رام الله - قدس الإخبارية: تصادف اليوم الذكرى الـ16 لقتل جنديين بجيش الاحتلال الإسرائيلي في مركز شرطة رام الله عقب دخولهما عن طريق الخطأ للمدينة عام 2000 مطلع انتفاضة الأقصى.
وكان شهود عيان قد تحدثوا عن الحادثة بالإشارة إلى أن عشرات الشبان الغاضبين اقتحموا مقر الشرطة ووصلوا للمكان الذي أوقفت فيه الأجهزة الامنية الجنديين داخل المقر وأخذوا يضربونهم بأيديهم وأرجلهم ومن ثم ألقوا بهم من شباك المقر بعد التأكد من مقتلهما.
وفي رواية الاحتلال للحادثة، كانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قد بثت تحقيقا صحفيا متلفزا حمل عنوان "عدنا بالإجابة" حول الحادثة أشارت فيه إلى أن الجنديين لم يكونا في طريقهما إلى الداخل المحتل، إنهما غادرا قاعدة عوفر العسكرية ودخلا مدينة رام الله عن طريق الخطأ، بل أنه تم استدعاؤهما لتوصيلهما للقاعدة القريبة من رام الله، لكنهما فضلا السفر إلى عوفر بسيارتهما الخاصة فضلوا الطريق ودخلوا رام الله بزيهم العسكري والتف حولهم عدد من الفلسطينيين، وبدأوا برشقهم بالحجارة قبل أن يقوم عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقالهما واحتجازهما في مركز شرطة المدينة.
وأظهر التحقيق عدة روايات وأحاديث منفصلة لذوي الجنديين القتيلين وكذلك لصحفيين وشخصيات إسرائيلية من بينها رئيس جهاز الشاباك السابق "آفي ديختر" و"رعنان غيسين" المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الأسبق "آرئيل شارون".
ويقول الصحفي "جدعون ليفي" في شهادته على الحادثة "إن الشبان الفلسطينيين الذين رشقوا سيارة الجنود بالحجارة هبوا لمناداة المئات من الشبان الغاضبين في أرجاء رام الله واتجهوا إلى مقر الشرطة الفلسطينية حيث كان يحتجز الجنود، ووصل مدير المركز إلى المكان وشق طريقه من بين الشبان ودخل إلى المركز وأدخل الجنديين لغرفته وقدم لأحدهما سيجارة وبدأ يتبادل الحديث معهم".
ويقول تحقيق القناة "إن مئات المتظاهرين اقتحموا مقر الشرطة الفلسطينية وتمكنوا من الوصول إلى الغرفة التي كان بها الجنود وبدأوا يضربونهم بالأيدي والأرجل"، ويقول ديختر في شهادته: "لقد ألقوا بالجنود من النافذة، وشارك بالعملية افراد من الشرطة الفلسطينية، الذين بدورهم اعتقلوا فيما بعد".
وأثار تحقيق رئيس المركز مع الجنديين، جدلا كبيرا حول فشل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في إنقاذ حياة الجنود، وحملت عائلات الجنود القتلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وخاصةً جهاز "الشاباك" مسؤولية مقتل أبنائهم. وقال أحدهم "لم تبذل أي جهود للقيام بعملية إنقاذ من خلال عملية عسكرية لاقتحام رام الله"، فيما يقول ابن أحد الجنود أنه علم من رفاق والده المجندين أن وحدة خاصة من لواء "جفعاتي" كانت على استعداد وجهوزية لاقتحام مدينة رام الله إلا أن الأوامر صدرت لهم بعدم اقتحام المدينة وإنقاذ الجنود". فيما تقول زوجة أحد الجنود "اتصلت على هاتفه الخليوي ورد شخص تحدث بالعبرية وقال لي أن صاحب الهاتف قد قتل".
ويقول أحد قادة جهاز الشاباك السابقين الذي كان احد المسؤولين عن العمل الأمني في منطقة رام الله في تلك الفترة: "كنا نحصل على المعلومات أولا بأول ونوصلها لقيادة الجيش التي لم تتحرك، والوقت الذي فصل بين وصول معلومة اعتقال الجنود ومعلومة مقتلهم تراوحت بين ساعتين إلى ساعتين ونصف، وكان بإمكان الجيش عمل شيء لإنقاذهم لكن دون جدوى".
مُعد التحقيق الصحفي نفى معلومات المسؤول في جهاز الشاباك حول الوقت الذي استمر فيه احتجاز الجنود ومقتلهم، ونقل عن مصدر مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله "إن الوقت بين اعتقال الجنود وقتلهم لم يتجاوز 37 دقيقة".
ويقول مُعد التحقيق: "انتهت العملية بمقتل الجنديين ومرت سنين طويلة على ذلك، وما زال الجيش والشاباك يتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن العملية وفشل إنقاذهما، فيما قال رئيس جهاز الشاباك الأسبق "آفي ديختر"، منذ اللحظة الأولى تم اعتقال كل من كان له دور في عملية مقتل الجنديين وخاصةً الشخص الذي ظهر عبر النافذة ويداه ملطختان بدماء الجنود".