شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تشكر السيسي

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: عبرت أوساط أمنية وسياسية إسرائيلية عن امتنان "إسرائيل" للنظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي بعد قراره بتجميد مشروع القرار الذي كان مقررا طرحه في الأمم المتحدة أمس الخميس للتصويت عليه والمتعلق بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

القرار المصري الذي منع طرح المشروع بشكل نهائي، بحسب ما أعلنت مصادر صحفية إسرائيلية أثار سخطا واسعا لدى أوساط فلسطينية متعددة والذين اعتبروا الإجراء المصري بانه تخاذل في الموقف المصري، متهمين السيسي بالاصطفاف في الصفوف المعادية للقضية الفلسطينية والمساعي الدولية التي تبذلها السلطة الفلسطينية للحصول على قرار أممي بتجميد الاستيطان خصوصا وسط التوقعات المطروحة بأن الإدارة الامريكية المنتهية كانت ستمتنع عن استخدام الفيتو في وجه القرار لو صوت عليه.

من جهتها عنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، بتوجيه الشكر للسيسي، وكتبت الصحيفة في عنوانها "شكرا للسيسي".

موقف تاريخي

ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال "جلعاد أردان" قوله: "إن قرار مصر بتجميد طرح مشروع القرار للتصويت موقف تاريخي وإنجاز دبلوماسي".

وأضاف أن "هذا الأمر يدل على العلاقات الجيدة بين إسرائيل ومصر".

وعلق أردان على موقف الرئيس الامريكي المنتخب "دونالد ترامب" من مشروع القرار قائلا: "كان للموقف الحازم للرئيس ترامب تأثير كبير لإرجاء التصويت".

وأفادت الصحيفة أن القرار المصري "جاء استجابة للضغوط التي مارسها مسؤولين إسرائيليون وأمريكيون على القاهرة"، مشيرة إلى أن السيسي، طلب من الوفد المصري لدى الأمم المتحدة في اللحظات الأخيرة تأجيل التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب، "دونالد ترامب"، في وقت سابق الخميس، الرئيس الأمريكي الحالي "باراك أوباما" إلى استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ويحتاج مشروع القرار لتمريره تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين (الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، بريطانيا والصين) حق النقض الفيتو.

"إسرائيل" تستجدي الفيتو

وطالب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" الولايات المتحدة باستخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع القرار لإجهاضه، مشيرة إلى أن مشروع القرار المذكور يطالب "إسرائيل بالكف عن أي نشاطات استيطانية، ويدعو إلى وقف العنف ضد المدنيين غير أنه لا يطالب الجانب الفلسطيني بوقف ما وصفته التحريض".

وقال سفير دولة الاحتلال في الأمم المتحدة "داني دانون": "من المتوقع أن يقوم حليفنا الأكبر بإسقاط مشروع القرار"، في حين قالت نائبة وزير خارجية الاحتلال "تسيبي حوتوفيلي": "إن إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة استخدام الفيتو، لأن مثل هذه القرارات تمس بفرص تحقيق أي تسوية سلمية مستقبلية".

وبحسب الصحيفة، فقد لوحت كل من "نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا"، بطرح مشروع جديد على مجلس الأمن الدولي لإدانة سياسة الاستيطان، إذا لم تتراجع مصر عن قرارها بتأجيل طرح المشروع من طرفها.

وذكرت الصحيفة أن الدول الأربع قد أصدرت مذكرة دبلوماسية وأرسلتها للقاهرة، الليلة الماضية قالت فيها: "إذا قررت مصر أنه لن يمكنها المضي في الدعوة لإجراء تصويت يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أو إذا لم تقدم ردا قبل انقضاء ذلك الموعد، فإن هذه الوفود تحتفظ بالحق في تقديم المشروع والتحرك لإجراء تصويت عليه بأسرع ما يمكن".

وأضافت المذكرة، "الفلسطينيون يشعرون بخيبة أمل لعدم تصويت مجلس الأمن على النص يوم الخميس كما كان مزمعا".

وكشفت الرئاسة المصرية في بيان صدر عنها، اليوم الجمعة، أن مصر طلبت تأجيل التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان في مجلس الأمن بعد اتصال تلقاه عبد الفتاح السيسي من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف "تناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية؛ بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية".

إنقاذ الاستيطان

من جانبها، وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الاتصالات التي أجرتها حكومة الاحتلال من أجل الضغط لتعطيل مشروع القرار المصري بإدانة الاستيطان بـ"الدراما التي استمرت 15 ساعة".

وقالت الصحيفة: "إن مكتب رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" مارس ضغوطا على النظام المصرية، بالإضافة إلى طلب المساعدة من الرئيس الأمريكي المنتخب، "دونالد ترامب،" والتنسيق مع إدارته المرتقبة، وكذلك الاتصالات بمقر الأمم المتحدة في نيويورك وعدد من العواصم حول العالم، كل هذا أدى، إلى سحب مصر طلبها من مجلس الأمن".

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية: "إن السيسي أنقذ إسرائيل من ضربة دبلوماسية وسياسية بالغة الخطورة".

وأشارت الإذاعة إلى أن الخطوة المصرية لو لم تحدث لأصبح قرار مجلس الأمن لو تم التصويت على إدانة الاستيطان سيكون قرارا "ملزما" الأمر الذي يعني فرض عقوبات ضد إسرائيل لإجبارها على وقف الاستيطان".

في حين علقت القناة العاشرة الإسرائيلية على الخطوة المصرية بالقول: "إن السيسي أنقذ المشروع الاستيطاني، ويتوجب على قادة المستوطنين تقديم الشكر الجزيل له على هذه الخطوة الجريئة، فهو وفر الاحتياجات التي رفض أوباما توفيرها لإسرائيل".