القاهرة- قُدس الإخبارية: بثت قناة مصرية تسجيلًا صوتيًا مسربًا لمكالمة هاتفية بين مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء وائل الصفتي والقيادي الفلسطيني السابق في حركة فتح النائب محمد دحلان، يهاجم فيه الرئيس محمود عباس وبعض التنظيمات الفلسطينية.
وكشف التسجيل الصوتي الذي بثته قناة "مكملين"، عن عدم رضا المخابرات المصرية عن جهود المصالحة بين حركة فتح وحركة حماس، وهجوم الصفتي على الرئيس محمود عباس وحماس والجبهتين.
وقال مسئول المخابرات المصري خلال التسجيل إن الرئيس عباس لا يملك شيئًا "وليس لديه بضاعة" ، مضيفًا -بلغة ساخرة- أن عباس لا يملك ذكاء في التصرف الذاتي، مشيرا إلى وجود تأثيرات عليه من الخارج، وإلى فشله في المبادرات السلمية، واصفًا إياه بأنه لم يعد قادرا على الإدراك والتفكير ولا التركيز، وأن همه بالكامل هو البقاء في السلطة.
وأضاف "الذين لم يتمكن عباس من احتوائهم باتت مواقفهم أقرب الى حماس"، مشيرًا الى أن "عباس مش عارف يلم"، في اشارة إلى فشله.
وهاجم الجبهتين الشعبية والديمقراطية قائلًا "طلعوا عين أمي بمفاوضات الحرب الأخيرة 2014" ذاكرًا بشكلٍ شخصي بسام الصالحي ومواقفه التي تقترب من حركة حماس وان الرئيس لا يستطيع السيطرة على مثل هؤلاء، كما انتقد القيادي عزام الأحمد في صورة بغزة قائلًا إن لقاءاته كانت مدفوعة.
ردود أفعال
وردًا على التسريب الصوتي الذي نشرته قناة "مكملين" قال رئيس اللجنة الإعلامية لحركة "فتح" منير الجاغوب إن "التسجيل الصوتي الذي تم الكشف عنه ما بين مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية ومحمد دحلان يعكس حجم المؤامرة المدبرة منذ وقت طويل ضد مكانة الرئيس عباس".
وأضاف ، أن ذلك يضعهم بلا شك في جبهة علنية ضد المشروع الوطني الفلسطيني ويضعنا كفلسطينين في كل مكان أمام تساؤلات كبيرة حول طبيعة الموقف الحقيقي والرسمي لمصر العريقة".
وحول موقف الجبهة، قال القيادي رباح مهنا معلقًا على التسريب "إنّنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأنا شخصياً تعرفت على اللواء وائل الصفتي عندما كان موظفاً في الجهاز الأمني المصري في قطاع غزة قبل العام 2007، وكذلك التقيت معه في كل المرات ضمن وفد الجبهة الشعبية الذي كان يلتقي المخابرات المصرية أو أثناء جلسات الحوار الوطني".
وأضاف "أستطيع أن أقول بثقة أنه معروف عن اللواء وائل الصفتي أدبه الجم، ويتصرف باحترام مع كل القوى بالذات مع الجبهة الشعبية، وكان دوماً يعبر هو وجهاز المخابرات العامة المصري عن احترامه للجبهة ومواقفها وشخوصها، رغم الخلاف السياسي في الموضوع الفلسطيني بيننا وبين الحكومة المصرية، مما يبدو غريبًا جدًا لأنه يتناقض كلياً مع ما سبق ذكره".
وكان المقطع الصوتي المنشور تضمّن ما بدا وكأنّه تحامل على الفصائل الفلسطينية، ومنها فصائل اليسار، في أكثر من ملف فلسطيني، كما انتقد سياسة الرئيس محمود عباس في التعامل مع هذه الفصائل، تجدر الإشارة إلى أن التسريب أظهر صوت الصفتي فقط.
وكانت صحف عربية شنت هجومًا لاذعًا على الرئيس محمود عباس وحملته مسؤولية ضياع الحقوق الفلسطينية، حيث شنت صحيفة "اليوم السابع" المصرية هجومًا غير مسبوق على عباس، متهمة إياه بـ"التناقض"، وأن له "ألف وجه"، حيث نشرت الصحيفة في بداية سبتمبر مقطع فيديو بعنوان: "محمود عباس.. من فمك أدينك" ضمن تقرير التهجم على الرئيس.
وقالت الصحيفة إن فلسطينيين شنوا هجومًا على عباس عقب كلمته التي تحدث فيها أمس عن رفضه أي إملاء على القيادة الفلسطينية، في إشارة إلى ضغوط "دول الرباعية العربية" (السعودية ومصر والأردن والإمارات) لإعادة دحلان وأنصاره المفصولين لحركة فتح.