غزة - قدس الإخبارية: دشنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، برج مراقبة عسكري هو الاول من نوعه، أطلقت عليه اسم الشهيد المهندس ضياء التلاحمة، أقامته على حدود قطاع غزة الشرقية مع وفلسطين المحتلة.
وبحسب موقع "سرايا القدس" يعتبر البرج الذي يصل طوله إلى 16 متر، ويبعد عن السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة مسافة ثلاث مائة متر، ويمكن من على متنه مشاهدة جبال الخليل نقطة قوة لصالح المقاومة الفلسطينية، وفيه تحدي لعنجهية المحتل، ورفع لمعنويات الفلسطينيين، ودعماً لانتفاضة القدس التي أشعل فتيلها الشهيد المهندس ضياء التلاحمة وفجرها الشهيد المحامي مهند الحلبي.
وأشار الموقع إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي تعكف المقاومة على فرضها وتعزيزها، بهدف بث روح الطمأنينة في قلوب سكان المناطق الحدودية، وزرع روح المقاومة في الأجيال الفلسطينية القادمة، ولتأكيد انتصار المقاومة في معركة "البنيان المرصوص" وهزيمة جيش الاحتلال، رغم التفاف العدو سياسياً على هذا الانتصار، وتنكره للاتفاق الذي وقعه في القاهرة قبل نحو عامين، بسبب الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وتصب لصالحه في الوقت الراهن.
التلاحمة عنوان الانتفاضة
ونقل الموقع خلال مراسم افتتاح المرصد عن الشيخ "أبو خالد" احد قادة سرايا القدس قوله: "إن الهدف من إطلاق اسم الشهيد التلاحمة على أعلى برج مراقبة يتم إنشاؤه، لكونه أول شهيد أعلن عن بزوغ انتفاضة القدس، ومن أجل دعم صمود أهلنا في الضفة والقدس ولاسيما أهلنا في مدينة الخليل الذين يقودون اليوم الانتفاضة إلى جانب إخوانهم في القدس وباقي مدن الضفة الغربية، لأنه من على قمة البرج يمكن مشاهدة جبال الخليل في ساعات العصر حين يكون الجو صافياً"، مؤكداً أن سرايا القدس أرادت من إطلاق اسم التلاحمة التأكيد على وحدة الوطن ورسالة تحدي وصمود للعدو الصهيوني مفادها أننا هنا باقون ما بقيت جاثماً على أرضنا المحتلة.
المراصد تحدي للاحتلال
أما الهدف من إنشاء مرصد المراقبة فقال: "الهدف من إنشاء المرصد العسكري لمراقبة الاحتلال الإسرائيلي ومعرفة ومراقبة تحركات آلياته العسكرية وجنوده وما يجريه من تحديثات واستحداثات، ورصد نقاط الضعف والقوة لديه".
وتابع القائد العسكري حديثه قائلا: "هنالك هدف آخر من إنشاء مرصد المراقبة وهو تزويد وحدات سرايا القدس بالمعلومات من خلال معرفة كل تحركات الاحتلال داخل أرضينا المحتلة، ومواقع تمركزه، ونشاطه على الأرض".
ولفت إلى أن تحديد واختيار المكان المناسب للمراصد العسكرية يتم وفق دراسة عسكرية بحته تشرف عليها نخبة من قيادة سرايا القدس، مؤكداً أن إقامة مراصد المراقبة العسكرية تشكل رسالة تحدي للاحتلال الذي فشل في مواجهة المقاومة في معركة "البنيان المرصوص" ويسعى بين الفينة والأخرى الالتفاف على انتصار المقاومة عبر استغلال الظروف المحيطة لنيل من عزيمة شعبنا الفلسطيني ومقامتنا التي تقف له بالمرصاد.
رسائل هامة
أما عن الرسالة توجها سرايا القدس، فقال أبو خالد: "رسالتنا الأولى للأسرى أن مكوثهم في سجون الاحتلال لن يطول، وأن السرايا أخذت عهدا على نفسها بذل كل ما تستطيع لتبيض سجون الاحتلال، والرسالة الثانية لأهلنا في الضفة والقدس المحتلة هي رسالة حب فاء، وأننا على العهد، ولن نخذلهم ولن نتركهم طويلاً لوحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما رسالتنا للسلطة، فبكل أدب نقول لها إنك تسيري في الطريق الخاطئ، وخارج السرب الفلسطيني، وأنه آن الأوان لكي تعودي لحاضنتك شعبك الذي يتعرض لشتى الألوان الإذلال والقتل".
وتابع: "أما رسالتنا للأمة العربية، فنذكرهم أن فلسطين هي بوصلة الجهاد وهي مركز الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل، وأن ما تعانيه الأمة اليوم هو بسبب وجود هذه الغدة السرطانية المسماة (إسرائيل) والتي يحرص الغرب عبر مشاريع الفوضى والاقتتال على بقائها وتمددها لتقتل الأمة، أما رسالتنا الأخيرة للعدو الصهيوني فنقول له لا تسعد كثيراً بحالة الهدوء والأمن الذي تظن واهناً انك بغطرستك قد صنعته، فإننا كل يوم نقترب منك أكثر فأكثر، وأن القادم بإذن الله أعظم، و ستعلمون يا بني يهود أي منقلب تنقلبون"، داعياً كافة المجاهدين إلى رص الصفوف والاستعداد لما هو أشرس وأصعب، واصفاً المعركة القادمة مع العدو الصهيوني بـ "أم المعارك" التي أطلقها الأمين العام الدكتور رمضان الله عبد الله بعد انتصار مقاومتنا وشعبنا في معركة "البنيان المرصوص".
ويعد "مرصد الشهيد ضياء التلاحمة" واحداً من عشرات المراصد التي تنتشر على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ومن وجهة نظر تحليلية، يرى خبراء عسكريون ومحللين مختصون في الشأن الإسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية تسعى لتثبيت قواعد جديدة من خلال بسط سيطرتها الكاملة على المناطق التي كان يعتبرها الاحتلال محرم الوصول إليها، مؤكدين أن المقاومة تريد إيصال عدة رسائل للكيان، أهمها، أنها استعادت قوتها، وأنها مستعدة لأي جولة تصعيد قادمة، وأن الهدوء الذي ينعم به المستوطنين بلا مقابل لن يدوم طويلاً، ورسائل لأبناء شعبها وأمتها أن المقاومة بخير وهي تعد العدة لأي مواجهة قادمة للذود عن شعبها، والدفاع عن كرامة أمتها.