شبكة قدس الإخبارية

عن مقابلة "أردوغان" مع القناة الثانية الإسرائيلية

سعيد الحاج

تركيا - قدس الإخبارية: رغم الحوار "الندي" الذي حرص عليه الرجل، إلا انه قبل أي شيء لقاء مع إعلام صهيوني، ويضاف كمرحلة لاحقة على اتفاق تطبيع العلاقات الذي يفيد الصهاينة فقط، ولا يفيد تركيا، ويضر بالقضية الفلسطينية، وعليه فموقفنا من المقابلة هو نفس موقفنا من الاتفاق، رفض وشجب وعدم إعطاء الغطاء او توهم وجود مصالح.

معظم اللقاء دار حول مواقف معروفة أو متوقعة (في جو غلب عليه التحدي وعدم الود)، لكن أهمها وأخطرها من وجهة نظري:

١- المطالبة بإشراك حماس في المفاوضات، وهو موقف معروف عن تركيا، وترفضه حماس رفضا قاطعا وفق الظروف الحالية.

٢- "نحن في عملية مستمرة لرفع الحصار عن غزة، ويمكن اعتباره رفع فعليا"، وهذا كلام غير دقيق كما يعرف الجميع، فالحصار لم يرفع وإنما دخلت مساعدات للقطاع فقط، وهذا لا علاقة له بالبعد السياسي - القانوني للحصار وكسره.

٣- "القدس مدينة مقدسة للاديان الثلاثة"، وهي جملة "نمطية" مكررة وغير صحيحة، وإن كان يمكن للبعض تفهمها باعتبار أن تقديس طرف لمكان لا يعطيه بالضرورة حقا فيه.

٤- "المسجد الأقصى مكان عبادة مقدس للأديان الثلاثة"، وهذا خطاب جديد وخطير وغير مقبول (حتى ولو كانت الجملة مجرد زلة لسان، أو غير مقصودة لذاتها ولا تعبر عن موقف تركيا أو رأيها)، فلا حق لليهود في المسجد الاقصى، ليس فقط وفق نصوص ديننا وحقائق تاريخنا وسرديتنا التي تعكس الواقع، لكن أيضا بقرارات مؤسسات أممية (اليونيسكو) مؤخرا.

وهناك ملاحظتان أخيرتان بخصوص المقابلة، الأولى، نحتاج كفلسطينيين إلى وقفة تقييمية مع أنفسنا، لتقييم أعمالنا ومدى قدرتنا على إيصال سرديتنا وروايتنا (التي هي عين الحقيقة) لدولة مسلمة وداعمة وقنوات التواصل معها مفتوحة مثل تركيا، وفي ظل قيادة شخص كاردوغان وحزب كالعدالة والتنمية، فضلا عن إيصالها وترسيخها لدى الآخرين.!!

ثانيا، على من سيسعد كثيرا بنبرة التحدي او رفض اردوغان وصم حماس بالإرهاب أو انتقاده للممارسات الصهيونية (وهي مواقف تشكر له بالطبع) ألا يسارع لتدبيج تصريحات أو بيانات أو مواقف تختزل اللقاء فيها فقط، فيكون قد أعطى غطاء وموافقة وتأييدا - قصد أم لم يقصد - للقاء تطبيعي وتصريحات خطيرة بخصوص الاقصى وغزة، فالمواقف والتصريحات المجتزأة تسيء وتضر ولا تفيد.!!

نحتاج، إضافة للحرص على العلاقة مع تركيا، لتواصل أفضل يجلِّي الصورة ويصوب الأوضاع، ويرفع من سقف الموقف التركي الذي نفهم خلفياته، لا أن نعطي موافقات مجانية وداعمة لسقفه الحالي (الذي لا يرضي طيفا كبيرا من الأتراك، ومن أبناء العدالة والتنمية بالمناسبة).