القدس المحتلة - قدس الإخبارية: اقتحم مسؤولو آثار إسرائيليون برفقة مجموعة من ضباط شرطة الاحتلال المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، صباح الاثنين الماضي، بعد أن قاموا بدفع الحارس المناوب على أبوابه وتجولوا في الموقع لمدة تزيد على عشرة دقائق وتصوير بعض الزوايا داخله، الأمر الذي حذرت دائرة الاوقاف -في بيان لها-من عواقبه، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات تؤدي إلى مزيد من التوتر والاحتقان في المسجد الاقصى واعتبرتها تصرفات مخالفةً للوضع التاريخي القائم منذ أمد بعيد(الستاتيكو).
تدخل سافر وبث للشائعات
برر خبراء الآثار الإسرائيليون حينها اقتحامهم للمصلى، بهدف تفقدهم لآثار تشققات جديدة في خمسة مواضع باديةً على سقف المصلى، الأمر الذي نفاه مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني مؤكداً لـ (كيوبرس) أنه لا توجد أي تشققات جديدة، وأن هذه الادعاءات هدفها بث الشائعات وتبيان أن وضع المصلى غير صالح للاستعمال سعياً لإغلاقه من قبل الاحتلال.
وشدد الكسواني أن لا شأن للاحتلال بأحوال المسجد الأقصى، وأعمال الترميم هي شأن خاص، ولا يحق لأي أحد التدخل في وظيفة لجنة إعمار المسجد، مُبيّناً أن تصرفات الاحتلال وتدخلاته هدفها فرض الوصاية على الأقصى وتغيير الوضع القائم (الستاتيكو).
منع وعرقلة لأعمال الترميم
وأضاف الكسواني أن الاحتلال منع أكثر من 27مشروع ترميم في المسجد الأقصى منذ 17عاماً، ويقوم حتى الآن بعرقلة ومنع العديد من مشاريع الإعمار والترميم على جميع المستويات ومن ضمنها الإضاءة، وشبكة المياه، إلى جانب عرقلتهم لأعمال الترميم في المصلى المرواني. وتابع: “المرواني بحاجة ماسة لأعمال الترميم بسبب الحفريات الإسرائيلية التي تنخر أسفله، ولقد قمنا برفع كتاب إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الأردن واطلاعهم على ممارسات الاحتلال، الذي يعرقل الترميم ويواصل الحفريات ويتدخل في شؤون المسجد”.
حفريات مستمرة
يؤكد الباحث التاريخي إيهاب الجلاد لـ (كيوبرس) وجود حفريات إسرائيلية أسفل المصلى المرواني وأسفل الباب المزدوج والثلاثي مستمرة حتى يومنا هذا-ضمن شبكة أنفاق وحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى-، والتي تهدد المصلى ذو البناء القديم الذي يعود إلى العصر الأموّي، حيث بني كقاعدة أرضية إعداداً لبناء المصلى القبلي، ومن ثم جدده الفاطميون بعدها.
وأضاف الجلاد أن المصلى كان يسمى بـ (اصطبلات سليمان) حيث كان يستعمله الصليبيون كإصطبل لخيولهم زمن احتلالهم القدس، ومن ثم استعمل كمسكنٍ لطلاب الزاوية الختنية، وحسب وثائق الأوقاف فإنه استخدم أيضاً بعدها كمخزن للمسجد. إحياء المصلى في التسعينيات
وقد كان المصلى قبيل عام 1996 مغلقاً غير مبلط تملؤه الأتربة، ويؤكد الجلاد أن الاحتلال بث الشائعات حينها بوجود انتفاخ في الجهة الجنوبية والشرقية من المصلى وأنه سيقع قريباً، في محاولة منه لمنع الناس من دخوله ومنع الأوقاف من ترميمه، لتقوم الحركة الإسلامية حينها بقيادة الشيخ رائد صلاح بترميم المصلى وتبليطه خلال أقل من أسبوع وافتتاحه أمام المصلين.
ونبه الجلاد من خطورة منع الترميم وعرقلته في المصلى المرواني، الذي يحتاج لعمليات ترميم إثر كل شتاء بسبب تسرب مياه الأمطار إليه، مشيراً إلى أنه تم سابقاً اكتشاف تشقق كبير في دعامة المنطقة الوسطى وقامت الأوقاف بوضع دعامة حديدة حوله لحمايته.
في دائرة الاستهداف
وتشير كل الدلائل والأحداث أن شرطة الاحتلال ودائرة آثاره تهدف بشكل مباشر لوضع يدها على عمليات الترميم والظهور بموقف البطل المخلص القلق على أي تشقق في المسجد رغم كونه المسبب الوحيد لها. لكن الفلسطينيين يظهرون تصديهم لهذه الإشاعات والتضييقات من خلال زياراتهم الدائمة للمصلى المرواني، وعقد حلقات تحفيظ القرآن والدروس والاعتكافات داخله.
وحسب تقرير أعده المركز الإعلامي لشؤون القدس (كيوبرس) فإن أعمال الترميم الواسعة في تسعينيات القرن الماضي في المصلى المرواني، نبع منها استخراج أطنان من الأتربة الممزوجة بالحجارة من موقع العمل، ونقل قسم منه الى خارج المسجد الأقصى، ثم قام الاحتلال لاحقاً بالسيطرة عليه ونقله الى منظمات في أذرع الاحتلال الإسرائيلي، والتي قامت بدورها بعمليات تنقيب أثري من قبل أثريين معروفين بتوجهاتهم الأيديولوجية اليمينية والتلمودية، ونفذوا عدة مشروعات تهويدية منها ما أطلقوا عليه “مشروع تنخيل تراب جبل الهيكل”.
يُذكر أن المصلى المرواني والذي يطلق عليه اسم التسوية الشرقية يمتد على مساحة أربعة دونمات، حيث يتسع لخمسة آلاف مصلٍ ويشترك مع سور القدس بحائطه الجنوبي.
المصدر: كيوبرس/ جمان أبو عرفة