شبكة قدس الإخبارية

درس صحافة.. هل يسمى القاتل "وزير دفاع"؟

رولا حسنين

"سيدي وزير الدفاع الإسرائيلي المحترم، أود منك أن تتمنن عليّ ببضع دقائق من وقتك الثمين، هل لكَ أن تهبني دقائق أتحدث وإياك فيها عن مجريات الأحداث الحالية، وما يقوم به الفلسطينيون من عمليات إرهابية تضرّ بالسلام الذي تمدّون كل يوم أيديكم له، آملين مننا نحن الفلسطينين أن نقبله، وكل مرة نخيّب آمالكم، كما سأتحدث معك حول الاستيطان الذي يهدد به الفلسطينييون بالتوقف عن المفاوضات اذا بقي يتمدد".

عذراً منك قارئي الكريم الذي تمننت عليّ بوقتك لتقرأ خزعبلات وهلوسات وكواليس مسبقة تحاكي تلك التي ستُنشر غداً على صحيفة تحمل اسم عاصمتك القدس، عذراً منك قارئي الكريم فالفقرة الأولى ستكتب غداً في صحيفة "القدس" تحت مظلة التطبيع، وإن لم يتشابه النص حرفاً سيكون المضمون واحداً.

سيدي القارئ، خُلق الحقُ أبكماً، لذلك سُمح لليبرمان بالتحدث على منبر صحيفة فلسطينية، وكُمم لسانك على صحفات الفيسبوك بأمر من ليبرمان، فأنتَ الحق وعداك الباطل، وإن كانت "صحيفة القدس" الفلسطينية أسمت أكثر رجال الاحتلال شراسة وعدوانية لنا بوزير الدفاع، فدعني أسميك أنتَ بملك الدفاع عن عقلك، لأني متيقنة تماماً أنكَ لن تسمح لأحد "باستحمار عقلك وقيادته لقراءة ما لا يتناسب أبداً مع المنطق".

غداً وتحت عرش التطبيع، ستنشر "صحيفة القدس" حوارًا مع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، ووفق ما أعلنت عنه الصحيفة سيدور الحوار عن الاستيطان وعملية "السلام" الواهية.

أكثر ما أثار ضجرنا نحن الفلسطينين هو الإعلان الذي سبق نشر الحوار، إعلان يتوسط واجهة الصحيفة، ولكن دعني أسألك قارئي الكريم، هل تحتاج الى أن يتحدث ليبرمان اليك عبر صحيفة تحمل اسم عاصمتك؟ هل نحتاج أقوالًا من ليبرمان، وأفعاله الإجرامية تسبق أقواله التي ستخرج تحت مزاعم عملية "السلام" الواهية؟ هل تحتاج قارئي الكريم أن أذكرك بـ ليبرمان، وماضيه؟

إن ليبرمان أيها الصحفي الذي أجريت معه المقابلة "الصحفية"، رجل عسكري سيتحدث بصيغة السياسة، فهل نأخذ السلام من رجل الإعدام والإجرام، هل علمتك الصحافة أيها الصحفي أن تتحدث مع رجل عسكري بشؤون سياسية، هل علّمتكم الصحافة أن تكتبوا مسمى ليبرمان هو "وزير جيش الدفاع الإسرائيلي" وعميت أعينكم عن الواقع الذي خلّف منذ عام 259 شهيدًا، خلال انتفاضة القدس على يد جيش يترأسه ليبرمان؟

ألم تعلمنا الصحافة أن القاتل إن كان يحمل مسمى القتل وجب كتابة مسماه، وألا نقلب الحقائق، أوليس ليبرمان هو في الواقع وزير آلة الحرب الصهيونية ورئيس جيش احتلالي لا يملك أخلاقيات القتال؟ أوليست صفحات "صحيفة القدس" عنونت في الأيام الماضية أعداد وأسماء الشهداء الذين أعدمهم جيش الاحتلال منذ احتلاله لأرضنا؟ عن أي "وزير جيش دفاع" تتحدثون؟؟!

قارئي الكريم، أعلم أنه قد يتبادر إلى ذهنك أن على الصحفي أن يكون حيادياً، ولكن دعني أخبرك أن الصحفي هو إنسان يملك الضمير الذي يوخزه عند كتابة كل يوم خبر استشهاد واعتقال لعشرات، الصحفي إنسان يملك ضمير سيقف مع الحق، وإن لم يكن الصحفي الفلسطيني منحازاً لقضيته ومؤمناً أنها على حق، فلن يكون صحفياً يحمل رسالة سامية، يستطيع أن يكون لها سفيراً أممياً ودولياً وعالمياً.

الصحفي الكريم، أياً كنت، أن تنزل الناس منازلهم كل ما أتمناه منك، فلا تشوّه الحقائق والصحافة، الصحفي الكريم انظر في الميدان إلى الاستيطان الذي يلتهم أرضنا، والحواجز التي وُجدت لإذلالنا، وجيش الاحتلال الذي دُرّب على قتلنا وأسرنا، انظر الى القدس المحتلة فقط بعين الواقع، ستخبرك من هو ليبرمان، اسأل الطفل في وطني سيعطيك المسمى الحقيقي لليبرمان، وهو وزير جيش الاحتلال الصهيوني، سارق الأرض الفلسطينية، وقاتل الشباب الفلسطيني، ومعذب الأسير الفلسطيني، فيا صحيفة باسم العاصمة القدس، أنزلي القاتل منزلته.