القدس – خاص قدس الإخبارية: تهدد سلطات الاحتلال بهدم عدد كبير من المباني القديمة والمأهولة بالسكان في بلدة العيساوية شمالي مدينة القدس، ضمن سياستها المتبعة بخنق سكان البلدة.
فمنذ ستة شهور، سلمت بلدية الاحتلال في القدس إخطارات هدم لعدد من المباني المكونة من عدة طوابق، بذريعة البناء دون ترخيص، على الرغم من ترخيصها بعضها، فيما يقوم أصحاب المباني الأخرى بإجراءات الترخيص منذ سنوات عديدة.
العضو في لجنة متابعة شؤون العيساوية محمد أبو الحمص بين لـ قدس الإخبارية، أن المباني التي سلمتها بلدية الأمر أمر بالهدم مقامة منذ ٥٠ عاما، فيما حديث البناء منها فهو مقام منذ ١٠ سنوات.
وبين أن الإخطارات التي سلمت لأصحاب المباني، فإتهمتهم بها باستخدام مباني غير قانونية أو غير مستكملة الإجراءات القانونية اللازمة، مشيرا إلى أنه من خلال هذا الإجراء سلمت بلدية الاحتلال في مدينة القدس عشرات المنازل أوامر بالهدم.
وأشار إلى أنه قبل يومين سلمت بلدية الاحتلال سبعة أوامر هدم جديدة في البلدة، وكان قبلها قد سلمت تسعة مباني سكنية تحتوي على ٣٦ شقة، مضيفا أن ضباط الاحتلال أبلغوا بعض أصحاب المباني شفويا أنه يوجد أوامر هدم لمنازلهم ستنفذ قريبا.
وقال، "أصحاب المباني باعوا كل ما يمتلكون وبنوها بدمائهم وعرق جبينهم، بهدف إيواء أبنائهم، ليتفاجؤا اليوم، بوجود أمر هدم لمنازلهم، أمر قد ينفذ بأي لحظة"، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال لا تمنح أي فرصة وأن كان صاحب المبنى يكون بإجراءات القانونية كما حدث مؤخرا مع غانم مصطفى من البلدة.
وبين أن بلدية الاحتلال باتت تتبع سياسة الهدم بالساعات المبكرة من الصباح قبل أن تفتح المحاكم أبوابها، حتى تمنع التقدم بأي طلب استئناف أو وقف لأمر الهدم.
ويحاصر الاحتلال بلدة العيساوية بعدد من المستوطنات والشوارع الاستيطاني، فمن الجهة الشمالية الغربية يحاصرها بمستوطنة التلة الفرنسية، ومستشفى هداسا الإسرائيلية من الجهة الغربية، ومن اجلهة الجنوبية الغربية الجامعة العبرية، وإلى الجنوب معسكر لجيش الاحتلال.
كما يحاصرها بنفق استيطاني يؤدي إلى الأراضي المصادرة من البلدة لصالح ما تسمى "الحديقة الوطنية"، وإلى الجهة الشرقية يحاصرها بجدار الفصل العنصري وشارع استيطاني.
وأوضح أبو الحمص أن أراضي بلدة العيساوية قبل عام ١٩٦٧ بلغت ١٢٥٠٠ دونما، لم يتبق منها إلا ٢٥٠٠ دونما، فيما اعتمدت بلدية الاحتلال الخارطة الهيكلية للبلدة على مساحة ٦٤٠ دونما.
وأشار إلى أن الاحتلال يهدد بمصادرة أكثر من ألف دونم من البلدة لصالح ما تسمى بالحديقة الوطنية من الجنوب ومكب للنفايات الصلبة من الشمال، إضافة للسعي لمصادرة ٣٠-٧٠ دونما لصالح مستوطنة التلة الفرنسية.