ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: عشية السنوية الأولى للانتفاضة الجارية التي انطلقت مطلع أكتوبر المقبل، عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى نقطة البداية التي أفاقت عليها عشية العملية الفدائية التي نفذتها خلية تابعة لحركة حماس في منطقة نابلس قبل عام من اليوم وقتل فيها أحد كبار ضباط مخابرات الاحتلال وزوجته، تلك النقطة التي أوصلها إليها ثلة من الشبان الذين نفذوا خلال اليومين الماضيين عدة عمليات فدائية أصابوا خلالها عدد من جنود الاحتلال قبل أن يستشهدوا.
قوات الاحتلال من جهتها احتاطت عشية الأعياد اليهودية التي تبدأ مطلع الشهر المقبل ونشرت العديد من فرقها المعززة في مختلف مناطق الضفة الغربية خصوصا في منطقة الخليل والقدس المحتلتين تحسبا لمزيد من العمليات وأعلن حالة الاستنفار.
المحللون والمراقبون العسكريون والسياسيون الإسرائيليون أجمعوا على أن وقوع العديد من العمليات مؤخرا وبشكل متزامن في غضون 48 ساعة لم يأت مصادفة إنما انتظر الشبان الفلسطينيون مبادرة من أحدهم لتكون باقورة عمل قادم لا يعلم نهايته سوى هؤلاء الشبان، وهو ما يكره قادة الجيش حتى ذكره.
الخوف الكامن
من جهته، قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "يوآف زيتون": "إنه وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تملك أدلة على وجود رابط بين سلسلة العمليات التي وقعت مؤخرا، إلا أن التخوف الكامن لدى الجيش يتزايد من إمكانية عودة الهجمات التي ينفذها مسلحون بصورة فردية، وربما تكون بوتيرة أشد وأقسى، كما تكرر الأمر ذاته خلال احتفال اليهود والمسلمين بأعيادهم الدينية في السنوات الأخيرة".
وأشار إلى أن قيادة جيش الاحتلال عمدت إلى زيادة عدد قواتها في الضفة الغربية تزامنا مع زيادة التحذيرات والإنذارات بوقوع هجمات فلسطينية جديدة.
وأوضح زيتون أن قوات الأمن الإسرائيلية باتت تبدي درجة عالية من الحذر واليقظة، خاصة خلال تنفيذها جولات ميدانية، وعند الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية، وفي مناطق الاحتكاك مع الفلسطينيين؛ خشية وقوع عملية هنا أو هناك".
وأشار إلى أن قوات جيش الاحتلال فرضت إغلاقا أمنيا تاما على بلدة بني نعيم في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية والتي خرج منها منفذ عملية الدهس قرب غوش عتصيون مؤخرا، وسبق لعدد من المسلحين الفلسطينيين أن خرجوا منها في الأشهر السابقة، رغم تعرضها لعمليات محاصرة وإغلاق أمني متواصل.
وأكد "زيتون" على أن الهاجس الذي بات يقض مضاجع الجيش وأجهزته الاستخبارية هو تكرار السيناريو الحالي بتنفيذ سلسلة عمليات متزامنة في نفس الوقت، سواء في الضفة الغربية أو في الداخل المناطق المحتلة عام 1948، بحيث يصبح الأمر ظاهرة يصعب على الأجهزة الأمنية التنبؤ بها، أو تشكيل إنذارات ساخنة حولها.
العمليات لن تنتهي
وفي سياق متصل نقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن الجنرال في جيش الاحتياط "إيتان دنغوط"، تأكيده على أن انخفاض عدد العمليات في الضفة الغربية والقدس خلال الأسابيع الماضية لا يعني أنها انتهت، وقال: "الدليل على ذلك العمليات المتزامنة التي وقعت خلال الساعات القليلة الماضية، وبالتالي يمكننا القول إن العمليات التي ينفذها الفلسطينيون لن تنتهي أبدا".
وأضاف دنغوط، أن "ارتفاع وتيرة العمليات الفلسطينية خلال اليومين الماضيين كان سببها عدد الإصابات المرتفع في صفوف الفلسطينيين خلال المواجهات مع قوات الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، بالإضافة للقوة المفرطة المستخدمة من قبل الجنود خلال كل عكلية مداهمة لقرية أو مدينة في الضفة الغربية".
وأوضح أن "العمليات الحالية مبنية على أساس فدائي يجر فدائي، كما أن الحالة التي تعتري السلطة الفلسطينية وما تمارسه بحق شعبها ساهم في إشعال هذه العمليات من جديد تحت وازع الانتقام من ممارسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية".
وختم بالقول: "إن انخفاض وتيرة العمليات لا يعني انتهاءها، ولا يبشر بانتهاء موجة العمليات التي نعاني منها منذ أكثر من سنة".