شبكة قدس الإخبارية

يديعوت: أبو صبيح هزم "إسرائيل" مرتين قبل تنفيذه عمليته

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "يوسي يهوشع": "إن منفذ عملية القدس الجريئة الأخيرة مصباح أبو صبيح استطاع أن يغير الصورة الانطباعية التي ارتسمت لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية عن الفدائيين الفلسطينيين بأن عملياتهم التي ينفذونها تكون وليدة تراكم أفكار ومشاهدات ومتابعات لهم على الأرض وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والحقيقة الجديدة التي ارتسمت لديهم بأن هناك نوع آخر من الفدائيين الفلسطينيين كما أبو صبيح يستطيع في أية لحظة خداع الأجهزة الأمنية والتفكير بطريقة أكثر ذكاء وحنكة، وينفذ عمليته بكل جرأة وسهولة وهي العمليات التي تخشى تلك الأجهزة من تعميمها وانتشارها خلال الأيام المقبلة".

وأضاف الكاتب، أن "دعوة المفتش العام للشرطة روني ألشيخ للإسرائيلين من سكان القدس للعودة إلى حياتهم الطبيعية التي انتزعتها عملية أبو صبيح مبررة، لكنه يدرك تماما أنه أمام واقع جديد وخطير عليه أن يتعامل فيه مع حدث استثنائي خارج عن سياق العمليات الفردية التي تضرب الإسرائيليين منذ 12 شهرا".

وأوضح "حتى لو تبين في نهاية المطاف بأن أبو صبيح نفذ عمليته من تلقاء أفكاره وليس في إطار تنظيمي، وحتى لو كان الربط الذي عقده قائد لواء القدس اللواء شرطة يورام هليفي بين العملية أمس والعمليتين الاخيرتين اللتين وقعتا في القدس في الشهر الماضي دقيقا، فلا يزال الحدث القاسي في القدس أمس، والذي أطلق فيه مخرب النار في عدة مواقع بسلاح ناري، يعتبر قفزة نوعية للفدائيين الفلسطينيين".

وأشار "يهوشع" إلى أن الجسارة والحنكة التي أبداها أبو صبيح خلال تنفيذه إطلاق النار القاتل، تثير اهتمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خصوصا عندما تبين حجم الإسناد الذي ناله من سكان المدينة ممن خرجوا الى الشوارع، فالاحتفالات الجماهيرية خارج منزل أبو صبيح في القدس عززت التقدير بأن هذا الحدث من شأنه أن يشعل شيئا ما آخر في القدس وينقل المدينة من عمليات السكاكين إلى عمليات السلاح الناري".

وقال الكاتب: "المقلدون الذين ساروا في أعقاب السكين من شأنهم ان يسيروا في أعقاب بندقية الـ ام 16 ولا سيما عندما يكون الحدث وثق بالكاميرات ومنفذ العملية معروف بنشاطه الواسع في الشبكة والاعتقالات السابقة، في القدس، من المهم أن نتذكر، من الأسهل الحصول على السلاح التابع للجيش الاسرائيلي أكثر مما في نابلس".

وأكد الكاتب على أن توقيت العملية هو الشيء الخطير والذي خرج عن سيطرة أجهزة الأمن، فالإسرائيليون يعيشون أيام عيد الغفران، والذي في أثنائه سيصل عشرات آلاف المصلين الى حائط البراق، ثم بعده عيد العرش والذي سيصل فيه عدد مشابه من الزوار إلى القدس كل يوم، فأمام ذلك كله ندرك أننا على شفا نقطة غليان تستوجب "بطانية تبريد"، سواء عملياتية أم على المستوى السياسي.

وأضاف الكاتب "ثمة فشل استخباراتي واضح في مدينة القدس، وهذا الشيء سهل كثيرا مهمة أبو صبيح على الرغم من أن المدينة تغرق بآلاف الجنود والعناصر الأمنية، وهو الاختراق الخطير الذي من الممكن أن يتكرر إذا ما استمرت الاستراتيجية المتبعة على ما هي عليه".

وحمل الكاتب أجهزة مخابرات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن نجاح العملية ، فمنفذ العملية كان ينتمي لـ"المرابطين"، أولئك النشطاء الذين يصطدمون بقوات الشرطة الذين يحمون اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وعمليا كان على قائمة الاستهداف، غير أنه نجح عدة مرات في خداع الأجهزة الأمنية قبل نجاحه في تنفيذ عمليته القاتلة من خلال حصوله على سلاح يعود للجيش الاسرائيلي بمواصفاته الرسمية، أولا، وثانيا النجاح عندما يدور الحديث عن منفذ محتمل لعملية ذي ماض أمني غني اعتقل ثلاث مرات في عشرة ايام، وفضلا عن ذلك صفحته على "فيسبوك" مليئة بالتصريحات المضادة لإسرائيل".

"إسرائيل" كلها تقف أمام معجزة استثنائية إذا تمكنت من تحقيقها فإنها يتتمكن من إنهاء هذه الموجات القاتلة من العمليات الفلسطينية، وهي محاولة الدخول إلى عقل كل شاب فلسطيني الذين يقررون في ذات صباح تنفيذ عملية، وهي مهمة من المستحيل تحقيقها"، يقول الكاتب.