شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تكشف معلومات سرية منعت نشرها 61 عاما

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قُدس الإخبارية: تحدثت العديد من المصادر الصحفية الإسرائيلية اليوم الخميس عن العديد من القضايا التي شكلت الأحداث خلال حرب أكتوبر عام 1967 والتي تزامنت حينها مع ما يسمى "عيد الغفران" اليهودي، وكشفت تلك المصادر عن العديد من المعلومات السرية التي تبين من خلالها بأن العرب كانوا مخترقين في جميع محاولاتهم واجتماعات التي كان من الفترض أنها تحضر لرد عربي على أي هجوم إسرائيلي على أراضيهم.

ففي مقابلة مع اللواء الإسرائيلي المتقاعد في المخابرات العسكرية الإسرائيلية "شلومو غازيت" والذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، كشف لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن بعض المعلومات السرية التي كان يحصل عليها جهاز الموساد بشكل مباشر أثناء اجتماعات العرب السرية ومن داخل أروقة تلك الاجتماعات.

وأشار "غازيت" إلى أن جهاز "الموساد" الاسرائيلي كان حاضرا في الاجتماع الخاص التحضيري للهجوم على الأراضي التي احتلتها قوات الاحتلال الإسرئيلي عام 1967.

وقال "غازيت": "إنه في الثالث عشر من شهر أيلول (سبتمبر) من العام 1965، عُقد في الرباط بالمغرب، مؤتمر القمة العربية، الذي كان تحت رعاية العاهل المغربي، الحسن الثاني، حيث توافد الزعماء العرب إلى المكان، ولكن أحدا منهم لم يكن يعلم أن "الموساد" الإسرائيلي، أقام له فرعا في المغرب، بموافقة العاهل المغربي، وأنه كان يتجسس من هناك على الدول الأعداء، وفي مقدمتها مصر، التي كان يقودها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وكشفت الصحيفة هذه التفاصيل وتفاصيل أخرى عن العلاقة التي كانت تربط المغرب بدولة الاحتلال الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص "الموساد" الإسرائيلي بعد رفع المنع من النشر الذي كان مفروضا عليها من 61 عاما، مشيرة إلى أن هذه العلاقات بدأت في أوائل الستينيات من القرن الماضي، على خلفية طلب المغرب من دولة الاحتلال تقديم المساعدة للمغاربة لتصفية المعارض المغربي المشهور، المهدي بن برقة.

كما وكشفت الصحيفة إلى أنه وقبيل انعقاد القمة العربية في الرباط، أمر العاهل المغربي الحسن الثاني بتخصيص جناح كامل من الفندق الذي عقدت فيه القمة العربية لرجال الموساد الإسرائيلي، لكي يتمكنوا من توثيق وقائع المؤتمر، الذي كان مغلقا في قسمه المهم، ولكن في اللحظة الأخيرة، أصدر الملك تعليماته بإلغاء الخطة، خشية اكتشاف أمر وجود رئيس الموساد، "مئير عميت" ورجاله في الفندق.

هذا القرار من العاهل المغربي، بحسب الصحيفة لم يقلل قدرة الموساد على معرفة ما يدور بداخل القاعة المغلقة، فبعد انتهاء المؤتمر، حصل "الموساد" الإسرائيلي على جميع المعلومات والوثائق والمستندات والخطابات التي أُلقيت في المؤتمر، ولفتت إلى أن "إسرائيل" حصلت حينها على معلومات متعلقة بالقضية الأكثر خطورة، والتي كشف النقاب عنها، كانت والمتعلقة باستعدادات الجيوش العربية لمحاربة "إسرائيل".

وكشفت تلك الوثائق أن جميع قادة الجيوش العربية أكدوا خلال إلقائهم لكلماتهم في المؤتمر على أن الجيوش العربية ما زالت بعيدة عن أن تكون جاهزة ومستعدة لخوض الحرب ضد دولة الاحتلال.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات كانت بالنسبة لـ"إسرائيل" أكبر كنز إستراتيجي، حيث قام "الموساد"، بتزويد المستوى السياسي بالمعلومات القيمة عن عدم استعداد الجيوش العربية للمواجهة العسكرية.

وفي تفاصيل ما كان يجري داخل القاعة المغلقة، أشارت الصحيفة إلى أنه وخلال القمة نشب جدال، ممزوجا برفع الأصوات بين الزعيم المصري الراحل، جمال عبد الناصر، والعاهل الأردني في تلك الفترة، الملك حسين، وأضاف أن هذا الإنجاز، هو من أهم الإنجازات التاريخية التي حصلت عليها المخابرات الإسرائيليّة منذ إقامة الدولة العبرية وحتى اليوم.

وأشارت الصحيفة على لسان "غازيت" إلى أن تحليل التسجيلات أكد للمسؤولين الإسرائيليين على أن الأحاديث العربية عن مشروع الوحدة، ما هي إلا ثرثرة، لا أكثر ولا أقل، وأنه لا يوجد بين الدول العربية موقفا موحدا ضد "إسرائيل"، ولكن التسجيلات كشفت عن أن الدول العربية تخطط لشن حرب ضد الدولة العبرية، يجب الاستعداد لها بشكل جدي.

وبينت الصحيفة بأنه وبناء على المعلومات التي حصلت عليها "إسرائيل" من التسجيلات والوثائق المسربة تبين بأن الجيوش العربية ليست مستعدة لخوض حرب ضد "إسرائيل"، وهذا الأمر أكد للقيادة العليا في الجيش ما كانت تشعر به دائما، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سينتصر في المعركة ضد مصر، وكشف "غازيت" عن أن قيادة الاستخبارت العسكرية حصلت على معلومة مهمة مفادها بأن سلاح المدرعات المصري في حالة مزرية للغاية، وليس مستعدا للقتال.