شبكة قدس الإخبارية

وفاة المطران المقاوم "كابوتشي" في المنفى

هيئة التحرير

روما - قدس الإخبارية: أعلن اليوم الأحد في العاصمة الإيطالية "روما" عن وفاة الأب المناضل "هيلاريون كابوتشي" عن عمر يناهز الـ94 عاما.

وولد المطران كابوتشي، في مدينة حلب السورية عام 1922، وكان مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس المحتلة منذ عام 1965، وعرف بمواقفه الوطنية وبدفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني، واعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1974 وحكم عليه بالسجن 12عاما وطرد من فلسطين عام 1978 وعاش حتى اليوم في منفاه بمدينة روما.

وعرف عن "كابوتشي" دعمه للمقاومة الفلسطينية وتتهمه سلطات الاحتلال بالعمل في خلايا سرية لدعم المقاومة الفلسطينية، وعرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

وأصبح كابوتشي  مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965، واعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاما، وأفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان، ونفي من فلسطين في تشرين الثاني 1978، وكان يعيش حتى وفاته اليوم في المنفى في روما.

وفي شباط عام 2009 كان المطران كابوتشي على متن سفينة الإغاثة "أسطول الحرية" التي كانت تحمل المساعدات لقطاع غزة المحاصر الذي اعترضته قوات الاحتلال وصادرت كل ما فيها وطرد كل من كان على متنها إلى لبنان، كما شارك المطران في سفينة "مافي مرمرة" في أيار عام 2010، والتي هاجمتها قوات الاحتلال وقتلت عددا من الذي كانوا على متنها ومعظمهم من الأتراك.

تاريخه مع فتح

عرف المطران "كابوتشي" بنشاطه في خلايا حركة فتح، وكان مسؤولا عن نقل الأسلحة للمقاومة الفلسطينية في سيارته الخاصة، وبعد عدة عمليات نفذها وصلت مخابرات الاحتلال معلومات عن نشاط المطران وقاموا بمراقبته ويتتبع تحركاته، واتضح بفضل إجراءات التتبع هذه يوم 8 أغسطس آب 1974 أن سيارته المحمَّلة بالمتفجرات تسير في ظروف مثيرة للشبهة باتجاه القدس وأن كابوتشي نفسه ومساعده يستقلانها وتقرر إيقاف السيارة فوراً خشية انفجار المتفجرات بداخلها.

ونقلت السيارة ومَن فيها إلى مركز الشرطة في معتقل المسكوبية القدس حيث تم تفكيكها وتفتيشها مما أدى إلى اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة ومنها 4 رشاشات كلاشينكوف ومسدسان وعدة طرود تحتوي على متفجرات بلاستيكية وصواعق كهربائية وقنابل يدوية وآلاف الأعيرة النارية.

خلال التحقيق مع المطران كابوتشي أنكر في البداية ضلوعه في عملية التهريب قائلا إنه تم نقل الوسائل القتالية إلى سيارته دون علمه، غير أن مغلفاً عثر عليه لدى تفتيش أمتعته كتب عليه بخطّه رقم المسؤول الفتحاوي والذي كان يدعى أبو فراس في لبنان أثبت ضلوعه في هذا المخطط، عندها اعترف كابوتشي بأنه تلقى في أبريل نيسان 1974 من أبو فراس حقيبتين ونقلهما بسيارته إلى الضفة الغربية حيث أخفاهما – كما أوعز إليه – داخل مدرسة الكنيسة اليونانية الكاثوليكية في بيت حنينا بالقدس المحتلة، وروى كابوتشي أيضاً أنه طُلب منه في شهر يوليو تموز من العام نفسه نقل وسائل قتالية أخرى تم إخفاؤها في أماكن مختلفة داخل سيارته لكن – كما سلف – تم ضبط السيارة عند اعتقاله.

ووجه الاحتلال للمطران كابوتشي عدة تهم منها الاتصال والتعاون مع جهات معادية لإسرائيل وقد تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1974 وحكم عليه بالسجن 12 عاما قضى عدة سنوات من محكوميته قبل ان يتواسط الفاتيكان ودول أوروبية للأفراج عنه وإبعاده إلى روما.