فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كشفت مصادر خاصة لـ"قدس الإخبارية" عن جريمة اقترفتها وحدات القمع بشرطة الاحتلال الإسرائيلي "المتسادا" بحق الأسرى الفلسطينيين في سجن جلبوع قبل ثلاثة أسابيع، أسفرت عن إصابة العشرات من الأسرى بجراح خطيرة.
وذكرت المصادر الخاصة أن عناصر كثيرة من وحدة "المتسادا" اقتحمت غرفتي 1 و15 من قسم 3 في سجن جلبوع، يوم الأربعاء 19/10/2016 في تمام الساعة الثالثة فجرا، بطريقة همجية وبأسلوب العربدة، بهدف إجراء تدريب على الأسرى.
وأضافت المصادر أن الاقتحام ترافق مع تقييد جنود الوحدة أيدي الأسرى إلى الخلف بقيود بلاستيكية وبشدة، إضافة لإلقاء جنود الاحتلال الأسيرين تقي بلال ازغير ومجدي ارحيمي من السرير العلوي إلى الأرض بطريقة وحشية وهما مكبلا الأيدي.
بعد ذلك أقدم جنود الوحدة على تسليم الأسرى إلى وحدات التفتيش والقمع التابعة لمنطقة الشمال في مصلحة السجون، وذلك بعد أن صوّرت مراحل الاقتحام، ثم أجرت هذه الوحدات تفتيشًا للأسرى وغرفهم بشكل دقيق وتخريبي، وفق مكتب الأسرى.
وتابعت المصادر أن وحدة "المتسادا" اقتحمت غرفة الأسير محمد عرمان رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، وممثل قسم 3 في السجن الأسير إياد أبو زهرة، واقتيدا لغرف العزل الإنفرادي.
وحسب التفاصيل التي أوردتها المصادر الخاصة، فإن عملية التفتيش رافقها عملية مصادرة الأدوات والأجهزة الكهربائية والعبث بأغراض الأسرى وتخريبها، وعلى إثر ذلك أعلن الأسرى في 20 من أكتوبر الماضي الإضراب عن الطعام، إلا أن إدارة السجن لم تتعاطَ بإيجابية مع مطالب الأسرى، واستمرت في نهجها القمعي.
وفي يوم الجمعة 21-10-2016 تطورت الأحداث وزاد التوتر داخل السجن بسبب سياسة إدارة السجن القمعية ورفضها الحوار، وتصاعدت موجة الاحتجاج لدى الأسرى؛ حيث ارتفع عدد المضربين عن الطعام إلى 54 أسيراً، وحل الأسرى التنظيم، وأحرقوا غرفة 10 في قسم 3، وفق المكتب.
وكشفت المصادر الخاصة عن قيام إدارة السجن بنقل أسرى الغرفة المحترقة وهم 6 أسرى إلى غرفة الانتظار، ثم رشوهم بالغاز السام، ما أدى لغيابهم عن الوعي لأكثر من مرة.
وبينت المصادر أن هؤلاء الأسرى الذين تعرضوا للرش بالغاز لعدة مرات أصيبوا بإصابات خطيرة كادت تودي بحياتهم، حيث شاهد الأسرى سائلا أبيض رغوي كان يخرج من أفواههم من كثافة الغاز الذي استنشقوه، حيث كانوا لا يستطيعون تغطية وجوههم من الغاز بسبب تقييد أيديهم للخلف.
وفي ذات اليوم، الجمعة 21 أكتوبر، وفي تمام الساعة العاشرة ليلاً اقتحمت وحدات القمع قسم 3 في السجن، ورشّت جميع الأسرى فيه بالغاز السام، وذلك من خلال فتحات الأبواب والشبابيك، ولأكثر من مرة وبكثافة، الأمر الذي تسبب بحروق شديدة في العيون واختناقات بين الأسرى، كما قطعوا أثناء ذلك الكهرباء عن القسم واقتحموا غرف الأسرى وضربوهم بلا رحمة، وتركز الضرب على الوجه باللكمات والركلات، ما أدى لإصابة عدد من الأسرى بجراح خطيرة.
وكشفت المصادر أن من بين الأسرى المصابين الأسير تقي إزغير والذي كسرت أطراف أسنانه الأمامية، واحمرّت عينه اليمني، وازرقت جفونه، والأسير مجدي ارحيمي (52 عاما) وتعرض للضرب المبرح، ما أدى لانتفاخ في عينه اليسرى وآلام حادة في القفص الصدري، والأسير جهاد الزعل الذي تعرض للضرب المبرح ما أدى إلى احمرار في العين وتكوّن نقطة دم في العين اليمنى وكدمات مختلفة في وجهه، وقد سال الدم من رأسه ومختلف أنحاء جسده، كما تعرض للضرب على مناطق حساسة، وسحب من شعره وأخذ الجنود يدوسون على جسده.
كما أصيب الأسير محمد اشتيه إثر تعرضه للضرب ما أدى لانتفاخ في عينيه، وازرقت جفونه، كما تعرض للضرب على المنطقة الحساسة من جسده، وأصيب كذلك في كدمات في جسده، في حين أصيب الأسير وسام العباسي، الذي تعرض للضرب في كل أنحاء جسده، ببعض التمزقات وازرقاق في اليدين والذراعين بسبب سحبه منهما وهو مقيد اليدين من الخلف.
بالإضافة إلى كل من: عبدالله صالح اغبارية، وزاهر يوسف علي، وحمزة سعيد كالوتي، وعمار عبد الرحمن عيسى الزبن، ونائل سلامة عبيد، ومحمد فريد اسعد، وعزمي سهل نفاع، وإبراهيم محمد بكري، وإسلام صالح جرار.
ولم تكتف إدارة السجن بذلك حيث أتبعت ذلك بإخراج أغراض الأسرى من الغرف من مواد غذائية وملابس وقرطاسية ومصاحف ورميها على الأرض خارج الغرف، وتركت الغرف فارغة لمدة يومين والأسرى ينامون داخلها على حديد الأبراش دون أدنى مقومات للحياة.
وحمل الأسرى في سجن جلبوع والسجون كافة، المسؤولية القانونية لمحاكم الاحتلال، والهيئات والمؤسسات الحقوقية والدولية عن هذه الجريمة، مطالبين المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية كافة بتحمل مسئولياتها تجاه الأسرى وما يتعرضون له من جرائم متواصله تستهدف إنسانيتهم وكرامتهم وحتى حياتهم.
كما طالب الأسرى بمحاكمة هؤلاء الذين يتسببون في الأذى الجسدي وضربهم ضربات قاتلة بغرض خلق اعاقات دائمة لديهم، وإغلاق سجن جلبوع لتكرار المخالفات هناك، وقالوا: "من عاش في 2004 وتم رواية ما حدث له في 21 / 10 / 2016 يدرك أنه يشاهد فيلما متكررا قد حدث بكامل تفاصيله وكأن هذا نهج في هذا السجن بسبب أن أغلب ضباطه من الجنود والذين يتسابقون كما لو أن هذا السجن هو عزبة لهم والأسرى بها مبعدين ومسموح لهم التنكيل بالأسرى كما يشاءون دون حسيب ولا رقيب".