فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: تصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الـ14 لعملية "عتنائيل" النوعية التي تفذها الشهيدان أحمد عايد الفقيه (20 عاما) ومحمد مصطفى شاهين (20 عامًا) وهما من كوادر سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي انتقاما لدماء الشهيد الشيخ يوسف أبو الرب والذي خاض معركة بطولية مع قوات الاحتلال في بلدته قباطية قضاء جنين مساء يوم الخميس 26/12/2002م، واستمرت لعدة ساعات واستشهد خلالها القائد أبو الرب بعد أن أوقع في صفوف جيش الاحتلال العديد من الإصابات والقتلى.
في تمام الساعة 7:45 من مساء ليل الجمعة الموافق 26/12/2002م كان الاستشهاديان أحمد عايد الفقيه ومحمد مصطفى شاهين يقتحمون مستوطنة "عتنائيل" جنوب مدينة الخليل من الباب الخلفي للمستوطنة، مستهدفين تجمعًا لجنود الاحتلال والمستوطنين قرب أحد المعابد الدينية في المستوطنة.
وقف الشهيدان وجها لوجه مع جنود الاحتلال فقاتلوا حتى آخر طلقة وآخر قطرة دم وثبتوا في الميدان لمدة ساعتين لم يفروا ولم يفكروا في الفرار أو النجاة، لأنهم ذهبوا للشهادة في سبيل الله، فصنعوا معركة بطولية وفضيحة كبرى ثانية لجيش الاحتلال الذي زعم عنه بأنه لا يقهر فقهروه وفنالوا الشهادة بعد أن أوقعوا عددا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
ما إن انطلقت انتفاضة الأقصى حتى كانا الشهيدان احمد الفقيه ومحمد شاهين من الأوائل الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الأرض والإنسان والمقدسات فشارك في النشاطات والفعاليات التي قامت بها الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في جامعة "بولتكنك فلسطين" في الخليل، ثم انخرط الشهيدان في صفوف سرايا القدس في الجامعة.
وتحدثت مصادر استخباراتية إسرائيلية حينها أن الشهيدين شاهين والفقيه تلقوا معلومات ومساعدة من مصادر مطلعة عن شوارع وأبنية المستوطنة قبل اقتحامها كما أنهم كانوا يرتدون البزات العسكرية الإسرائيلية ويحملون بنادق من نوع m16، فتمكنوا من اقتحام المعهد الديني بعد أن نجحوا في الدخول إلى قلب المستوطنة رغم صعوبة تحصيناتها، ورغم الحراسة المشددة التي كانت تحيط بها، ووصل الشابان، وانطلقوا من المطبخ وفاجئوا جنود الاحتلال أثناء تناولهم للعشاء ثم أخذوا ينتقلون إلى الممرات والغرف وقد استشهد أحدهما في داخل المعهد فيما نجح الثاني في الخروج من المستوطنة وتعرض لمطاردة طويلة وصلت حتى مشارف بلدة الظاهرية حيث استشهد هناك، وبذلك ارتقى احمد ورفيقه محمد.
سرايا القدس من جهتها نعت الشهيدين، وقالت في بيان لها إن منفذي الهجوم وهما محمد مصطفى شاهين وأحمد عايد الفقيه، من مدينة دورا جنوب غرب الخليل من طلاب جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل قد اشتبكا مع جنود الاحتلال لعدة ساعات داخل مستوطنة "عتنائيل" ما أسفر عن مقتل 6 جنود من جيش الاحتلال وإصابة سبعة آخرين بجروحٍ مختلفة قبل استشهادهما.
هذا ولا تزال محافظة الخليل تتصدر المشهد البطولي للعمليات النوعية التي أصابت جيش الاحتلال والمستوطنين في مقتل خلال الانتفاضة الجارية منذ مطلع أكتوبر عام 2015، حتى أصبحت الخليل أيقونة من أيقونات العمل المقاوم خلال هذه الانتفاضة، وقدمت في العام الأول من هذه الانتفاضة عشرات الشبان بين شهيد وجريح نفذ معظمهم عمليات فدائية من طعن ودهس وإطلاق نار وتفجير أسفرت عن مقتل عدد من الجنود والمستوطنين وإصابة العديدين.
المصدر: الإعلام الحربي/ سرايا القدس