شبكة قدس الإخبارية

ماذا قالت الفصائل حول "جدار العار" في عين الحلوة؟

هيئة التحرير

عين الحلوة- قُدس الاخبارية: لم تلبث الفصائل والقوى الفلسطينية إلا أن تدلو بدلوها حول اقامة الجيش اللبناني جدارًا اسمنتيًا حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في قرارات ودعوات متفرقة للحكومة اللبنانية حول القضية.

وشرع الجيش اللبناني يوم السبت الماضي، ببناء جدارٍ فاصل حول مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني، والذي يؤوي حوالي (80) ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، دعت الحكومة اللبنانية إلى إعادة النظر في بناء الجدار الإسمنتي حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقالت القوى الوطنية والاسلامية في بيان صحفي لها الثلاثاء، إن الجدار يحوّل المخيم إلى سجن كبير ويزيد من معاناة سكّان المخيم، ويسيء للعلاقة الأخوية للشعبين الفلسطيني واللبناني، داعية إلى مقاربة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونيّة، وعدم النظر إلى المخيّمات الفلسطينيّة بمنظار أمني بحت.

وطالبت الدولة اللبنانية والأحزاب والقوى اللبنانية بإجراء حوار لبناني فلسطيني شامل، حول مجمل الوضع الفلسطيني وصولا إلى إستراتيجية مشتركة لمواجهة مشاريع التوطين والتهجير، مؤكدة حرصها على السلم الأهلي في لبنان، وعلى تعزيز العلاقة الأخوية اللبنانية الفلسطينيّة، مشددة على ضرورة المحافظة على أمن المخيمات الفلسطينية واستقرارها باعتبار أنها ترمز لقضيّة اللاجئين، ومحطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين.

أما حركة "حماس" فقالت إن قرار السلطات اللبنانية بناء جدار أمني عازل حول مخيم عين الحلوة خطوة خاطئة في المكان والزمان، ويمثل مخالفة للقوانين الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان والعلاقات الفلسطينية اللبنانية، كما أن بناءه من شأنه إلحاق الضرر بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتهديد مستقبلهم ومصالحهم ويزيد من معاناتهم الإنسانية والمعيشية، فضلاً عن الرسالة المعنوية المؤذية التي سيكرسها في أذهانهم.

وأضافت الحركة في بيان لها، أن هذا القرار من شأنه زيادة التوتر والاحتقان وتأجيج الخلافات، في حين بذلت جميع الأطراف المعنية في السنوات الأخيرة جهودا لمنع التوتر وللمحافظة على الأمن والاستقرار ولمواجهة الفتنة الطائفية، داعية إلى إطلاق حوار فلسطيني لبناني شامل يتناول جميع القضايا المشتركة ويحفظ العلاقات ويحمي المصالح المشتركة كحل أمثل لإنهاء الخلافات الفلسطينية اللبنانية.

وأبدت رفضها لسياسة العزل الجماعي للمخيمات الفلسطينية في لبنان، وأي إجراء سياسي أو أمنى يهدد مصالحهم ويؤثر سلبا على حقوقهم الإنسانية وحياتهم الاجتماعية، مشيرة إلى أن بناء الجدار يؤكد وجود نظرة أمنية لبنانية في التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

31

من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، إن الجدار الاسمنتي حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني، شيئاً مؤذياً  لمشاعر الإنسان الفلسطيني.

وقال عضو الجبهة مروان عبد العال عبد العال إنه "إذا كان هناك احتياطات أمنية فيجب أن تكون كاملة وشاملة تطال كافة حياة الفلسطيني، لخلق بيئة إيجابية تستطيع من خلالها الدولة اللبنانية تطبيق المعايير الدولية والإنسانية لتحسين الواقع الفلسطيني في المخيمات ولترسيخ العلاقات مع الدولة اللبنانية لذلك نطالب الحكومة اللبنانية إعادة النظر  بهذه العملية".

وأكد على أن خطوة بناء الجدار الأسمنتي لم تُستشر فيها القيادة السياسية الفلسطينية، مضيفًا "جميعنا يحتاج الى الأمن، ولكن يجب في ذات الوقت أن نمنع أيّ استغلال وأي إجراء من أجل النيل من العلاقات الفلسطينية اللبنانية ومن سمعة لبنان وجيشه، ولو تمت هذه الخطوة وبحثت مع الفصائل الفلسطينية لتجاوزنا كل الأجواء السلبية الموجودة الآن في المخيّم".

وأضاف، "هناك مشاورات تجرى على أكثر من صعيد مع جهات رسمية لبنانية"، مضيفاً "نحن لا ننكر دور الجيش اللبناني في حماية أمن المخيمات الفلسطينية، وجرى قبل ذلك اعتقال أشخاص لهم علاقة بالإرهاب ووضعنا أمر مسؤولية حماية المخيمات للقوى الأمنية محل الثقة. لكن هذا لا يبرر إقامة جدار أسمنتي بعلو ثماني أمتار وبطول 2 كم حوالي المخيم".

من جهتها، قالت حركة الجهاد الاسلامي على لسان مسؤول العلاقات السياسية للحركة في لبنان شكيب العينا، إن الجدار يدخل في إطار "عملية تحصين أمني للواقع الفلسطيني اللبناني المشترك"، وبيّن أنهم تواصلوا مع القوى الفلسطينية الأخرى وهم مع أي إجراء أمني حول المخيم.

وعن حركة فتح، قال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم اللواء صبحي أبو عرب إن عملية تشييد الجدار حصلت بعلم وتنسيق بين القوى والفصائل الفلسطينية من جهة، وبين الجيش اللبناني من جهة ثانية.

فيما أوضح مسؤول القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم اللواء منير مقدح أيضًا، أن القوى الفلسطينية اجتمعت بقيادة الجيش ومخابراتها واتفقت على مسار المشروع، إلا مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال زعم أن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان بمختلف تشكيلاتها لم تستشر بأمر "الجدار".

ودفعت خطوة الجدار المئات من الفلسطينيين والنشطاء إلى التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من وصف الجدار بـ#جدار_العار، إلا أن السلطات اللبنانية تبرر هذه الخطوة بأنها لضبط عبور المطلوبين و"الإرهابيين".