القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: اقتحمت طواقم تابعة لما يسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية"، تحرسها قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال الخاصة، اليوم الثلاثاء، مقبرة باب الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
وأغلق جنود الاحتلال المقبرة من مدخلها الرئيسي، في حين شرعت عناصر تابعة لسلطة آثار الاحتلال بنبش قبور، وتحطيم شواهد قبور أخرى في المقبرة.
وتعتبر مقبرة الرحمة، أرض وقف إسلامي خالص للمسلمين وحدهم منذ 1400 عام، وليس لليهود أي حق فيها، وهذا الاعتداء بأنه يشكل انتهاكًا صارخًا لحرمة المقبرة، واستخفافًا بعقول البشر، وطمسًا للحقيقة والواقع، وتزييفًا للتاريخ.
من جهته، استنكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، اعتداءات "سلطة الآثار" على مقبرة باب الرحمة، معتبرًا ما جرى اليوم بمثابة انتهاكًا لحرمة القبور والأموات.
وأضاف، "نرفض رفضًا قاطعًا كل ما يجري من اعتداء وتغيير في المقبرة، ونعتبر ذلك إجراءً ظالمًا يجب التدخل السريع لوقفه"، مضيفًا أننا في دائرة الأوقاف الإسلامية نتابع هذه الانتهاكات بصورة مستمرة.
وكان موظفو "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية أقدموا مؤخرًا على تحطيم قبرين في التلة القريبة من مدخل مقبرة باب الرحمة شرق المسجد الأقصى، واعتقلت القوات مسؤول وحدة الحراس لاعتراضه على الاعتداء على المقبرة، وتم إخلاء سبيله بعد نصف ساعة من اعتقاله.
وكان الاحتلال اقتطع جزءا مهما من المقبرة بملاصقة سور المسجد الأقصى لصالح إنشاء حدائق تلمودية، ومنع منذ سنوات سكان القدس من دفن موتاهم في المقبرة التي تعتبر من أقدم المعالم الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، وتضم بين جنباتها رفات عدد من صحابة رسول الله، ومنهم عبادة بن الصامت، فضلاً عن آلاف الموتى من أبناء العائلات المقدسية.
يذكر أن اعتداءات الاحتلال وسلطة آثاره تكررت في الآونة الأخيرة، وقد استنكرتها المؤسسات والهيئات والشخصيات الاعتبارية المقدسية وطالبت بوقفها.