شبكة قدس الإخبارية

أسماء وعبدالله.. رمضان يجمعهما في سجون الاحتلال!

شذا حنايشة

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: للعام الثاني يحرم الاحتلال أطفال الأسير عبدالله المغربي من جبل المكبر بالقدس المحتلة، من وجود والدهم إلى جانبهم في إفطار رمضان، بل إن هذا العام أضيف لوجع غياب الأب غياب الأم أسماء أبو الرموز أيضا.

الأطفال ناصر(5 سنوات)، خطّاب (4 سنوات)، وريماس (عام ونصف)، انتظروا هلال رمضان وقضوا اليومين الأولين منه دون أمهم وأبيهم، قبل أن يستعيدوا نصف دنياهم أمس الأربعاء، بعودة والدتهم المعتقلة منذ 17 يوما، بتهمة "تهريب رسائل" من زوجها المعتقل منذ أكثر من عام.

وعن لحظة اعتقالها تقول أسماء: "اعتقلوني في ساعات الصباح الباكر من قرية ترمسعيا في رام الله، أخذوني إلى معسكر أو مستوطنة لا أعرف اسمها، وضعوني على كرسي في حمام، تعرضت لكثيرٍ من الاستهزاءات والتعليقات والسخرية من الجنود، ثم نقلوني إلى المسكوبية ومنها إلى غرف التحقيق، لم يسمحوا لي بالراحة".

"ماما لا تغيبي كثير قال لي ناصر أكبر أولادي، قلت له يومها ادعيلي ما أطوّل".. تتوقف أسماء عن الكلام قليلا، تلتقط أنفاسها وتتابع بصوت أجش، "ابني خطّاب لحق بي لما أخذوني واليوم (بعد الإفراج) رفض أن ينزل من حضني وهو يبكي ويقول خليكي معي ما تروحي.. حتى الان يبكي، وناصر كل شوي بغيب ويرجع  يقول لي يما اشتقتلك.. انتِ رحتي وأبوي كمان راح".

"الأطفال بدون أمهم ضياع، فهي كل حياتهم منذ اعتقال عبد الله، الكبير كان دائما وفي كل مرة يجلس بها لوحده يدعو لأمه. أما ريماس فلم تر والدها يوما، إذ كانت والدتها حاملا بالشهر الرابع لحظة اعتقاله، لذلك تنادي جدها بابا"، تقول جدتهم أم عبدالله.

وتروي أسماء أنها بقيت في الأيام الأولى من التحقيق "مشبوحة" ومقيدة بكرسي لأكثر من 11 ساعة، ولم يُسمح لها بالنوم لأكثر من أربع ساعات، مضيفة، "التحقيق الطويل وقلة النوم وطعامهم ومعاملتهم السيئة لم تكن تتعبني مثل قلقي وخوفي على أولادي، لا زلت أذكر إلى الآن كلماتهم ونظراتهم وبكائهم يوم الاعتقال".

وتخبرنا أم عبد الله أن الأطفال كانوا يشعرون بمعاناة أسماء التي تعاني من ضعفٍ في الدم، وخاصة أثناء تواجدها في غرف التحقيق. "كانت ريماس تستيقظ في الليل تصرخ وتبكي كالمجنونة، كانت تشعر بوالدتها عندما يأخذونها للتحقيق في منتصف الليل.. وضعنا كان صعب، لكن الحمد لله إيماننا بالله وأملنا به خلق بنا المقاومة والصبر".

وعن آخر أيامها في الاعتقال تقول أسماء إن الاحتلال قبل محاكمتها التي كانت أمس، أعادها إلى التحقيق لمدة أربعة أيام، وسمحوا لها قبل أسبوع بأن ترى زوجها، "جمعوني بزوجي من أجل استفزازنا لا أكثر، سمحوا لنا أن نرى بعضنا البعض دون أن نتكلم، يريدون أن يضغطوا عليه ليعترف عني".

وعن عبد الله تقول والدته، إنه إلى الآن معزول وممنوع من الزيارة منذ أشهر شهور، "آخر مرة زرته فيها كانت قبل 9 شهور، هم لا يريدون منه أن يتواصل معنا أو نسمع منه شيئا.. الله يرضى عليه ويحميه".

وتوضح، أن وضعه الصحي سيء لأنه مصاب بمرض السكري منذ كان في السابعة من عمره، ويحتاج إلى إبر "الأنسولين" بشكل يومي، "ابني جدع وعنده قوة تحمل لذلك لا يظهر عليه التعب والحزن، أذكره جيدا في رمضان عندما كان صغيرا كان السكري يصل معه إلى 50، وكنا نرجوه أن يفطر إلا أنه كان يرفض، كنا نحمد الله عندما يأتي المغرب وهو بخير".

وتنهي أم عبدالله حديثها قائلة: "العام الماضي تألمنا عندما بدأ رمضان دون عبدالله، وهذا العام بدأ دون والده وزوجته، اعتقلوا زوجي ناصر أول يوم في رمضان بعد العصر وسيعود اليوم بإذن الله، الحمدلله على كرمه وربنا يفرحنا بخروج عبد الله أيضا".