شبكة قدس الإخبارية

بعد عام من الانتفاضة.. عن ماذا يبحث الإسرائيليون؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: ختمت الانتفاضة الحالية التي انطلقت في مطلع أكتوبر الماضي عامها الأول بحصاد لا تزال أروقة أجهزة الاحتلال الأمنية تحلل مجرياته، خصوصا أنه أثمر عن عمليات نويعة أصابت الإسرائيليين في مقتل، أهمها العمليات التي ضربت الاحتلال في عقر داره من شارع "ديزنكوف" إلى عملية ابني العم مخامرة قرب مقر وزارة جيش الاحتلال في قلب تل أبيب وغيرها من العمليات الفدائية التي أسفرت بحسب الإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 40 إسرائيليا وإصابة العشرات بجراح مختلفة خلال 12 شهرا.

الكتاب والمحللون الإسرائيليون نشطوا في هذه الأيام في تحليل السمات العامة التي رافقت الانتفاضة بعملياتها التي ضربت عشرات الإسرائيليين وفدائييها الذين أذهلوا أجهزة الاحتلال الأمنية، وخرجوا بتوافق بأن الشبان الفلسطينيين الذين يعملون في الخفاء ويقررون تنفيذ عملياتها في صباح اليوم التالي، لا يملكون أدنى رغبة في وقف تلك العمليات على الأرض.

وفي الميدان، لا تزال قوات الاحتلال تبذل الجهود المضاعفة في سبيل وقف هذه العمليات التي حصدت حتى اليوم أكثر من 40 إسرائيليا كما أسلفنا، وهو رقم لا يستهان به أمام فاعلية عمليات جلها اتسم بطابع الطعن والدهس، وقليل منها عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة.

موجة متوقعة

الكاتب والمحلل بصحيفة "إسرائيل اليوم" نداف شرغاي قال: "إن المسجد الأقصى كان ومازال شرارة أي تصاعد في التوتر قد تشهده المناطق، فما أن تشتعل الأجواء داخل الأقصى حتى تتفجر موجة جديدة من العمليات الفلسطينية".

وأضاف الكاتب أنه "رغم الانخفاض في عدد العمليات فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توقعت اندلاع موجة جديدة، وهي لا تزال تتوقع أيضا اندلاع موجة أخرى من عمليات الدهس وإطلاق النار والطعن بالسكاكين".

ويعود الكاتب إلى ما تتذرع به الأوساط الأمنية الإسرائيلية دائما مع كل موجة عمليات متجددة، بأن جهود الأجهزة الامنية والقوات العسكرية في الميدان لمنع تصاعد هذه العمليات تفشل في غالبها، بسبب الزيادة في حجم التحريض عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وحتى في المساجد والشوارع.

أسباب تجدد العمليات

في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "غال بيرغر" أنه "رغم أن موجة العمليات الأخيرة اندلعت عندما كان الإسرائيليون يظنون أن ذروة العمليات قد انتهت، حيث تكفلت الأيام القليلة السابقة في تنبيه الإسرائيليين من غفلتهم، لاسيما وأنها تترافق مع اقتراب الأعياد اليهودية".

وأضاف "بيرغر" في مقالة له، أن "الفلسطينيين يعرفون السبب الحقيقي لتجديد موجة العمليات، وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي، فالمشكلة تكمن في الإسرائيليين لأنهم يكتفون بحصر أعداد القتلى اليهود فقط دون غيرهم من الفلسطينيين".

وأوضح الكاتب أنه "يمكن ربط هذه الصحوة المفاجئة من قبل الفدائيين الفلسطينيين بالذكرى السنوية لمذبحة صبرا وشاتيلا على سبيل المثال، أو مرور 23 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، أو مرور عام على الانتفاضة الحالية".

وختم الكاتب بالقول: "هناك أسباب أخرى لتجدد هذه العمليات أهمها مظاهر الاحتكاكات اليومية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والأزمة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وفي الوقت الذي ينشغل فيه الإسرائيليون بالبحث عن دوافع وحوافز هذه العمليات، يرى الفلسطينيون أن السبب أبسط من ذلك بأن هناك احتلالا على أراضيهم".

توقع المزيد

موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أرجع أسباب عودة العمليات إلى تراخي الإجراءات الأمنية المتبعة في القدس على وجه التحديد والتي قد تفسح المجال بحسب مزاعمه لتنفيذ المزيد من العمليات الفدائية في المدينة وحتى داخل المدن المحتلة عام 1948.

وقال مراسل الموقع "موشيه شتاينميتس" في تقرير له: "إنه وبعكس ما كان عليه الوضع في ذروة تصاعد العمليات الفدائية خلال الشهور الماضية، لم يتم فرض إجراءات أمنية غير معتادة في المدينة في أعقاب كل عملية، وهذا مؤشر خطير لإمكانية استغلال هذا الأمر من قبل الفلسطينيين لتنفيذ المزيد من العمليات".

وأوضح أنه في أعقاب العمليات التي نفذها الشبان الفلسطينيون في أكتوبر الماضي، اعتمدت قوات الشرطة خطة أمنية اشتملت على مضاعفة عدد الحواجز المنتشرة داخل المدينة، ونصب العديد من الكاميرات في الشوارع وعلى المفارق، ونشرت العديد من جنود القناصة، ولكن بعد أن تراجع عدد العمليات خلال الشهرين الماضيين تم إزالة هذه الإجراءات الأمنية".

"إسرائيل" مصدر التحريض

من جهته قال الخبير في الشؤون العربية "جاكي خوجي" في مقال نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "إن الجنود الإسرائيليون والصحافة الإسرائيلية هي التي تزود وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية بالمواد التحريضية التي تشجع على تنفيذ العمليات ضد الإسرائيليين"، بحسب مزاعمه.

وأوضح، "عندما تقوم تلك المواقع بنشر صور الشهداء وهم ممتلؤون بالدماء وملقون على الأرض بعد إطلاق النار عليهم من قبل الجنود، والتي تحصل عليها من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هذه الصور تخلق وازعا للانتقام لدى الشباب الفلسطيني الثائر، في الخليل وجنين ونابلس وحتى القدس وحيفا ويافا، وهي قضية جلية يجب التوقع عندها".

وأضاف، "أمام كل هذه العناصر التي تستدعي تجدد العمليات، فإنه من المتوقع أن تتحول السكاكين إلى بنادق رشاشة وعبوات ناسفة، وإذا ما أضيف إلى تلك العناصر عنصر آخر وهو مباركة قادة الفصائل الفلسطينية وأذرعها العسكرية لهذه العمليات فإن النتائج لن تكون جيدة على الإسرائيليين وسيسقط المزيد من القتلى في الشوارع وفي المقاهي وحتى في الأماكن الأكثر حماية".

بعد 12 شهرا من العمليات الفدائية التي أغرقت الإسرائيليين في دمائهم وأوقعتهم بين قتيل وجريح، لا تزال قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية تبحث عن السر المفقود والذي لطالما رغبت في الوصول لطرف خيط له، وهو السؤال الذي عجز أكبر قادة الاحتلال عن الإجابة عنه، "كيف يمكن إيقاف الانتفاضة؟".