لا ينطوي على مفاجأة كبيرة، فإنه سيثير القلق في أغلب دول العالم العربي".
وأضاف أن "قضية القدس شائكة إذ تقع في لب "اللغز الإسرائيلي الفلسطيني الأكبر"، فالمدينة إما أن تكون مفتاحا لسلام دائم أو سببا في استحالة إقرار ذلك السلام، وإن مجرد اختيار ترمب سفيرا لبلاده في إسرائيل من قدامى المعارضين لحل الدولتين أقنع بعض المحللين بأن خطة نقل السفارة الأميركية ستجد طريقها إلى التنفيذ".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب لم يكن أول رئيس أميركي يطرح احتمالية نقل مقر بعثة بلاده الدبلوماسية لدى دولة الاحتلال، فقد سبقه إلى ذلك كل من "بيل كلينتون" و"جورج بوش" الابن اللذين تعهدا إبان حملتهما الانتخابية بوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ، غير أن الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة ظلوا يوقعون على قرارات كل ستة أشهر لعرقلة أي قانون يضفي شرعية على تلك الخطوة".
وقالت الصحيفة: "إن المشككين في نوايا ترمب يرون أنه ومستشاريه سيدركون يوما ما أن من شأن خطوة رمزية مثل هذه تعريض احتمالات إبرام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني للخطر فحسب، بل ربما تثير حفيظة شعوب الدول العربية ما قد يجعلها تتصرف كأداة تجنيد للتنظيمات المعادية لأمريكا".