شبكة قدس الإخبارية

مقاومة الفدائيين ومقاومة "المقاولين"

حذيفة جاموس

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: بداية تؤلم تلك التعليقات التي تسمعها في أعقاب أية عملية فدائية فلسطينية، التعلقيات الفلسطينية أقصد، أحاول أن ألتمس مبررا لهذه التعليقات ولكن الإجابة واحدة وحيدة، هي أن أصحاب هذه التعليقات هم مغَيبون وطنيا ونفسيا أو يتعمدون تغييب أنفسهم، ذلك لعديد الأسباب.

إن القارئ لتاريخ الحركات التحريريه التي مرت في التاريخ المعاصر، يجد أن القوة كانت أساسا لأي تحرك أو حراك، فيتنام، الجزائر، كوبا، لبنان وسوريا، ليبا، كلها أمثلة على قصص نجاح على مستوي الحركة التحررية اعتمدت بشكل رئيس على القوة العسكرية التي تواجع المحتل أو المستعمر، مع جهود سياسية كانت تحكم وتوجه بفعل القوة المساندة على الأرض، وبعمق شعبي يضم ويدعم القوة الثورية وهذة كانت من الأسباب الرئيسة لنجاح هذة الحركات التحررية.

ويلاحظ في القضية الفلسطينية ميل شريحة كبيرة إلى نبذ العنف أـو العمل العسكري لدرجة الرفض التام بل وتجريمه، رغم الأحقية الفلسطينية بالأرض ووجود قضايا لا زلت حيه وتؤثر على الحياة الفلسطينية مثل قضية اللاجئين، فهي قضيه محركة ولم تمت، وقضيه القدس والوجود الفلسطيني العربي فيها، والاستفزازات المستمرة والمتزايدة للفلسطيني والتهويد المتسارع والمستعر في القدس، تحس للحظة ما ان الاحتلال يحاول ان يبقي الوضع مشتعلا.

فيما يحاول المستفدون من بقاء الاحتلال من طبقة سياسية أو طبقة اقتصادية يرمون باللوم على من يقاوم أو من يتفجر غضبا ضد المحتل.

للأسف أصبح الساسة الفلسطينيون مستفيد أساسي من بقاء الاحتلال وهم بإبعاد تنظيماتهم عن العمل المقاوم أو أشكال المقاومة والاتجاه للمقاومة الورقية يحاولون الوصول لأكبر كم من الفائدة على مستوى المجد والشهرة، ومستويات أخرى، وأيضا بمحاولة نشر ثقافة اللاعنف بين كوادر وعناصر تنظيماتهم، لتصبح القوى السياسية على مستوى الضفة الغريبة هي قوى لا عنفية أو تنظيمات سلمية، وهنا أتكلم عن كافة التنظيمات تحت سقف منظمة التحرير.

إن القضية الفلسطينية رغم عدالتها وأحقية الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه، ورغم المحاولات الجاهدة لإشعال فتيل ثورة تهز كيان الاحتلال، إلا أنها مواجهة ومحاربة من قبل من يدَّعون أنهم وجدوا وأوجودا تنظيمات سياسية وعسكرية لإنصاف القضية.

لا حرية ستوهب مقابل التزامنا الأدب، لن نعطي حيفا ويافا كطبعة على الجبهة مقابل التزامنا باللاعنف، فالحرية تكون بالمقاومة الفاعلة، ولأكون أكثر تحديدا، المقاومة العسكرية وما يتبعها من إعداد للكوادر والتثقيف المقاوم، والتعبئة الوطنية، والعمل على تهيئة عمق داخلي قوي ومتماسك من شانه حماية ظهر المقاومة.