فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: شهد عام 2016 المنصرم عددًا من العمليات الفدائية ضد أهداف للاحتلال ومستوطنيه، حيث قتلت عددًا من جنود الاحتلال، وأصابت آخرين.
شعلة العام وشرارته
ومع بدء العام، كانت العمليات الفدائية شارة البداية لعامٍ تستمر فيه انتفاضة القدس محافظة على شعلتها، ففي الأول من كانون ثاني، نفّذ الشهيد نشأت ملحم من قرية عرعرة بالداخل المحتل، عملية إطلاق نار بشارع "ديزنغوف" بتل أبيب، وأدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 10 بجراح 4 منهم في حال الخطر، واستشهد بعد ملاحقة لنحو أسبوع.
في نهاية الشهر الأول، تحرّك أحد عناضر الشرطة الفلسطينية لتنفيذ عملية إطلاق نار بطولية أدت إلى إصابة 3 جنود إسرائيليين بجراح متفاوتة قرب حاجز "بيت إيل" شمال البيرة، نفذها الشهيد أمجد سكري وهو من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
أما في الثالث من شباط التالي، استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين بعد تنفيذهم عملية طعن وإطلاق نار بمنطقة باب العامود بالقدس المحتلة، قتلوا خلالها مجندة إسرائيلية وأصابوا أخرى بجراح بالغة الخطورة، وهم، "أحمد راجح إسماعيل زكارنة، ومحمد أحمد حلمي كميل، وأحمد ناجح إبراهيم أبو الرب".
وفي 21 شباط، أعلنت مخابرات الاحتلال اعتقال خلية تتبع لحركة "حماس" في القدس المحتلة بسبب التخطيط لتفجير عبوة ناسفة تستهدف اغتيال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وفي نهاية شباط الماضي، أعلن الشاباك الإسرائيلي اعتقال خلية عسكرية لحركة "حماس" بمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، كانت مسئولة عن عدة عمليات إطلاق نار وقنص مؤخراً، ما تسبب بإصابة 4 جنود ومستوطنين، وهما الأخوان، نصر فيصل محمد بدوي (23 عامًا) وشقيقه أكرم (33 عامًا).
لاحقًا في الثامن من آذار، قُتل إسرائيلي وأصيب 10 آخرين منهم 6 بحالة خطرة بعملية طعن بمنطقة ميناء مدينة يافا الساحلية، نفذها الشهيد بشار مصالحة (22عامًا)، من قرية حجة، الواقعة بين نابلس وقلقيلية.
انتقالًا إلى 18 آيار، حيث إصابة 21 إسرائيليًا بجراح متفاوتة إثر انفجار عبوة داخل حافلة إسرائيلية في القدس المحتلة، ووصفت جراح اثنين من المصابين بالبالغة و7 متوسطة والباقي طفيفة، فيما استشهد منفذها الشاب عبد الحميد أبو سرور من مخيم عايدة ببيت لحم.
عملية تل أبيب البطولية منتصف العام
وفي الثامن من حزيران، أعلن عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين جراح بعضهم في حال الخطر الشديد، في عملية إطلاق نار مزدوجة وقعت قرب مقر وزارة جيش الاحتلال وسط "تل أبيب"، نفذها شابان اعتقلهما الاحتلال بعد إصابتهما وهما، "محمد أحمد موسى مخامرة، وخالد محمد موسى مخامرة (21 عامًا) من يطا بالخليل".
نهاية حزيران، استشهد وائل يوسف أبو صالح من بلدة شويكة قضاء طولكرم، برصاص قوات الاحتلال بعد تنفيذه عملية طعن أصابت ثلاثة مستوطنين بينهم حالات خطيرة في نتانيا.
وقبل منتصف تموز، ارتقى الشهيد أنور فلاح السلايمة من ضاحية البريد قضاء القدس المحتلة، بعد اطلاق الاحتلال النار على سيارة كانت تقله مع شابين أصيب أحدهما، بدعوى محاولتهم تنفيذ عملية دهس جنود في الرام.
