شبكة قدس الإخبارية

الكابتن أديب لمرشحة بالخليل: "انسحبي مشان عيلتك"

هدى عامر

الخليل- خاص قُدس الإخبارية: بعد ساعاتٍ من تسجيل القوائم الانتخابية، تلقّت الصحفية سوزان عويوي المرشحة للانتخابات البلدية المقبلة بالخليل، عددًا من الاتصالات التي لم تجب عليها، ليكون الاتصال الأخير تهديدًا بامتياز من "كابتن أديب".

مساء الأربعاء الرابع والعشرين من آب الماضي، اتصل رقم هاتفي بدايته "053" لأكثر من ثلاث مرات ليلًا، لكنها بدورها تجاهلت الاتصال لعدم معرفتها بالرقم، ليعاود الرقم ذاته الاتصال في اليوم التالي والتي تطابق لحظة تسجيل القائمة الانتخابية "أهل البلد المستقلة" ولم يتلق ردًا أيضًا 

تهديد واغراء

"سوزان أنا كابتن أديب ردي أحسن إلك" رسالةٌ نصية تلقتها المرشحة عقب تجاهلها للرد على الرقم المتصل، ليرسل رسالة نصية ويعاود الاتصال، تقول سوزان "فتحتُ الخط لتبدأ جولةً من التهديدات لي ولزوجي وأسرتي في حال لم أنسحب من الانتخابات" مستخدمًا أسلوبي "التهديد والإغراء".

وتوضح سوزان لـ قُدس الإخبارية، في بداية الحديث سمعت أصوات صراخ وضجيج وسط لهجة غاضبة لـ"الكابتن أديب" وهو يقول كم مرة لازم اتصل عليكي مشان تردي؟ خمسين مرة اتصلنا وما رديتي؟" مضيفًا "حديثي معك لأحذرك من الانتخابات وأنه عليكِ أن تنسحبي لأجلك وأجل عائلتكِ"

"ما تنزلي انتخابات بقائمة حماس وسيبك من انتخابات الخليل وإلا بعتقلك" كان طلب الضابط الاسرائيلي، لكنّه وجد ردًّا قويًا في المقابل حين قالت المرشحة عويوي "لم أترشح لقائمة حماس إنما كانت قائمة مهنية مستقلة هذا أولًا، وإن كنت تمسك شيئًا ضدي فاعتقلني، أما المهم فهو أن الخليل لا تحكمها الإدارة المدنية وهذا ما يجب أن تعيه سيادة الكابتن!"

تحوّلت لهجة الحديث خلال الاتصال إلى صيغة أخرى، حين سألت سوزان عن المقابل لانسحابها الذي لن يتم بكل الأحوال، فقال الضابط " تعالي على نتانيا أو تل أبيب وبنتفاهم" متعهدًا بأن يصدر لها تصريح زيارة إلى تل أبيب وأن يهديها "آيفون 7" كعربون اتفاق لانسحابها من الانتخابات، لكن ذلك لم ينجح أيضًا فعاود التهديد والوعيد، بحسب العويوي.

الضابط لزوجها: بنزوّجك غيرها!

أمس الثلاثاء، تلقت سوزان اتصالًا من رقم إسرائيلي آخر، بدايته صراخ وضجيج أيضًا يسأل عن حسام عويوي- زوجها-، وأن عليها أن تبلغه بان لديه مقابلة وليس لدينا رقمه، لترد سوزان بأن لا علاقة لها بالأمر، قائلة "بامكانكم الاتصال به وإخباره، وأحصلوا على رقمه كما حصلتم على رقمي".

وبعد أقل من ١٠ دقائق، كان الضابط الاحتلالي قد اتصل فعلًا بزوجي وطلبه للمخابرات في عصيون للمقابلة، تقول سوزان، ليذهب زوجها حسام "أبو حذيفة" للمقابلة صباح الأربعاء والتي تضمنت أسئلة شخصية وطلبًا بثنيها عن دخول الانتخابات، لكنّه أجاب بأن "العلاقة بينهما على المحك ولا يستطيع التأثير عليها بالعدول عن الانتخابات فهي ملكة قرارها"، ليجد ضابط المخابرات حلًا أخيرًا اجتماعيًا ردًا على كلام زوجها ويقول "طيب شو رأيك نزوّجك؟!"

تهديدٌ آخر!

لم تكن تهديدات الاحتلال الأخيرة من "كابتن أديب" وغيره، هو كل ما تعرضت له المرشحة سوزان عويوي من مضايقات وتهديدات إثر ترشحها للانتخابات البلدية، فلقد بدأت موجة المضايقات منذ التلميح بنيتها الترشح نهاية حزيران الماضي.

في السابع والعشرين من حزيران الماضي، هاجمت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية "مخابرات وأمن وطني" منزل سوزان العويوي ليلًا بهمجية شديدة، حيث اقتحمت عشرات الآليات العسكرية المنطقة وأغلقت محيط العمارة والشوارع المؤدية إليه أيضًا.

تقول سوزان، إن "عشرات من العساكر وعناصر المخابرات اقتحموا البيت من الداخل وعاثوا فيه خرابًا بلا سبب، وبعد مشادة كلامية بيني وبينهم اعتقلوا زوجي وصادروا كاميرتي الشخصية وذاكرتين لها، إضافة لصندوق حاسوب وعدد من الأوراق"

بالرغم من كل التهديدات التي تلقتها المرشحة الصحفية سوزان العويوي من قبل أجهزة الاحتلال وأجهزة الأمن الفلسطينية بالضفة المحتلة، إلا أن ذلك لم يدفعها للعدول عن قرار خوضها الانتخابات المقبلة بقائمة "أهل البلد المستقلة"، مؤكدة نحن قائمة مستقلة نقبل دعم أي حزب لنا، وأن حق الترشح لا تنازل عنه.