شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تترقب انتقام القسام لاغتيال المهندس الزواري

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: حذرت أوساط أمنية إسرائيلية ومحللون بمختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية من الرد الذي تعد له كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد اتهامها جهاز "الموساد" الإسرائيلي بالوقوف خلف اغتيال القيادي في الذراع العسكري المهندس التونسي محمد الزواري (49 عاما) في مدينة صفاقس التونسية الخميس الماضي.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت في بيان لها أمس السبت أن الزواري كان أحد رواد مشروع "طائرات الأبابيل" ومشاريع أخرى لصالح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

تفاصيل جديدة

من جهتها كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال المهندس الزواري، مشيرة إلى أن رجل أعمال بلجيكي من أصل مغربي، جمع بالتعاون مع عدد من التونسيين، معلومات استخبارية عن الطيار المهندس الزواري، بهدف تصفيته بعد وجود معلومات أكيدة عن تقديمه دعم معلوماتي وإشرافي لكتائب القسام في تطوير طائرة بدون طيار.

وأوضحت الصحيفة أن صحفية هنغارية من أصل تونسي أجرت مقابلة مع الزواري، وحددت له موعدا آخرا لاستكمال المقابلة، حيث صدر القرار بتنفيذ عملية اغتياله في يوم المقابلة، وحينما حان موعد إجراء المقابلة المزعومة أغلقت شاحنة كبيرة الطريق أمام السيارة التي كان يستقلها الزواري ليقوم عدد من المسلحين بإطلاق 22 رصاصة عليه من مسدسات مزودة بكاتم صوت.

وبينت الصحيفة أن خلية الاغتيال تمكنت من مغادرة الأراضي التونسية بأمان بمن فيهم الصحفية الهنغارية.

اختراق العرب

وعلقت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية على اغتيال الزواري والكشف عن علاقته الوثيقة بكتائب القسام بالإشارة إلى امتناع "إسرائيل" عن الاعتراف الرسمي بالمسؤولية عن عملية اغتيال المهندس التونسي، وقالت: "إنها ثالث عملية تنسب لإسرائيل في تونس بعد قضف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة تونس في الأول من أكتوبر من العام 1985، وعملية اغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" في 16 إبريل من العام 1988.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزواري انضم إلى صفوف كتائب القسام قبل عشر سنوات وأشرف على مشروع تطوير الطائرات المسيرة لحماس، محذرا من قيامه بتدريب عدد من مساعديه في القسام عقب نجاحه في الوصول إلى قطاع غزة قادما من مصر، عبر الأنفاق الموجودة في مدينة رفح ثلاثة مرات خلال السنوات القليلة الماضية.

وأضافت الصحيفة، "إن كان جهاز الموساد الإسرائيلي من يقف خلف عملية إغتيال المهندس التونسي فذلك يشكل حالة انتعاش بعد الحرج الذي تعرض له الجهاز في أعقاب اغتيال القيادي في حركة حماس محمد المبحوح في دبي في العام 2010".

وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل" بطبيعة الحال لن تعترف للعالم أنها هي من يقف خلف عملية الاغتيال، "لكن ما تعلمناه خلال السنوات الماضية أننا لا نحتاج لاعتراف رسمي لكي نحدد من يقف خلف عملية الاغتيال".

مشاريع الزاوري

في حين، علق “أورلي هلر” مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية على عملية اغتيال الزواري بالقول: “إن الموساد إن كان قد اغتال الزواري فعملية الاغتيال لم تكن بسبب ماضيه، بل على ما هو قادم”.

وأشار هلر بأن الزواري ساعد كتائب القسام في بناء “طائرات الأبابيل” التي طيرتها في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 والتي كانت مفاجأة للأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، إبان العدوان الأخير على قطاع غزة، “وإن كان قرار إنهاء حياة الزواري صدر من قبل “الموساد” فقد صدر لإنهاء مخططاته المستقبلية والتي كان يرغب في تقديم نتائجها تحت تصرف كتائب القسام في المواجهة القادمة”.

وكشف “هلر” عن أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى مخابرات الاحتلال تشير إلى أنه كان يشارك في معسكرات الحركة في سوريا ولبنان، وكان يساعد الحركة على بناء قدراتها في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار.

ونقل هيلر عن المصادر الأمنية الإسرائيلية، قولها: “إن الزواري هو المسؤول عن تمكين كتائب القسام، من استعمال الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014”.

انتقام حماس

من جهته، انتقد الخبير الأمني بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "يوسي ميلمان" طريقة اغتيال الزواري، وقال إنها افتقدت للمهنية والدقة، مشيرا إلى أنها تختلف عن عمليات الموساد السابقة وخصوصا تلك التي استهدفت علماء المشروع النووي الإيراني في طهران وقادة حزب الله في لبنان والقيادي في حماس محمود المبحوح في إمارة دبي.

في حين حذر الخبير العسكري بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "عاموس هارئيل" من الرد الذي تعد له حركة حماس انتقاما لاغتيال الزاوري وقال: "صحيح أن تحميل القسام لإسرائيل المسؤولية عن عملية الاغتيال لن تؤدي لاندلاع مواجهة جديدة مع الحركة في غزة، إلا أن "إسرائيل" مطالبة بالاستعداد جيدا خشية تنفيذ الحركة لعملية انتقام مفاجئة".

وبرر هارئيل عملية التصفية بأنها سياسة إسرائيلية لملاحقة المسلحين لإحباط أهدافهم المستقبلية للمس بأمنها.