شبكة قدس الإخبارية

عمر التايه.. نجار فلسطيني يمتلك اكتفاءً ذاتيًا من الغاز

شذا حنايشة
نابلس - خاص قدس الإخبارية: في كل يوم جديد يعيشه الشعب الفلسطيني تزيد فيه التكاليف المعيشية عليه مما يجعله يبحث عن طرق بديلة توفر عليه جزءا من مصاريف حياته اليومية، وهذا ما فعله النجار الفلسطيني عمر التايه من قرية بيتا جنوب شرق مدينة نابلس من خلال اختراعات مختلفة آخرها تحويل فضلات الطعام إلى غاز للطهي. "الفكرة أني احاول استغلال وقت فراغي على الانترنت لأعرف ما هو جديد في العالم، وتحويل فضلات الطعام إلى غاز الميثان كان من ضمن الاختراعات التي رأيتها، وأصابني فضول تجاهها، في البداية رأيت فيديو باللغة الهندية ولكن الفضول دفعني للبحث أكثر" يقول عمر لـ "قدس الإخبارية". 15174618_1139788306102246_1572613490_n وعن طريقة عمل الاختراع يقول إنه أمضى حياته في الأعمال اليدوية، فكان تطبيق هذه الفكرة سهلة بالنسبة له، مضيفا، "الموضوع كله بتخمير بقايا الطعام داخل خزان مدفون تحت الأرض لتتحول إلى غاز الميثان، أما الحصول على مواد الإنشاء فكان أمرا سهلا فكل ما نحتاجه هو خزان حديدي، يكون به فتحات معينة في أماكن محددة لتعطي النتيجة المطلوبة". img_5014 ويرى عمر أن كل بيت فلسطيني في الريف لديه هاضم يمكنه أن يستغله لإنتاج غاز الميثان مما يغنيه عن شراء الغاز من الاحتلال مدى الحياة، معتبرا عدم وجود شبكة للصرف الصحي في فلسطين واعتماد الناس على الآبار الامتصاصية نقطة يجب استغلالها كمصدر للغاز من خلال القيام بخطوتين قبل انشاء الحفرة الامتصاصية. وعن الصعوبات والفترة الزمنية التي احتاجها عمر للخروج بهذا الاختراع يقول، إن موضوع التطبيق كان سهلا جدا والأخطاء كانت في الخطوات وطريقة البناء للوصول إلى جهاز منتظم وآمن، هي العائق الوحيد الذي واجهه أثناء البناء، مضيفا، "كنت أعمل على الاختراع في أوقات فراغي، فصنع هذا الجهاز كان جزءا من هواياتي" يؤكد تايه لـ "قدس الإخبارية"، أن لهذا الاختراع أهمية وفوائد مادية كثيرة غير أنه ثقافة جديدة في هذه البلاد، مضيفا، "لا شيء ليس له قيمة حتى النفايات التي من الممكن أن تتحلل يمكن أن أدورها واستفيد منها، أصحاب المزارع عندهم مناجم غير مستفيدين منها، مزرعة الأبقار عبارة عن منجم للغاز تعطي ما يعادل 12% منه". 15310284_1159569057432321_1239237465_n ويطمح إلى تطوير هذا المشروع  حتى يصبح لديه استقلال كامل في الغاز والكهرباء في منزله، "هذا المشروع ليس فقط صديق للبيئة بل للإنسان أيضا، فهو مشروع توفيري، صناعته للوصول إلى شكله النهائي غير مكلفة، أما تشغليه لا يحتاج أكثر من نفايات منزلية يتم التخلص منها بطرق صحية" يقول عمر. ادخال هذا الاختراع إلى كل بيت فلسطيني هو حلم عمر، فهو برأيه يجعل الفلسطيني يستغني عن غاز الاحتلال ويعتمد على نفسه في انتاج الغاز، كما أنه يرى أن انتاج هذا الغاز يخلص الدولة من مشكلة كبيرة ألا وهي النفايات، مضيفا، أن الدولة لو اهتمت بهذا الاختراع لأصبحت توزع الغاز على المنازل وتم بناء محطة كهرباء كبيرة تساعد الدولة على الاستقلال في الكهرباء. ويقول لـ "قدس الإخبارية"، "نحن كبلدية بيتا سعينا لتطبيق هذا المشروع، بمساعدة خبراء ألمان وأجرينا دراسة كاملة، وخرجنا بأرقام مخيفة، فمشروع صغير مثل هذا طاقته الانتاجية ستكون 145 ميجا وات، يعني نتحدث عن ثلث كهرباء فلسطين، ويستهلك سنويا 800 ألف طن من المخلفات العضوية بكل أشكالها وهكذا يمكننا التوفير والتخلص من مشكلة النفايات". 15319364_1159560927433134_2130769397_n إلا أن الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم يرى أن هذا الاختراع غير تجاري، يمكن أن يفيد منزل واحد أو منزلين فقط، مشيرا إلى أنه في حال تحليله على المنظور الكلي سنرى أنه يحتاج تكلفة عالية وناس متفرغة له. ويضيف عبد الكريم لـ "قدس الإخبارية"، "هو جهد ابداعي خلاق ولكن لا يمكننا اعتباره أن له منفعة اقتصادية حقيقية، هو اختراع مهم على المستوى الفردي أما على المستوى الاقتصادي الكلي نريد أن نتأكد في البداية من جدواه الاقتصادي، نريد مؤسسة بحثية تتبناه، نتأكد من منفعته أكثر من تكلفته، وأكد إن كانت النفايات كافية لتشغيل اقتصاد وطني". وعن اعتبار هذا الاختراع جزءا من الاقتصاد المقاوم ضد الاحتلال الذي يسيطر على مصادر الغاز والكهرباء، يعلق عبد الكريم، "ليس اقتصادا مقاوما أنا مع تسميته وإدراجه تحت الاقتصاد التمكيني، بمعنى يُمكن الناس، أو اقتصاد ممانعة يعني في ممانعة أكثر، وهي اقرب إلى تمكين الناس بأن يثبتوا بأرضهم، بالنهاية هو اقتصاد غير مقاوم بل يعزز قدرة الناس على المقاومة". ومن المشاكل التي تواجه عمر في تطوير هذا الاختراع عملية تسييل الغاز وضغطه في أنابيب خاصة، يقول، "تخزين الغاز في خزان أكبر ممكن، ولكن حل مشكلة تسييل الغاز هي من خلال جهاز تبريد يصل إلى 69 درجة مئوية تحت الصفر، وهو غير موجود هنا بحثت عنه كثيرا ولم أجده". الانترنت بوابة عمر الأولى للبحث عن المعلومات وتعلمها، فلم يكن جهاز انتاج غاز الميثان اختراعه الأول بل سبقه انتاجه "البيوديزل" أو الديزل الحيوي من مخلفات الزيوت، كما أنه قام بتحويل مخلفات الزيوت الناتجة عن الديزل الحيوي إلى "الجلسرين" وهي مادة مفيدة تستخدم للتجميل.