واشنطن - قدس الإخبارية: قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري": "حل الدولتين بات في خطر كبير والوضع الراهن يقود إلى دولة واحدة واحتلال أبدي، وإن الحالة القائمة تشير إلى حل الدولة الواحدة وعلى إسرائيل أن تختار إما أن تكون دولة يهودية أو دولة ديمقراطية ولا يمكن أن تكون الاثنتين معا".
وأضاف كيري خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأربعاء أنه من أحل الحفاظ على حل الدولتين كان التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الذي طالب بوقف الاستطيان الإسرائيلي، حيث الحقائق على الأرض ومنها العنف والارهاب والتحريض والاستيطان والاحتلال المستمر كلها معيقات لعملية السلام".
وتابع كيري: "قانون تشريع البؤر الاستيطانية يعني تطبيق القانون المدني على المستوطنات وهو الخطوة الأولى نحو ضم مناطق فلسطينية في المنطقة (ج) والتي تشكل 60% من الضفة الغربية التي لا تسمح فيها "إسرائيل" للفلسطينيين باستخدامها في تطوير المناطق الفلسطينية بل آخذة في استخدامها للتوسع الاستيطاني وتلك المناطق كان من المفروض أن تخضع للسيطرة الفلسطينية منذ زمن بعيد حسب اتفاقية أوسلو".
وقال: "إن صداقة الولايات المتحدة مع إسرائيل لا تعني أنها تقبل أي سياسية تتعارض مع مصالحها ومواقفها، الأصدقاء يجب أن يقولوا لبعضهم البعض الحقائق المرة، والصداقة تتطلب احتراما متبادلا".
وأشار كيري إلى أن الولايات المتحدة صوتت في مجلس الامن الدولي على القرار (2334) وفقا لمبادئها وللحفاظ على حل الدولتين.
وتابع: "الفلسطينيون مكافحون من أجل الحرية والكرامة وسط الاحتلال ووسط الحواجز، وشهدت شخصيا الدمار الذي خلفه الصراع المتواصل بين الجانبين في فلسطين".
وقال: "إن الولايات المتحدة لا تستطيع الدفاع عن إسرائيل إن انتهى حل الدولتين، والحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل وسياساتها تقود باتجاه دولة واحدة".
وأضاف: "إسرائيل عززت مراقبة أراضي الضفة الغربية لمصالحها الخاصة"، مشيرا إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية زاد بحوالي 270 ألف منذ اتفاقية أوسلو، بينهم مئة ألف منذ تولي نتنياهو الحكم عام 2009 .
وتابع: "إسرائيل وقادة المستوطنين يعتمدون على أيديولوجيا تتجاهل الطموحات الفلسطينية المشروعة مع انتشار البؤر الاستيطانية غير المشروعة بموجب القانون الاسرائيلي وهي تجعل حل الدولتين أمرا مستحيلا، وهناك أكثر من 100 بؤرة ثلثها تم شرعنتها أو هي بصدد ذلك رغم وعود سابقة بتفكيكها".
وأكد على أن أغلب مناطق "ج" التي كان يفترض أن تنقل للفلسطينيين بعد اتفاق أوسلو، أغلبها تم الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل.
وبين أنه لا يسمح للفلسطينيين بإنشاء أي مبنى في المنطقة "ج"، بينما يتم ترخيص مئات المباني الاستيطانية، فضلا عن أن البناء الفلسطيني في مناطق "ج" يتم هدمه بسبب عدم ترخيصها وحوالي 1300 فلسطيني نزحوا بسبب عمليات التدمير عام 2016.
وقال كيري: "نحن قلقون لحد كبير من الاستيطان لأن نجاح أجندة الاستيطان في الضفة يهدد حياة 2 مليون و700 ألف يواجهون قيود يومية ويتنقلوا عبر نقاط تفتيش، فإذا كان هناك دولة واحدة سيكون هناك ملايين الفلسطينيين في جيوب بالضفة الغربية دون حقوق سياسية أو نظام تربوي أو رعاية صحية وتحت احتلال يحرمهم من الحريات وهذا غير قابل للنجاح".