فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: اشتعلت العديد من المخيمات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية بعد تدخل الأجهزة الأمنية لفض احتجاجات نظمها عدد من نشطاء حركة فتح ضد إجراءات عقابية أقرتها الحركة بحق عدد من قادتها والتي وصلت لفصل عدد منهم، وإعفاء بعضهم من مهامه، واعتقال عدد من نشطاء الحركة.
ففي مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أصيب عدد من الشبان بالاختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها عناصر بالأجهزة الأمنية على المشاركين في المسيرة التي دعا لها نشطاء في المخيم، دعما للنائب عن حركة فتح جهاد طملية واحتجاجا على قرار فصله من الحركة.
وذكر مراسل "قدس الإخباري" أن عناصر من الأجهزة الامنية وصلت المخيم وحاولت فض المسيرة التي شارك فيها عشرات الشبان المؤيدين لطملية، وأطلقوا القنابل الغازية تجاههم ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.
وكان مرسوما رئاسيا صدر عن الرئيس محمود عباس قبل عدة أيام يقضي بفصل طملية من حركة فتح بعد توصية قدمتها لجنة مكافحة التجنح في الحركة.
وطملية هو من قادة الحركة البارزين في المخيم ومدينة رام الله، وأحد أبرز الشخصيات الاعتبارية في المخيم، وانتخب عام 2006 نائبا في المجلس التشريعي عن حركة فتح.
وأثار قرار فصله من الحركة غضبا واسعا في صفوف مؤيديه الذين نظموا العديد من المتظاهرات ضد القرار فضتها الأجهزة الأمنية بالقوة.
وفي مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والأجهزة الامنية تطورت لاشتباكات مسلحة أطلق خلالها الرصاص الحي، ما أدى لإصابة عدد من الشبان بشظايا الرصاص، في حين لم يبلغ عن إصابات في صفوف عناصر الأجهزة الأمنية.
وذكر مراسلنا أن عناصر من الأجهزة الأمنية اقتحموا المخيم لفض مظاهرة نظمها شبان من داخل المخيم احتجاجا على إقدام الأجهزة الأمنية على اعتقال عدد من الشبان داخل المخيم ونقلهم لسجن أريحا، مشيرا إلى وقوع اشتباكات مسلحة أدت لإصابة أحد الشبان بالرصاص.
وفي نابلس شمال الضفة أيضا، أصيب شاب واحد على الأقل بشظايا الرصاص خلال اشتباك مسلح بين قوة من الأجهزة الامنية وعناصر مسليحن داخل مخيم بلاطة شرق المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن قوة من الأجهزة الأمنية حاولت اقتحام المخيم مساء اليوم الثلاثاء لفض اعتصام نفذه عدد من الشبان قاموا خلاله بإشعال الإطارات وإغلاق عدد من الطرق داخل المخيم، ودارت اشتباكات مسلحة بينهم وبين عناصر مسلحين داخل المخيم، ما أدى لإصابة أحد الشبان بجراح نقل على إثرها للمستشفى.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوة من جهاز الأمن الوقائي بلدة عناتا وحاصرت إحدى المقاهي في البلدة واعتقلت الناطق باسم حركة فتح في القدس المحتلة رأفت عليان، والذي أعفي مؤخرا من مهامه كناطق باسم فتح.
وذكر يوسف عليان شقيق رأفت عليان في حديث خاص لـ"قدس الإخبارية" أن عناصر القوة اعتقلوا شقيقه بطريقة وحشية، رافقها إطلاق نار في الهواء من قبل عناصر الوقائي، الذين اعتدوا أيضا عليه، نافيا الأنباء التي تحدثت عن إصابة الوالدة ونقلها للمستشفى نتيجة اعتداء عناصر الجهاز على العائلة.
وبين عليان أن اعتقال شقيقه رأفت جاء بطلب من الرئيس محمود عباس، والذي أصدر قبل عدة أيام قرارا بفصله من حركة فتح وإعفائه من منصبه كناطق باسم الحركة في القدس المحتلة، بتهمة "التجنح".
وأشار عليان إلى أن شقيقه رأفت موجود الآن في مقر جهاز الوقائي العام في مدينة رام الله، وأجرى معه اتصالا هاتفيا طمأنه فيه على حالته.