ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: نشرت مجلة "جمعية القلب الأمريكية: علم القلب والأوعية الدموية"، الأسبوع الماضي، دراسة تشير إلى أن التدخين يترك "بصمات" ضارة على الجينوم، تستمر 30 عامًا أو أكثر.
وبينت الدراسة أن التدخين يلحق أضرارًا شديدة بالحمض النووي، حيث يعمل على تغيير الآلاف من الجينات مما يتسبب بأمراض متعددة متعلقة بالتدخين، بما في ذلك السرطان واضطرابات القلب والأوعية الدموية، هذا ما كشفته دراسة أمريكية حديثة.
وقال معد الدراسة روبي جوهانس: "وجدت دراستنا أدلة قاطعة على أن التدخين يسبب آثارا طويلة الأمد على الحمض النووي، وأن هذه الآثار تستمر لما يزيد عن 30 عاما."
وتتشكل هذه البصمات في عملية تدعى المَثْـيَـلَة، وهي عملية تتضمن تغييرات في الحمض النووي، ويمكن أن تتسبب بتعطيل الجين أو تغيير آلية عمله.
وأفاد جوهانوسن، أنه وزملاؤه فحصوا 16 ألف عينة دم، لأشخاص كانوا عينة لدراسة سابقة حول أمراض القلب والأوبئة الوراثية، لدراسة مدة بقاء البصمات التي يسببها التدخين على الجينات، ووجدت الدراسة أن معظم بصمات التدخين على الجينات قد اختفت عند الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين بشكلٍ كامل لمدة 5 سنوات على الأقل، إلا أن بعض البصمات بقيت حتى بعد مرور 30 عامًا.
وأردف ستيفاني لندن، أحد المشاركين في إعداد الدراسة من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، أن لهذه البصمات الدائمة على الجينات أن تهدد الإنسان بالإصابة بأمراض نامية مثل السرطان ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسكتة الدماغية، "هذه النتائج مهمة لأن المَثْـيَـلَة، وهي واحدة من آليات تنظيم التعبير الجيني، تؤثر على فعالية الجينات مما يسبب نشوء أمراض متعلقة بالتدخين".
وأضاف لندن، "من النتائج التي لا تقل أهمية هي اكتشافنا بأنه حتى عندما يتوقف الشخص عن التدخين، تبقى بصمات التدخين على حمضهم النووي."
على الرغم من إظهار النتائج بأن الإقلاع عن التدخين لن يزيل بالضرورة خطورة الإصابة بالأمراض، يقول جوهانسون أن غالبية البصمات تختفي بعد خمس سنوات على الأقل، وهذه نتائج مبشّرة لأنها تعني أن الجسد خلال هذه الفترة يحاول علاج نفسه من آثار تدخين التبغ الضارة.
يذكر الفريق القائم على الدراسة إن هذه النتائج تثير احتمالية تطوير الجسم لمؤشرات حيوية تقيِّم تاريخ التدخين للشخص، وتبعًا لذلك يتم تطوير علاجات وأساليب جديدة تستهدف مواقع حدوث عملية المَثْـيَـلَة حيث تتشكل البصمات بسبب التدخين.