شبكة قدس الإخبارية

٢٨ تشرين أول .. حينما تزدحم الذاكرة الفلسطينية بالوجع

هيئة التحرير

فلسطين – قدس الإخبارية: لا يمر ٢٨ من تشرين أول، دون العودة ٥٠ عاما للوراء، وتذكر دماء شهداء مجزرة الدوايمة، واحتلال الجليل الأعلى بعد فشل جيوش الانقاذ العربية في التصدي للعصابات الصهيونية.

ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٤٨، هاجمت العصابات الصهيونية قرية الدوايمة غرب مدينة الخليل، لتنفذ مذبحة طالت ١٧٠ شهيدا.

مجزرة الدوايمة

فخلال أداء أهالي القرية صلاة الجمعة، حتى بدأت العصابات الصهيونية بالتسلل من قرية القبيبة حيث احتشدت قبل يوم، لتسلك وادي الغفر وصولا  إلى رسم أم عروس المكتظ بأشجار الزيتون الرومي الذي يحجب ما وراءه عن أنظار أهل القرية.

وما أن اقتربت العصابات الصهونية من منطقة جورة سلمى، حتى بدأ الثوار بالتصدي بفتح نيرانهم على المصفحات والدبابات المصفحة التي واصلت سيرها وتفرعت اتجاه ناحية بئر السبل شمال القرية ليدخل القرية من عقبه بئر السبل متجها إلى المركز، وقوة ثانية اتجهت نحو قناة عدوان ليصل إلى مركز القرية الجنوبي وتوزع جنوبا وشرقا وشمالا، فيما اتجه القسم الثالث إلى ناحية وادي السمسم ثم التف ليصل إلى طرف القرية الجنوبي رأس وادي حزانة الشرقي.

وما أن التفت العصابات الصهيونية إلى الطرف الجنوبي من القرية حتى بدأ بعض الثوار بالتصدي لهم حماية لعشرة عائلات تحصنت داخل مغارة "عراق الزاع"، وما هي دقائق حتى اكتشفت العصابات من في المغارة لتخرجهم منها وتفتحت نيرانهم تجاههم جميعا، ليرتقي بالمجزرة ٥٥ شهيدا.

فيما استشهد العشرات من أبناء القرية في الشوارع أثناء هروبهم وأكثرهم من الشيوخ والنساء والأطفال، كما أن بعض الشيوخ استشهدوا في مسجد القرية "الزاوية" وآخرون استشهدوا في بيوتهم لدى تمشيط القرية من قبل العصابات الصهيونية خلال الأسبوع الأول من احتلالها، لترتفع حصيلة الشهداء إلى ١٧٠ شهيدا.

ودمر الاحتلال معالم القرية بالكامل بشكل تدريجي، ليقيم على أنقاضها عام ١٩٥٥ مستوطنة "اماتزيا".

احتلال الجليل

في الجليل الأعلى والجليل الأوسط، تمركز جيش الإنقاذ لعربي بقيادة فوزي القاوقجي، ليواصل عمليات التصدي والمقاومة، وهو ما استفز العصابات الصهيونية التي بدأت بمحاصرة جيش الإنقاذ وتوجيه ضرباتها لفرض احتلالها.

وخططت العصابات الصهيونية لتطويق جيش الإنقاذ ضمن مثلث يقع بين سعسع شمالا وصفد شرقا ونهاريا على الساحل غربا، وذلك "بحركة كماشة" بدأت العملية احتلال الجليل ليلة 28-29 تشرين الأول عام 1948 من قبل أربع ألوية صهيونية وهي: لواء "شيفع" وقوامه كتيبة مدرعة وكتيبتا مدفعية وسرية مشاة، ولواء "عوديد"، ولواء "غولاني"، ولواء "كرملي"

ومع بدء تنفيذ العملية تقدم اللواء "شيفع" من صفد إلى ميرون ثم إلى صفصاف فاحتلهما ثم احتل جبل الجرمق أعلى قمة في فلسطين وأصبح على مشارف سعسع.

 وأما في الغرب حاول اللواء "عوديد" التقدم من نهاريا باتجاه ترشيحا فلم يتمكن بسبب المقاومة العنيفة التي لقيها من جيش الإنقاذ وفي ليل 29-30 تشرين الأول تقدم اللواء "شيفع" نحو سعسع فاحتلها دون مقاومة تقريبا واستمر بمواصلة التقدم شمالا وشرقا.

 وصباح يوم 30 تشرين الأول دخل اللواء "عوديد" بلدة ترشيحا بلا مقاومة وذلك بعدما أخلتها قوات جيش الإنقاذ ليلا بلا قتال بعد أن بلغها وصول القوات الإسرائيلية إلى سعسع.

وفي ليل 29-30 تشرين الأول تحركت قوة لواء "غولاني" الصهيونية على طريق الناصرة عيلبون المغار شمالا واحتلت عيلبون.

وصباح 30 تشرين الأول احتلت القوات الصهونية المغار، وكانت قوات جيش الإنقاذ قد انسحبت بأكملها من الجليل وبذلك استكمل احتلال الجليل التي أطلق عليهما الإسرائيليون اسم عملية "ميرام"، وهي أكبر عملية للقوات الصهيونية في الشمال شاركت فيها أربعة ألوية عسكرية