شبكة قدس الإخبارية

أرشيف | العاصفة الثلجية التي ضربت فلسطين عام 1998

محمد النخال

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: تأثرت فلسطين، ودول المنطقة، بداية الثلث الثاني من شهر كانون الثاني "يناير" من العام 1998 بمنخفض جوي عميق، مصحوب بكتلة هوائية باردة جداً من أصل قطبي، أدى إلى تساقط الثلوج وتراكمها فوق معظم المرتفعات مع هطول الأمطار الغزيرة والبَرَد على باقي المناطق.

وقد تميز ذلك المنخفض بالتبريد الكبير الذي امتد في طبقات الجو المختلفة ، كما تميز بتساقط الثلوج الكثيفة والتي تراكمت على بعض المرتفعات المنخفضة التي لا يزيد ارتفاعها عن 400 متر فوق مستوى سطح البحر، رغم أن مدة العاصفة لم تكن طويلة ، حيث مكث المنخفض فوق منطقتنا 30-36 ساعة فقط.

وفي تفاصيل الحالة :

تحركت كتلة هوائية باردة "قطبية المنشأ" من شمال غرب أوروبا "شبه جزيرة اسكندنافيا"، وهبطت باتجاه العروض الوسطى، متخذة مساراً جنوبياً شرقياً لتصل إلى الحوض الشرقي للمتوسط، مساء يوم السبت 10- يناير ، حيث تشكل منخفض سطحي تمركز إلى الغرب من سوريا.

بدأت الأمطار بالهطول في بعض المناطق مع ساعات المساء المتأخرة، سرعان ما اشتدت وامتدت لمختلف المناطق في ساعات بعد منتصف الليل، وساعات الفجر، مصحوبة بالعواصف الرعدية القوية.

وخلال النصف الأول من نهار الأحد 11- يناير، سادت أجواء غائمة جزئياً إلى غائمة مع بعض الزخات المتفرقة على فترات متباعدة ترافقت بهبوب رياح قطبية شديدة البرودة

وبالاتجاه نحو ساعات العصر والمساء الأولى ازدادت برودة الرياح - التي تحولت إلى شمالية غربية نتيجة تحرك مركز المنخفض شرقاً - وازدادت معها برودة الطقس ، حيث عبرت المنطقة جبهة هوائية قطبية أدت إلى اشتداد سرعة الرياح بشكل ملحوظ مع تكاثر السحب مرة أخرى فوق معظم المناطق، وبدأت الثلوج بالتساقط من جديد، فوق المرتفعات العالية والمتوسطة، فيما شهدت باقي المناطق هطولات مطرية كثيفة بين الحين والآخر، كانت في معظم اللحظات على شكل زخات قوية من البَرَد، نتيجة البرودة الشديدة في طبقات الجو.

وقد استمر هطول الثلوج الكثيفة خلال ساعات الليل والصباح الباكر فوق معظم المرتفعات، مع هطول الأمطار الغزيرة والبَرَد على فترات في المناطق الأخرى

وانحسر تأثير المنخفض كلياً مع ساعات الصباح المتأخرة من يوم الإثنين 12-يناير، وتوقف الهطول، وانقشعت السحب تدريجياً، ومالت الأجواء إلى الاستقرار

وفي الليلة التالية ساد طقس شديد البرودة مع درجات حرارة متدنية وصلت إلى ما دون االصفر المئوي في المرتفعات الجبلية حيث تشكل الصقيع في العديد من المناطق، فنقلاً عن نشرات دوائر الأرصاد آنذاك، كانت درجة الحرارة المتوقعة في القدس تلك الليلة 0 مئوية، ارتفعت نهار اليوم التالي "الثلاثاء" إلى 9 درجات فيما كانت الصغرى المتوقعة في السهل الساحلي 7 درجات ،لترتفع العظمى إلى 16 درجة مئوية وقد كانت محصلة تلك العاصفة كميات ممتازة من الهطول في مختلف المناطق، مع تراكم الثلوج على الجبال بكميات متفاوتة، حيث بلغت سماكة الثلوج في القدس وبعض المرتفعات العالية الأخرى حوالي 20 - 40 سم ، فيما سجلت بعض المناطق الأقل ارتفاعاً - 400 -500 متر فوق مستوى سطح البحر - تراكمات محدودة بلغت 5-10 سم.