وفي مقال له بموقع "ويلا" الإخباري الإسرائيلي ذكر يسسخاروف أن مصاعب عباس بدأت مع مشاركته في جنازة الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز، وما ناله من انتقادات فلسطينية قاسية في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والشارع الفلسطيني، مع وجود مظاهرات شهدتها الضفة المحتلة طالبته بالتنحي عن منصبه.
وتابع "لئن كان الشعار الذي استخدمه المتظاهرون في مصر عام 2011 ضد حسني مبارك هو ارحل، فقد أعلنه الفلسطينيون هذه الأيام ضد عباس، بالتزامن مع زيادة حدة صراعه مع خصمه محمد دحلان، مما دفع بعض القيادات داخل حركة فتح لمطالبة عباس بالاستقالة حتى لا يلحق به ضرر إضافي، وحتى لا يشهد الشارع الفلسطيني نسخة من الربيع العربي ضد فتح والسلطة الفلسطينية".
ويرى يسسخاروف المعروف بصلته الوثيقة بأوساط السلطة الفلسطينية أن "الانطباع السائد في فتح بأن عباس أخطأ حين شارك في جنازة بيريز يضاف إليه أخطاء سابقة مثل الدخول في صراع صفري مع دحلان، حتى لو كان الثمن نشوب توتر بين فتح ومصر التي تطالب بإعادة دحلان لصفوف الحركة، وهو ما يرفضه أبو مازن".
وأشار إلى "خطأ ثالث لعباس تمثل بدعوته لإجراء الانتخابات المحلية بالضفة الغربية ثم إلغائها، مع العلم أن صراع عباس مع دحلان ليس قريبا من نهايته، رغم تدخل الرباعية العربية المكونة من السعودية، مصر، الأردن، والإمارات التي حاولت جسر الهوة بين الرجلين دون جدوى".
وأضاف يسسخاروف أن عباس "لم يكن بحاجة لمزيد من تسليط الأضواء عليه، حتى يتم إجراء فحوصات طبية له عقب شعوره بتغيرات جسدية سيئة، ورغم أن مستشاريه أعلنوا أنها فحوصات دورية، واتهموا الإعلام الإسرائيلي بإثارة الشائعات، لكن عباس البالغ 82 عاما أجرى عملية قسطرة في قلبه، فهو ما زال مدمنا على التدخيل بصورة شرهة، وعانى في السابق من مشاكل صحية، مما يثير العديد من التساؤلات حول وضعه الصحي".
وختم بالقول "وضع عباس السياسي أضعف من أي وقت مضى، فظروفه الصحية ليست كما كانت سابقا، ومع "إسرائيل" لا يوجد حلول في الأفق، ورجاله مشغولون في معركة وراثته".
المصدر | الجزيرة