لا تقلّ حرب العام 1967 أهمّيّة بالنسبة لـ"إسرائيل" عن حرب العام 1948، بوصفها لحظة تأسيسية ثانية لها، فمن المؤكّد أنّ بقاءها ظلّ محلّ شكّ حتّى جاءت تلك الحرب الثانية، التي لم تكرّس فيها "إسرائيل" نفسها فحسب مبطلة بذلك الدعاية الصاخبة للنظام "الثوري العربي"
ذكر ابن إسحاق في سيرته، أنّه "لمّا أقبل أصحاب مؤتة تلقّاهم رسول الله، صلى الله عليه وآله سلم، والمسلمون معه، قال: ولقيهم الصبيان يشتدّون ورسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مقبل مع القوم على دابّة، فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر. فأتى بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه، فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرّار فررتم في سبيل الله. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليسوا بالفرّار ولكنهم الكرّار إن شاء الله عز وجل".
تشدّ الأزمة الإسرائيلية الداخلية الكثير من الأنظار العربية إليها، وهو أمر معقول، طالما كانت "إسرائيل" عدوّاً طال الصراع معه، ويبحث أعداؤها في كلّ ما يمكن أن يضعفها، بقطع النظر عن المبالغات المستعجلة في التعويل على انهيارات إسرائيلية كبرى في الأفق المنظور جرّاء الأزمة
النقاشات حول المشروع السياسي الذي ينبغي أن يصير إليه الفلسطينيون، أو الذي ينبغي أن تُربط به حلقاتهم الكفاحية.. لا يخلو من سوء فهم، لا سيما إن أبدى بعضنا تحفّظاً على بعض ما يُطرح من أفكار بهذا الخصوص. قد يعتقد ذلك البعض أن دافع التحفّظ على تلك الأطروحات السياسية
سجال الانتصار والهزيمة لا ينقطع في التاريخ الفلسطيني الطويل، فلن يكون، والحالة هذه، غائباً عن عملية العدوّ الأخيرة على مخيم جنين في 3 تموز/ يوليو، ولو اختلفنا في تقييم نتائج هذه المعركة وفي توقّع مآلاتها القريبة والبعيدة، إذ إنّ في ذلك ضرباً من التنبؤ الذي لا بدّ وأن تحايثه دائماً دواعي الخطأ
تساءلنا في مقالة ماضية "ماذا تعني عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية؟!"، وذلك بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بإطلاق تلك الحملة على شماليّ الضفّة الغربية، وقد بيّنا في تلك المقالة أنّ هذه الحملة، لو أطلقها الاحتلال بالفعل؛ فلن تكون على صورة عملية "السور الواقي" التي كانت في العام 2002
يكثر الحديث الإسرائيلي منذ فترة عن احتمالات شنّ عملية عسكرية واسعة في الضفّة الغربية، وتحديدا في شمالها. ينبغي التذكير، والحالة هذه، أنّ الاحتلال ما يزال في غمرة عمليته التي أطلقها منذ آذار/ مارس العام الماضي، أي منذ أكثر من عام وثلاثة شهور
أسّست "إسرائيل" الفتيّة بانتصارها العسكري في العام 1967، لأهمّ انتصارين سياسيّين من بعد ما أنجزته بناء على انتصارها في العام 1948، الانتصار الأوّل كان بتثبيت المرتكز لنفي أصل الصراع، أي إلغاء الاعتراض على وجودها، وتحويل الاعتراض إلى احتلالها المحصّل بانتصارها عام 1967
فضّل النظام الرسمي العربي لأغراض دعائيّة تسمية نكبة العام 1967 بـ"النكسة". قد يبدو الأمر إرادة لمنع الانكسار المعنوي، بوصف يقصر في دلالاته عن معاني مفردة "النكبة"، من حيث وقع الكلمة، ومن حيث المعنى المستفاد منها تاريخيّاً. فالنكسة والحالة، هزيمة عابرة، بحسب ما أراد هذا النظام القول
العادة الإعلامية، بملء الفراغات والمساحات بالأسئلة الكثيرة عن الحدث المحدود.. معروفة، وهو أمر من ماهيّة هذه الصنعة، بحيث إنّه لا يمكننا القول بإمكان تجرّد هذه الصنعة من هذه العادة، وإلا لتغيّرت ماهيتها. هكذا بدا الأمر مع حادثة الشهيد، المجنّد المصري محمد صلاح إبراهيم
يصحّ القول إنّ في الضفّة الغربية حالة كفاحية ممتدة منذ العام 2015، ولو قيل منذ العام 2014، لم يكن ذلك بعيداً عن الصواب، فأسر مجموعة من حركة حماس في مدينة الخليل لثلاثة مستوطنين إسرائيليين في العام 2014
في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وبعد دخول السلطة الفلسطينية غزّة وأريحا، وقبل أن تدخل رام الله، كنت في الصف التاسع أو أصغر؛ أذهب من قريتي للمدينة لشراء صحيفتين تصدران من غزّة عن فصيلين مقاومين وتصلان رام الله