رهط المحتل- قُدس الإخبارية: "لو بنعرف أن سعادتكم وحُرية البلاد بتجي من جعل أرضنا وغاباتنا فحم، كان زمان شيّعنا زُعراننا يحرقوا فلسطين وأشجارها" أخر ما كتبه الشاب أنس أبو دعابس، قبل أن يتسبب منشور ساخر باعتقاله.
وقالت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال، أنه وخلال ساعات الليلة الماضية، اعتقلت شرطة الاحتلال في النقب، شاب في العشرينات من عمره، من سكان رهط، بدعوى رفعه "منشورات تحريضية على صفحة الفيسبوك الخاصة".
وأفادت مصادر إعلامية، أنه من المقرر طلب تمديد فترة اعتقال الشاب خلال ساعات نهار اليوم الجمعة في محكمة الصلح ببئر السبع على ذمة التحقيقات الجارية.
وقال الشاب أبو دعابس في منشوره الساخر قبيل اعتقاله، "أي جهل وقلّة وعي هذا اللي أحنا فيه؟! بلادنا تحترق وحضرات العُربان شغّالين تكبير وتهليل .. عجبًا للعقل لمّا يبطّل يفكّر ويصير أبله .. وتصير "احتفالاتنا" علامة لقلّة حيلتنا وبُعدنا عن الهدف"
وأضاف، "أي تسبيح هذا اللي فيه "ربنا يعاقبهم على منع الأذان" .. تصل فيك الجُرأة "الإيمانية" لتنسب للخالق سبحانه هذا الحريق على أنه عذاب من الرب على قانون يعادي الدعوة للصلاة (لم يُسن بعد) .. وبلادنا صار فيها الدم عادي، وهدم البيوت بكل بقعة، والتهجير والمجازر وغيره .. ولّا ما عاد "قتل المؤمن أعظم عند الله من هدم الكعبة"؟! .. أي غباء وأي تجنّي على الله اللي بخلينا نقلل إيماننا بالغيب ونكون واثقين من أننا تقيين لحتى ربنا طوّالي يصُب عذابه واقعيًا عوضًا عن ضعفنا؟"
في المقابل، فان عضو كنيست الاحتلال عن القائمة المشتركة أيمن عودة، إن شرطة الاحتلال شريكة في حملة التحريض ضد الجماهير العربية على خلفية إندلاع الحرائق، مضيفًا "أنها تقود حملة اعتقالات عشوائية ضد الشباب العرب".
وقال عودة في منشور له على صفحته الشخصية عبر فيسبوك، "تحدثت قبل قليل مع قادة الشرطة للإفراج عن أنس أبو دعابس والشباب المتهمين دون حق، بعد أن أعلنت عبر وسائل الاعلام بأنهم اعتقلوا شخصًا من رهط بتهمة التحريض عبر الشبكات الإجتماعية، مضيفًا "فقط في المراحل الموغلة بالظلام، كما في أوروبا بداية القرن الماضي، يجري اتهام الأقلية اعتباطا قبل التيقّن من أي حقيقة"
وأطلق عدد من نشطاء الداخل المحتل حملة تضامنية مع المعتقل أنس أبو دعابس، مؤكدين على حرية الرأي والتعبير وغردوا على وسم "#أطلقوا_سراح_أنس"
يُذكر أن الشاب أنس أبو دعابس، فلسطيني وناشط معروف في الداخل المحتل، وقام بكتابة نص تهكمي ناقد لشخص عبّر عن فرحه لحرق الطبيعة، تسبب لاحقًا باعتقاله واتهامه بالتحريض.