شبكة قدس الإخبارية

جنين: الشرطة تلاحق "البسطات" وأحاديث عن تجاوزات ومظالم

شذا حنايشة

جنين – خاص قُدس الإخبارية: يُعرف أسبوع ما قبل شهر رمضان بأنه الأكثر نشاطا تجاريا في الأسواق، إلا أن العديد من أصحاب "البسطات" في مدينة جنين لم يستفيدوا من هذه الحركة التجارية، حيث حرمت الشرطة الفلسطينية أكثر من 50 بائعا متجولا وصاحب "بسطة" من بيع بضائعه، بعد أن أوقفتهم بحجة زحم الطريق العام وبهدف ترتيب أسواق المدينة.

"قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، أنا أبيع زينة رمضان وهم عطلوا علي عملي في أهم وأجمل أيام البيع، هذه البضاعة كلها من المفروض أنها مباعة قبل رمضان اوقفوني يوم ونصف وها هي بضائعي مكدسة ولا أحد يسأل عنها"، قال عماد مناصرة وهو صاحب بسطة في شارع الحسبة.

وأضاف، "كنت أضع بسطتي على طرف الشارع دون أن أضيق على أحد لا سيارة ولا حتى شخص، أخذوني بحجة أني أضع أغراضي في الشارع، قال ممنوع تبسط هنا". وتابع، "وعندما عرضت على المحكمة نظر إلينا القاضي وغرمنا 5 ليرات وقال لنا روحوا دون أن يخبرنا بحلول".

أما قسام مرشود صاحب عربة حلويات في الشارع ذاته فقال: "أنا أبيع الهريسة كل يوم وهذا مصدر رزقي الوحيد، منذ يومين جاء الي ضابط وقال لي تعال شوي أريدك وفوجئت به يضعني بسيارة الدورية لم أكن أعرف السبب. ثم قالوا لي أني أوقف عربتي في الشارع وطلبوا مني أن لا أعود هنا أين أذهب؟! يوفروا لنا أماكن ومواقف مناسبة ثم يأتوا ليحاسبونا".

وقال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي رزيقات، إن هدف هذه الحملة تنظيم الأسواق، "بسبب قيام بعض الباعة بوضع بسطاتهم وعرباتهم على الأرصفة، مما أدى إلى أزمة مرورية وازدحامات"، موضحا أنه تم الإفراج عن بعضهم في نفس اللحظة، وجزء منهم لم يستمر اعتقاله لأكثر 24 ساعة، وجزء آخر تم تحويله إلى النيابة العامة حيث قدم غرامة وتعهد بعدم العودة للمكان.

وأفاد رزيقات، أن هذه الحملة لم تكن مفاجئة وأنها جاءت بعد إبلاغهم وتحذيرهم أكثر من مرة، مضيفا، "هم قاموا بالاعتداء على الأرصفة وأغلقوا الشوارع وتسببوا بأزمات مرورية خانقة، وإيقافهم ليس ظلم، الظلم أن تمر سيارة اسعاف من الشارع وبداخلها مريض فيحتاج إلى ساعة للخروج منه. الظلم أيضا أن أصحاب المحال التجارية يدفعون أجورا مرتفعة فيأتي صاحب عربة يغلق باب المحل".

وعلق كفاح صباح صاحب إحدى البسطات في الشارع ذاته، "أنا صاحب إعاقة قدمي مقطوعة ولدي 4 أطفال أعيلهم، وأقف أمام المسجد منذ 4 سنوات لا أنادي بصوت عالٍ، ولا أرمي الأوساخ في المكان، ولا أزعج أحدا، ولا أبسط في شارع رئيسي، لذلك لا أحد يمتلك الحق لإزالة بسطتي من هنا، تريد أن أذهب من هذا المكان وفر لي بديل يكون مناسب وحيوي".

ويرى رزيقات أن الحل يكمن في الاستمرار بمثل هذه الإجراءات من قبل الأجهزة الأمنية والشرطة، مؤكدا أن مهمة الشرطة تكمن في تنظيم حركة السير وإزالة المعيقات أمام حركة المواطنين، وفي المقابل يجب على بلدية جنين توفير أماكن مخصصة لأصحاب "البسطات" والعربات لتنظيم الأسواق، وللتخفيف من "اعتدائهم على حقوق الآخرين"، حسب تعبيره.

وأضاف، "لا يجوز إغلاق الشارع وإعاقة حركة الآخرين بحجة الرزق، وليس ذنب الشرطة ما حدث، يجب على الباعة التوجه إلى البلدية وأن يضغطوا عليها لتوجد لهم مكانا مناسبا بدلا من أن يغلقوا الشوارع".

أما رئيس بلدية جنين راغب النادر، فقال إن ايقاف البائعين من قبل الشرطة كان لَحظيا من أجل التنظيم وإزالة العوائق، وأنه لا يوجد أحد موقوف إلى الآن، موضحا أن البلدية باشرت بتنفيذ قانون منح رخصة للبائع المتجول في البلديات لتنظيم السوق، من خلال منح رخصة للبائع المتجول تُسهل عليه عملية التنقل دون أن يتعرض لمسائلة من قبل الشرطة.

وعن الإجراءات المطلوبة للترخيص قال راغب النادر: "هناك نوعان من الباعة، أصحاب البسطات والبلدية غير مكلفة بإيجاد مكان لهم، والنوع الآخر هم الباعة المتجولون وأصحاب العربات، ويجب أن يأتوا إلى البلدية ويقدموا طلبات ويأخذوا أرقاما مقابل رسوم بسيطة".

وقال العديد من الباعة المتجولين وأصحاب البسطات إنهم لم يسمعوا بقرار الرخص، وأن البلدية إلى الآن لم تطلب منهم أي شيء. وقد أكد كفاح صباح ذلك، حيث قال إنه توجه البارحة إلى البلدية طالبا رخصة أو حتى ورقة "لمنع اعتداءات الشرطة عليه"، وفق تعبيره، مبينا أن رئيس البلدية لم يقابله ولم يطلب أحد منه أي رسوم أو أوراق، بل طلب منه أحد الموظفين التوجه إلى المحافظة، وفي المحافظة  أخبروه أنه لا يوجد ترخيصات، كما يقول.

وقال رئيس البلدية النادر: "الوضع في البلد غير طبيعي من حجم البسطات والعربات الموجودة، ونحن في السابق عملنا مجمع للخضار كلفنا ملايين الشواقل وهو سوق حضاري ممتاز في وسط البلد، وجزء كبير من أصحاب البسطات هم بائعوا خضار لهم أماكن داخل المجمع لكنهم يتواجدون في الشوارع".

إلا أن صاحب عربة التفاح كمال عتيق يرى أن هذا المجمع لم يساعده كثيرا، وأن جلوسه في مكان غير حيوي فيه جعله يخسر الكثير، مضيفا، "اليوم كنت في المجمع منذ الصباح وحتى الظهر لم أبع بأكثر من 5 شواقل، وعندما خرجت على الشارع بعت بـ 150 شيقل، المكان في الداخل مقتول ولا يوجد حركة تجارية فيه، والذي يجلس على الأطراف أو على الخط الرئيسي يستفيد من المجمع أكثر".