تونس - قدس الإخبارية: على علاقة متينة مع المقاومة في غزة، كان الشهيد التونسي محمد الزواري (٤٩) عاما، الذي اغتيل بمسدسات كاتمة للصوت في مدينة صفاقس التونسية مساء الخميس.
وحسب تصريحات لكريم عبد السلام أحد أصدقاء الشهيد، فإن المهندس الزواري دخل الى قطاع غزة عبر الانفاق ثلاث مرات لمساعدة المقاومة الفلسطينية في الحرب ضد الاحتلال، مبينا أن الشهيد كانت له علاقة بحركة المقاومة الإسلامية حماس وكان يقوم بتطوير برنامجها العسكري.
وأكد كريم عبد السلام في حديث للقناة التاسعة التونسية أن الشهيد كان همزة الوصل بين حماس والنظام السوري وكذلك النظام الإيراني قبل الثورة، لكنه غادر سوريا عام 2011 لأنه اختار الحياد بين الثوار وبين النظام السوري وعدم الدخول في النزاع.
فيما نقل موقع "الخليج أون لاين" عن مصادر مطلعة، أن الشهيد المهندس تلقى في السنوات الخمس الأخيرة سلسلة اتصالات تهدد باغتياله، على خليفة نشاطه في صناعة الطائرات، ومواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
ماذا يقول الإعلام؟
من جهتها، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، معلومات مشابهة لما ورد على لسان صديق الشهيد، أكدت خلالها أن الشهيد عاد قبل خمسة أيام فقط من زيارة إلى لبنان وتركيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الشهيد دخل غزة عدة مرات عبر الأنفاق وقام بتدريب عناصر حماس على استخدام وتصنيع طائرات بدون طيار متطورة، على حد قولها.
فيما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما جرى تداوله في الإعلام التونسي من معلومات تشير إلى أن المخترع محمد الزواري تم اغتياله عن طريق وحدة الاغتيالات الخارجية بالموساد "كيدون"، دون وجود أي تأكيدات إسرائيلية رسمية حتى الآن.
فيما تداولت وسائل إعلام تونسية، تصريح للقيادي بحركة حماس مشير المصري، جاء فيه أن الجناح العسكري للحركة هو الكفيل بالرّد على عملية اغتيال المهندس محمد الزواري .
واعتبر المصري في تصريح لإذاعة " أر أم" التونسية، أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عملية اغتيال الزواري دون أن يستبعد ضلوع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في هذه العملية، معربا عن تضامنه مع الشعب التونسي وأسرة الشهيد محمد الزواري.
من جهته، أعرب المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية، عن تنديده الشديد بعملية اغتيال الشهيد محمد الزواري، داعيا الجهات الأمنية للكشف عن ملابسات العملية وعن الجناة والجهة التي تقف وراءهم، معتبرا تهديد لأمن التونسيين واستقرار تونس.
ماذا كشفت الجهات الأمنية؟
الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ونائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف مراد التركي أكد على إيقاف الأمن التونسي أربعة أشخاص بحوزتهم أربع مركبات خفيفة، يعتقد أن لهم علاقة بجريمة اغتيال محمد الزواري.
وبين في حديث لإذاعة "شمس أف أم" التونسية، أن "من بين السيارات الأربع، اثنتان تم استأجرهما من شركة سيارات بتونس العاصمة لمدة شهر، وقد سجل تواجدها في صفاقس منذ 3 أيام وهي سيارات على علاقة مباشرة بتنفيذ اغتيال الشهيد حيث تم العثور داخل احداها، وهي من نوع "كيا بيكانتو" على مسدسين (2) وكاتمي صوت (2)، وعقد اجار السيارتين".
وقال التركي، "الأبحاث الأولية التي قامت بها الفرقة القومية لمقاومة الإجرام المتعهدة بالبحث في القضية بموجب إنابة صادرة عن قاضي التحقيق بمحكمة صفاقس 2، بينت أن هناك طرف تونسي متواجد خارج الحدود وكان قد غادر البلاد يوما قبل الحادثة، مشمول بالأبحاث".
وبخصوص تشريح جثمان الشهيد الزواري، قال "تم تشريح الجثة من الساعة الثامنة الى الساعة منتصف الليل بقسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بحضور حاكم التحقيق المتعهد، ووكيل الجمهورية بمحكمة صفاقس 2".
وأوضح أن النتائج كشفت عن إصابة الشهيد الزواري بأكثر من 20 إصابة طلق ناري و8 طلقات استقرت بالجسم وتم إخراجها وهو ما نتج عنه الموت الحيني بما يفيد أن النية هي الإجهاز على الضحية"، بحسب قوله.
ونقلت إذاعة شمس عن المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية، ياسر مصباح، أن "الوحدات الأمنية تمكنت من قطع أشواط هامة في عملية البحث الخاصة بجريمة القتل، وأوقفت عدة أشخاص في مناطق مختلفة من الجمهورية التونسية".
وقال مصباح. "لا يمكن الكشف عن المزيد من التفاصيل بخصوص هذه الحادثة، باعتبار أن الأبحاث في القضية ما زالت متواصلة وأنه سيتم الإعلان عن ملابساتها فور استكمال الأبحاث".
الإعلامي بسيس .. كشف عملية الاغتيال
الإعلامي التونسي برهان بسيس وفور عملية اغتيال المهندس الزواري وجه اتهامات لجهاز “الموساد” الإسرائيلي، بتنفيذ عملية اغتيال الطيار التونسي محمد الزواري، أمس الخميس في مدينة صفاقس التونسية.
وأضاف بسيس خلال منشور بصفحته على موقع فيسبوك أنّ الطيار محمد الزواري خرج من تونس عام 1991، واستقر لمدة قصيرة في ليبيا ثم السودان وغادر بعدها نحو سوريا، وهناك ربطته علاقات قوية مع حركة حماس، وكان مقربًا منها، وقدم تعاونًا مع جناحها العسكري الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه، حسبما قال بسيس.
وأوضح أن الزواري كان الأول بدفعته في المدرسة الوطنية للمهندسين بمدينة صفاقس، وكان يعمل منذ مدة على مشروع تطوير الطائرات دون طيار وتصنيعها، فقام الموساد الإسرائيلي برصد تحركاته منذ مدة، وظل محل متابعة إلى حدود أخر تنقل له، والذي كان في لبنان قبل أن يعود إلى تونس و صفاقس حيث تم اغتياله.
ويذكر أن مسلحين اغتالوا مهندس الطيران محمد الزواري (49 عاماً) في ولاية صفاقس جنوب تونس، وهو رئيس جمعية الطيران في الجنوب، بعد إطلاق ستّ رصاصات في عنقه.