شبكة قدس الإخبارية

"بني نعيم"... شعلة الجنوب وأيقونة الانتفاضة

ساري جرادات

الخليل - خاص قدس الإخبارية: برزت أسماء العديد من القرى والبلدات الفلسطينية وأصبح اسمها يتردد بشكل متكرر في وسائل الإعلام، وباتت بلدات مثل سعير وبني نعيم ودورا ويطا وغيرها، خلال الانتفاضة الحالية مقصدا للصحفيين لمتابعة توثيق ونشر وفضح جرائم الاحتلال بحق ساكنيها، وصناعة التقارير الإخبارية والقصص التي تروي حياة شهدائها الذين قدموا أرواحهم فداء للقدس ومقدساتها خلال الانتفاضة المستمرة.

بني نعيم، من بين ثناياها خرج أبناؤها منتفضين، لتتحول إلى واحدة من أيقونات انتفاضة القدس التي انطلقت في اكتوبر من العام الماضي للدفاع عن حرائر القدس ومقدساتها، ليستمد اسمها علو الشأن والعزة من مكانتها التاريخية والوطنية، لتكون الحصيلة الإجمالية للانتفاضة 40 قتيلًا و458 جريحا صهيونيا، منهم 42 أصيبوا بجروح خطيرة، حصيلة العمليات التي شهدتها الانتفاضة المستمرة.

تاريخ نضالي

تلك القرية الواقعة إلى الشرق من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، يعمل نسبة كبيرة من أهاليها في المهن التجارية والحرفية المختلفة، استطاعت أن تنجب ثوارا افتخرت بسكاكينهم وسياراتهم انتفاضة القدس وعدد كبير من المعتقلين والأسرى على طريق معركة التحرير والخلاص من الاحتلال، وقدمت ستة شهداء خلال الانتفاضة المستمرة، نفذوا عمليات طعن ودهس ضد احتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

6et1puf8xeis

قدمت بني نعيم خلال الانتفاضة الحالية الشهداء يوسف ومحمد وسارة وعيسى الطرايرة والمجد وفراس الخضور، كما اعلنت هيئة الأسرى قبل أيام عن إجراء عملية جراحية في احدى المستشفيات التابعة للكيان للطفل الجريح أسامة مراد زيدات (14 عاما)، الذي أصيب يوم الجمعة الماضي قرب مستوطنة "كريات اربع" من قبل قوات الاحتلال بحجة تنفيذ عملية طعن.

ويؤكد والد الشهيدة المحتجز جثمانها في ثلاجات الاحتلال منذ شهر رمضان الحاج عبد الله الخضور لمراسلنا: "بلدة بني نعيم لم تتوانى عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل حماية القدس، وهي مؤمنة بنهج المقاومة القادر على تغيير المعادلة ورسم خارطة طريق قادرة على اعادة الحق لاصحابه" وناشد الخضور كافة الجهات الرسمية للضغط على الاحتلال لتسليم جثامين شهداء البلدة المحتجزين ومن ضمنهم ابنته في ثلاجات الاحتلال.

أيقونة العمل الوطني

كما التقت "شبكة قدس" بالدكتور وليد الطرايرة والد الشهيد يوسف الذي نفذ عملية دهس ضد جنود الاحتلال على مدخل مستوطنة "كريات اربع" وقال: "بلدة بني نعيم لها تاريخ وباع طويل في العمل المقاوم ضد الاحتلال وأهدافه، وستبقى واحدة من أيقونات العمل الوطني حتى دحر الاحتلال عن أرضنا".

وأشار الطرايرة إلى "أن الانتفاضة الحالية ستستمر حتى انتهاء جرائم الاحتلال بحق المقدسات ورفع الظلم المتمثل بالحواجز والحصار والخنق والمداهمات للبيوت، وأن الله وعد شعبنا بالنصر المبين الذي سيتحقق طال الزمن او قصر، وسينال شعبنا الحرية بسواعد المقاومين وليس من وراء الطاولات المستديرة".

ويقول الشاب مؤيد زيدات في حديث خاص لـ"قدس الإخبارية": "الإغلاقات والمداهمات والتنكيل وسحب تصاريح أهالي البلدة لم يؤثر على عزيمة الشباب المنتفضين بوجه الاحتلال، كون بقاء الاحتلال واستمراره في الاعتداء على المقدسات هو ما يدفع الشباب لتقديم حياتهم ثمنا لوضع حد لجرائمه بحق ارضنا وشعبنا، وأثبتت سياسته الفاشية فشلها كما في باقي مناطق الضفة الغربية".

شعلة الجنوب

ويروي محمد مناصرة أحد الشباب الناشطين في البلدة لمراسلنا: "سياسات الاحتلال القمعية والتعسفية بحق الكل الفلسطيني، وبقاء وجود الاحتلال على الارض الفلسطينية وإرهاب المستوطنين هو من يدفع شبابنا لتنفيذ عمليات من شأنها ردع الاحتلال وسياساته، حيث أن الاقتحامات والاعتداءات للمسجد الأقصى انخفضت بعد بداية الانتفاضة المتواصلة".

شعلة الجنوب هو الاسم المعهود لبلدة بني نعيم التي قدمت من الشهداء والشهداء القادة والأسرى المحكومين بالمؤبد الكثير، لا زالت تتعرض لهجمة احتلالية مسعورة تتمثل بسحب تصاريح المئات من أهلها العاملين داخل الخط الأخضر، وتحكم من طوقها وإغلاقها للعديد من القرى والبلدات المجاورة وتعزلها عن محيطها الخارجي بسبب شراسة أبنائها في الذود والدفاع عن القضية الوطنية.