شبكة قدس الإخبارية

من أزال صرح الشهداء من داخل جامعة أبو ديس؟

هيئة التحرير

القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: بعد أسبوعين على إقامة صرح لشهداء جامعة القدس، في حرم الجامعة في بلدة أبوديس شرق القدس المحتلة، تزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مفجر انتفاضة القدس مهند الحلبي، ابتلعته الأرض وكأنه لم يكن، ولم ينصب في المكان.

فصباح اليوم الثلاثاء، تفاجئ طلبة جامعة القدس أن صرح شهداء الجامعة الذي أقيم بجانب كلية الهندسة في الثالث من تشرين أول، لم يعد موجودا، ولا أثر له في المكان.

وحمل الصرح أسماء شهداء الجامعة الذين ارتقوا مؤخرا، على رأسهم الشهيدة هند شراتحة التي ارتقت في ١٢ كانون أول ٢٠٠٣ خلال مواجهات شهدها محيط الجامعة، والشهيد ضياء التلاحمة الذي ارتقى في ٢٢ أيلول من العام الماضي، بعد انفجار قنبلة كان يزرعها لقوات الاحتلال.

ثم تبعه صديقه الشهيد مهند الحلبي الذي ارتقى في الثالث من تشرين أول بعد تنفيذه عملية طعن في القدس المحتلة، فالشهيد حسن البو الذي ارتقي في ١٣ تشرين ثاني 2015 خلال مواجهات في مدينة الخليل.

وحسب مصدر من الأطر الطلابية، تتحفظ شبكة قدس الإخبارية على اسمه حفاظا على مسيرته الأكاديمية في ظل ما يتعرض له منسقو الأطر الطلابية من تهديدات مباشرة من عمادة شؤون الطلبة تتضمن الفصل من الجامعة، فعمادة شؤون الطلبة أبلغت جبهة العمل الطلابي التقدمية - الذراع الطلابي للجبهة الشعبية – بضرورة إزالة الصرح وإلا ستشرع بفرض عقوبات على المسؤولين عن إقامته تتضمن فرض غرامات مالية والفصل من الجامعة.

وذكر المصدر لـ قدس الإخبارية، أن الأطر الطلابية نسقت لإقامة مهرجان تأبين لأبناء الجامعة الشهيدين ضياء التلاحمة ومهند الحلبي، إلا أن عمادة شؤون الطلبة وإدارة شؤون الطلبة رفضت، وتم الاتفاق بين الأطر لإقامة وقفة تأبين يتخللها إقامة صرح لشهداء الجامعة، إلا أن الأطر الطلابية تفاجأت فور وصولها الجامعة بقيام عمادة شؤون الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية بتنظيم دوري رياضي تحت اسم "دوري الشهداء"، وسحب "الدي جي" الذي كان سيستخدم خلال وقفة التأبين.

وأشار المصدر إلى أن أصدقاء الشهيد ضياء التلاحمة نظموا في ذكرى استشهاده وقفة تأبين بسيطة في قاعة مغلقة اقتصر الحضور فيها على العشرات، وذلك بعد التهديدات التي وجهت إلى الأطر الطلابية من إدارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة. وأضاف أن الطلبة تفاجؤوا اليوم بأن الصرح تم ازالته من المكان، وبعد التوجه لعمادة شؤون الطلبة، نفت من جانبها مسؤوليتها عما حدث، كما رفضت البحث عن الفاعل أو العودة لتسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في كافة ساحات الجامعة.

من جانبها، أصدرت جبهة العمل الطلابي التقدمية – الذراع الطلابي لحركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – بياناً وصفت به من قام بإزالة الصرح بمجموعة من المأجورين والمشبوهين.

وأكد البيان أن المساس بكرامة الشهداء هو خط أحمر، وهو مساس بكرامة طلاب الجامعة، مطالبة رئيس الجامعة عماد أبو كشك ورئيس عمادة شؤون الطلبة عبد الرؤوف السناوي بفتح لجنة تحقيق للبحث في ملابسات وظروف إزالة صرح الشهداء.

14794205_10210742489061381_1461531646_n

فيما أمهلت الجامعة ٢٤ ساعة للكشف عن الفاعلين، وختم البيان، "ستطول أيادي رفاقنا كل من لديه الجرأة على المساس بكرامة شهدائنا".

وأوضح المصدر لـ قدس الإخبارية، أن الأطر الطلابية ستصعد من ردها إذا لم تتجاوب إدارة الجامعة مع مطالبها وهو ما باتت تلتمسه مؤخرا، كما تلقت تهديدات صريحة بحل مجلس اتحاد الطلبة وخلق بديل وإلغاء وجود الأطر الطلابية وهو ما يثير قلق الطلبة مؤخرا.

وكشف المصدر عن وجود مواد مصورة تثبت قيام إحدى الشخصيات المسؤولة في الجامعة بتمزيق صور الشهيد ضياء تلاحمة التي كانت قد ألصقت في الذكرى السنوية لاستشهاده، مبينة أنها ستكشف عنها في الوقت المناسب. kotla-quds بدورها أصدرت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس بياناً استنكر بشدة إزالة صرح الشهداء من الجامعة، واصفةً من قام بإزالته بأنهم" أشخاص مأجورون يهدفون لإشعال الفتنة". وأضافت الكتلة " إزالة الصرح هو عمل مشبوه، ولا وطني، ولا أخلاقي، ومن وصل به الحقد للتعرض لصرح الشهداء هو انسان لا يمت للوطنية والمقاومة ونضال الشعب بصلة".

يذكر أن الأطر الطلابية في الذكرى الأربعين على استشهاد ضياء تلاحمة نظمت مهرجانا تأبينيا كبيرا حضره المئات، لينفذ الشهيد مهند الحلبي بعده بأيام قليلة عمليته الفدائية في مدينة القدس.

في ذات السياق، بين المصدر أن الأطر الطلابية كانت قد طالبت إدارة الجامعة بإصدار موقف واضح ضد مشاركة موظفين وأساتذة في الجامعة بفعاليات تطبيع مع الاحتلال، مضيفا أنه تم امهال الجامعة ١٠ أيام لفتح ملف تحقيق ومحاسبة أحد الأساتذة إلا أنه تم تجاهل المطلب ولم ترد عليه حتى الآن.

وأشار إلى أن عدد من الطلبة نظموا وقفة احتجاجية أمام مكتب أحد الأساتذة الذي شارك في فعالية تطبيعية في مدينة القدس المحتلة، مبينا أن نقابة موظفو الجامعة كانت قد أصدرت بيانا ضده إلا أنها تراجعت عنه وسحبته.