ومما يذكر بشكلٍ جليّ، هو ارتقاء الشهيد مصطفى محمد برادعية في التاسع عشر من تموز الماضي، من بلدة العروب في الخليل، متأثرًا بجروح أصيب بها بعد تنفيذه عملية طعن أدت إلى إصابة جنديين على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
بينما لم يكن استشهاد الشاب محمد جبارة الفقيه في السابع والعشرين من تموز الماضي عابرًا أو عاديًا أبدًا، فقد تشرّفت مدينة دورا في الخليل بأنها شهدت اشتباكًا مسلحًا استمر لـ 7 ساعات متواصلة مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلًا تحصن به في صوريف، وذلك بعد مطاردة لأكثر من شهر عقب تنفيذه لعملية "عتنائيل" التي أدت إلى مقتل حاخام إسرائيلي وإصابة زوجته.
عربيًا، كان الشهيد سعيد هايل العمرو افتتاحية الشهداء العرب في السادس عشر من أيلول حيث ارتقى برصاص الاحتلال، قرب باب العامود بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن، والشهيد هو شاب أردني دخل إلى فلسطين قبل استشهاده بيوم.
ونفّذ الشهيد محمد ثلجي الرجبي من الخليل في السادس عشر من أيلول، عملية طعن في منطقة تل الرميدة بالخليل أسفرت عن إصابة جندي حسب إعلان الاحتلال، ارتقى الشهيد على اثرها.
بينما نفّذ حاتم الشلودي من الخليل في السابع عشر من أيلول، عملية طعن أصيب بها جندي بجرزح طفيفة حسب إعلان الاحتلال، قرب مسجد جبل الرحمة مدخل حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل.
واستشهد القريبان مهند وأمير الرجبي في التاسع عشر من أيلول، برصاص قوات الاحتلال عند حاجز قرب المسجد الإبراهيمي يؤدي لحارة الجعبري في الخليل بذريعة تنفيذهما عملية طعن.
العملية الأبرز التي أوجدت ثقل نهاية العام
كانت عملية الشهيد مصباح أبو صبيح إحدى أهم العمليات التي حدثت في نهاية 2016، من حيث التوقيت، حيث نفذ عملية إطلاق نار بثلاثة مواقع في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، أحدها تجاه محطة القطار الخفيف والثاني نقطة أخرى في ذات الشارع والثالث قرب مقر القيادة العامة لشرطة الاحتلال في القدس المحتلة.
وأدت عمليته، إلى مقتل اثنين وإصابة ثمانية آخرين، وقد كان من المفترض أن يسلم صبيح نفسه لقوات الاحتلال في ذات يوم تنفيذ العملية، بعد أن صدر بحقه حكم بالسجن.
وفي نهاية تشرين أول الماضي، استشهد الشاب خالد اخليل من بيت امر قضاء الخليل، برصاص الاحتلال بعد تنفيذه عملية دهس على مدخل بيت أمر وأصاب فيها 3 جنود من حرس الحدود التابعة للاحتلال.
وفي الأول من تشرين ثاني الماضي، نفّذ الشاب محمد تركمان من قباطية جنين، عملية إطلاق نار على حاجز "بيت إيل" العسكري، أصابت عددًا من جنود الاحتلال.
واختتم العام بعملية الطعن التي نفذها الشهيد حماد الشيخ من بيت سوريك قضاء القُدس، في الرابع والعشرين من كانون أول، والتي أدت إلى إصابة 3 عناصر شرطة في شارع الواد بالقدس القديمة.
يشار إلى أن العمليات الفدائية بقيت مستمرة طيلة العام المنصرم امتدادًا لانتفاضة القدس، وإحياءً لشعلتها، حيث تنوعت ما بين إطلاق النار والطعن والدهس، وشارك فيها شبان من كافة التوجهات وأفراد من الأجهزة الأمنية، وتنظيمات مختلفة نجحت في إيلام الاحتلال وأثبات فشل منظومته الأمنية.