رام الله- خاص قُدس الإخبارية: فضّت أجهزة الأمن الفلسطينية، اليوم السبت، وبتعليمات سياسية، اجتماعًا فتحاويًا يضم عددًا من كوادر الحركة ومنتسبيها، بمخيم الأمعري في رام الله.

وقالت مصادر أمنية، إن أسباب فض الاجتماع، هو وقوف جهات تحمل أجندات خارجية خلفه؛ تهدف لخلق أزمات وصراعات، إضافة إلى أن الاجتماع لم يحصل على الترخيص اللازم من جهات الاختصاص، مضيفةً أنها "لن تسمح بأي شكل من الأشكال بالتطاول والخروج على الشرعية وخرق سيادة القانون".

وتتهم الأجهزة الأمنية كوادر الاجتماع وحاضريه بتبعيتهم للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، كما وصفت الاجتماع بأنه "غير شرعي وغير قانوني"، مؤكدة أن قرار فضه كان قرارًا سياسيًا.

من جهته، قال طه البس عضو اللجنة التحضيرية للاجتماع، الذي فضته الأجهزة الأمنية برام الله، إن حوالي 800 من عناصر الأجهزة الأمنية تواجدوا في محيط مقر الاجتماع بمخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، كما عبرت إلى مقر النادي ولاحظت الشعارات الموجودة بداخله وجميعها وطنية ولا تمسّ بأي طرف.

وأضاف طه، أن الهدف من اقامة هذا الاجتماع هو التأكيد على بعث عدة رسائل يحملها المؤتمر ويعبر عنها موجهة لوسائل الاعلام، وقد أدّى هذه النقطة وأرسل رسائله بوقت وجيز جدًا قبل أن تفضّ الأجهزة الاجتماع، وبهذا يكون قد تمكّن من تحقيق أهدافه وارسال رسائله، بحسب قوله

وأوضح لـ قُدس الإخبارية، أن الرسائل التي تضمنّها الاجتماع تتمثل في الدعوة إلى استنهاض حركة فتح وتفعيل مؤسساتها وتقويتها للرجوع لاكمال برنامجها الوطني، إضافة إلى الحديث عن وحدة فتح وانهاء الانقسام الداخلي، والتمسك بالمبادرة العربية واعادة المفصولين والتوصل إلى حلول وطنية شاملة.

ونفى البس أن يكون الاجتماع مرهونًا بأجندات خارجية أو مخالفة، حتى أن الرسائل لم تخرج عن السياق الوطني وكذلك الشعارات واللافتات المرفوعة مضمونها وطني بحت، ولم تتطرق إلى إساءة أو ذم لأي طرف، وهي ليست مرفوعة بلون واحد أو شخص.

وأشار إلى أنه لا مبررات لدى الأجهزة الامنية الفلسطينية بفض الاجتماع، وأنها تسوق المزاعم لانهاء الاجتماعات الوطنية بدعوى عدم الحصول على ترخيص، مضيفًا "ليس من الضروري أن نطالب بتصريح لاجتماع كوادر فتحاوية، وليس كل اجتماع يحتاج إلى ترخيص".

يُشار إلى أن العشرات من الفتحاويين شاركوا بلقاءٍ تشاوري يحمل عنوان "عنوان فتح ضرورة فتحاوية ووطنية" من كافة المحافظات الشمالية والقطاعات الفتحاوية، قالوا إنه يهدف لمناقشة التوجه المقبل لعقد مؤتمر حركة فتح السابع، مؤكدين على ضرورة عقده من أجل استنهاض فتح بما يضمن تعزيز وحدتها وتجديد مؤسساتها، مطالبين بعقد ورشات عمل خاصة بكل الأوراق التي ستقدم في المؤتمر وعلى رأسها البرنامج السياسي وتعديلات النظام الداخلي وبرنامج البناء الوطني والاجتماعي.

وانتهى الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر يعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في منتجع "العين السخنة" في السويس بمصر، وحضره نحو 100 شخصية من أنصار وأعضاء القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، وسط تصاعد الخلافات مع الرئيس محمود عباس.