شبكة قدس الإخبارية

جسر جوّي لضرب غزة.. ما رفضه أوباما هل يحقّقه ترامب؟

نسرين كمال الخطيب

غزة/واشنطن- قُدس الإخبارية- ترجمة خاصة: قبل نحو عامين، وتحديدًا خلال حرب العصف المأكول التي شنّتها "اسرائيل" على غزة 2014، طلبت سلطات الاحتلال من الولايات المتحدة إمدادها بجسر جويّ لتسليح "اسرائيل" بما يسمح بمزيد من الضربات لغزّة، وهو ما قوبل بالرفض.

ورفضت الولايات المتحدة آنذاك الطلب الاسرائيلي بانشاء جسر جوي لدعمها بأسلحة لضرب غزة خلال الحرب الأخيرة، بالرغم من الاتفاقية العسكرية بين الطرفين والتي من شأنها ضمان التمويل العسكري والتسليح من الجهات الأمريكية لـ"اسرائيل" إلا أن ذلك يبدو له محدداته لدى الإدارة الأمريكية التي كان يقودها باراك أوباما حينها.

اليوم، تكشف "اسرائيل" عن هذه الحادثة، التي رفضت فيها واشنطن دعمها بجسر جوي خلال حرب غزة، بعد عامين من انتهائها، معلنة عن حاجتها العسكرية خلالها لتوجيه ضربات أكثر للمقاومة في غزة لكن واشنطن لم تتجاوب مع الطلب، لاعتبارات قد لا تبدو مماثلة في الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وذكر موقع وزارة جيش الاحتلال، بأن الموقف الذي جرى برفض واشنطن للامداد لن يتكرر في أوقات لاحقة طالما أن "ترامب" موجود إضافة إلى توطيد العلاقات مع عمدة نيويورك سابقًا رودولف جولياني، وهو شخصية مقربة جدًا من الرئيس الأمريكي الجديد، وأبرز الداعمين لحملته الانتخابية وهو المعروف بولائه لـ"اسرائيل".

الشهر الماضي، زار رودولف جولياني "اسرائيل"، طالبًا عقد اجتماع مع الإدارة العليا لـ "أنظمة رافائيل المتقدمة" بجيش الاحتلال، وهي وحدة معنية بتطوير الأسلحة والتقنيات العسكرية، وقسم سابق بوزارة جيش الاحتلال؛ يهدف من خلاله توجيه شكر شخصي إلى أعضاء "سلطة رافائيل" لعملهم على تطوير نظام القبة الحديدية الذي ساهم بشكلٍ كبير في حماية أمن "إسرائيل"، وعليه قام أعضاء "سلطة رافائيل" بتقديم درعٍ تكريميٍّ له جعله يشعر بعرفانه الشديد وامتنانه لعلاقته مع "إسرائيل" واهتمامه بأمنها.

وبحسب تقارير للولايات المتحدة، فانه من المتوقع أن يتم تعيين جولياني نائبًا عامًا وليس وزيرًا أمنيًا، وتُشير هذه التوقعات إلى اختلاف نظام وإجراءات الإدارة الجديدة مقارنةً مع إدارة أوباما، وما يُثبت ذلك أيضًا هو أنه من المتوقّع أن يشغل دايفيد فريدمان منصب سفير الولايات المتحدة في "إسرائيل"، وهو رئيس جمعيات "الأصدقاء الأمريكان لبيت إيل".

في تموز الماضي، وُقّعت اتفاقية مساعدة أمنية بين أمريكا و"إسرائيل"، تضمنت العديد من البنود العسكرية حول الدعم والتسليح، لكن سلطات الاحتلال تضع احتمالات قويّة بأن تستجيب الإدارة الأمريكية الجديدة للمزيد من طلبات "إسرائيل" بتوفير بعض التقنيات الأمنية المتطورة للجيش، والتي رفضت إدارة أوباما توفيرها سابقًا.

ويتوقع أن تشمل التغييرات المضافة على الاتفاقية تغييرًا في مقدار المساعدة المالية التي تنص عليها الاتفاقية، والتخفيف من القيود التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة على إجراءات وطرق إنفاق المساعدة المالية الأمريكية في شراء أسلحة جيش الاحتلال.

كما ترى أن الدعم الذي ستقدمه إدارة الولايات المتحدة الجديدة سيكون له مصداقية أكبر من الإدارة السابقة، بينما سيكون من أهم المواقف التي تعوّل عليها "إسرائيل" بعدم تكرارها هو رفض الإدارة الأمريكية السابقة إمداد جيش الاحتلال بجسرٍ جوي خلال حرب غزة الأخيرة عام 2014.

الجدير ذكره، أن إدارة أوباما لم تتخلى عن الأمن الإسرائيلي، فقد كانت سخية في توفير الدعم والتمويل لمشروع القبة الحديدية واتّسمت العلاقات بين الدولتين بـ"الحكمة" حسبما وصفته سلطات الاحتلال، لكن التغييرات المتوقع حصولها في فترة ولاية ترامب ستؤثر بشكلٍ أكبر على توطيد العلاقات العسكرية كما تأمل "اسرائيل".

المصدر| موقع وزارة جيش الاحتلال